إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أسئلة عن 7 أكتوبر


عمان جو_فارس الحباشنة _عامان على 7 أكتوبر. وثمة من يريد مراجعة ما حصل بعد 7 أكتوبر على ضوء المجازر والإبادة والتجويع في غزة. ومن يطرح هذا الرأي يريد القول فكروا بالثمن المقابل ليوم 7 أكتوبر.
ولكن، لا أحد فكر ولا يريد التفكير بما جرى لإسرائيل في 7 أكتوبر وما بعدها، وما ينتظرها في اليوم التالي إسرائيلياً لما بعد الحرب.
وماذا أصاب مفهوم الأمن المطلق الإسرائيلي وسياسة الدرع والتردع إقليمياً. هؤلاء هم حملة رواية لأعداء المقاومة، ومن يصلّون ليلاً ونهاراً للإجهاز على المقاومة وتصفيتها.
ومن يحاولون صياغة رواية عن الحرب و7 أكتوبر، ويرددون بيانات السفارات الأجنبية، وحلمهم إعلان وفاة المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية. وهناك، يُصنّف من هذا التيار من يطلق العنان لخياله في التشفي في المقاومة وشهداء المقاومة ودم المقاومة.
ويرسمون مستقبلاً للإقليم كما يشاؤون. واعتقادهم يقودهم، كما لو أن إسرائيل تعمل لديهم، وسوف تقضي على المقاومة وكل من أزعجهم.
ومؤمنون بالقدرية الإسرائيلية، وأنها حتمية يصعب مواجهتها والتصدي لردعها وغطرستها المفرطة بالقوة.
وفي طريقهم إلى إسرائيل قبلوا بكل التنازلات، وما وصلوا إلى طريق آمن وهادئ مع إسرائيل. وعوضاً عن مراجعة 7 أكتوبر وما قبلها أن يسألوا أنفسهم، هل يقفون في الموقع التاريخي الخاطئ؟
ما بعد 7 أكتوبر، ما زالت أسئلة كبرى عالقة وتبحث عن حفر ونبش في إجابات مستقبلية. وفي توقيت 7 أكتوبر واجتياح غلاف غزة، ثمة رواية تقول إن ما حدث كان سيحدث مع الطوفان وبدونه، ومن الأنسب أن تكون لحظة المبادرة للمقاومة الفلسطينية. وتيار يرى أن اللحظة لم تكن مناسبة، والأجواء والظروف الإقليمية والدولية بحاجة إلى زخم أقوى وإعطاء فرصة لتمكين وتعاظم هذه الاتجاهات الإقليمية والدولية.
وحيث إن إسرائيل تعيش في أزمة بنيوية سياسياً وأمنياً واجتماعياً، وأزمة التعديلات القضائية، إضافة إلى ترتيبات أمريكية للانسحاب من الشرق الأوسط، والالتفات نحو الصراع مع روسيا والصين، وانفراج دبلوماسي في الملف النووي الإيراني، وتطورات في قوة الردع اللبناني، ومسيرات حزب الله منعت إسرائيل من الوصول إلى حقول الغاز في البحر المتوسط.
وهل إسرائيل كانت قررت مسبقاً العدوان على غزة؟
ما بين الافتراضين حول 7 أكتوبر، وثمة مؤشرات تقول إن إسرائيل زرعت عمليات أمنية ومهدت لعمليات عسكرية قبل 7 أكتوبر. وإلا ما هو تفسير عملية البيجر في لبنان، واستشهاد قادة المقاومة، والتحضير للعملية فنياً ولوجستياً وعملياتياً منذ أعوام.
و»عملية البيجر» لم تكن تكتيكية ووقائية، بل لغايات هجومية. وهذا ما كشف أن إسرائيل غيرت في مفهوم العقيدة العسكرية والأمنية لتقليص الفجوة بين العمل والقرار الاستخباري وإعلان الحرب.
وترامب قبل 7 أكتوبر أطلق تصريحات حول غزة، واعتبارها ريفييرا الشرق الأوسط، وزوج ابنته كوشنر لم يُخفِ إعجابه واندهاشه بشواطئ غزة الجميلة والدافئة، ووعد بتحويلها إلى ريفييرا.
وهذا الموقف الأمريكي يتفق مع أطروحة تذهب إلى أن هدف الحرب والإبادة في غزة ليس فلسطينياً وإقليمياً بحتاً، بل يندرج ضمن الحرب على ممرات التجارة العالمية، وأساسه الممر الهندي المصمم أمريكياً لمواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث لا يُحتمل وجود تنظيمات مسلحة ومناطق ساخنة في طريق ممر التوابل.
وقد تكون المقاومة في غزة استعجلت عملية الطوفان، وإلا فإن إسرائيل كانت عازمة على تنفيذ مشروعها الاستراتيجي على كل الأحوال. ولذلك، فإن إسرائيل تجاهلت ورقة الأسرى لدى المقاومة، وتعاملت معها في أدنى الأولويات الأمنية والسياسية.
وعندما قررت المقاومة تنفيذ عملية طوفان الأقصى كانت تعلم جيداً أن المعركة لن تكون يوماً واحداً، ولن تكون محددة في إطار صفقة تبادل الأسرى، وينتهي الأمر كما لو أنه لم يبدأ.
وإسرائيل تبحث عن لحظة جنونية لتُصدر مخزوناً مكبوتاً من العنف والعدوان والإجرام الإسرائيلي. إنها دولة مجنونة ومسعورة. كمية القنابل والمتفجرات والصواريخ التي أُلقيت على غزة في عامين لم تلقَ استغراباً أمريكياً ولا أوروبياً، بل إن أمريكا دشنت خطاً مفتوحاً وموصولاً في تغذية ودعم عسكري ولوجستي لإسرائيل منذ صباح 8 أكتوبر. عندما قررت المقاومة تنفيذ عملية الطوفان لم تكن تسابق إسرائيل في صناعة نصر حاسم، بل إن المواجهة عنوانها الرئيس هو الردع المضاد والصمود، وفتح جهة استنزاف في حرب غير متناظرة في القوة.
وما يحتاج إلى مراجعة دقيقة هو السؤال عن عزلة المقاومة وحصارها، وأن طرق الإمداد إليها توقفت منذ 7 أكتوبر، وأنها دخلت في عزلة وقطيعة إقليمية، وهي حالة غير مسبوقة في تاريخ حركات التحرر والمقاومات الوطنية. وفي الذكرى السنوية لـ7 أكتوبر تم إطلاق خطة ترامب لوقف إطلاق النار. وأكثر ما يدور من أسئلة حول مستقبل غزة، وإن كان السؤال اليوم يتفجر ويتمدد عن مستقبل فلسطين والإقليم.
ومن قال إن المشروع الإسرائيلي سوف يتوقف في غزة! وفي الضفة الغربية الاستيطان في توسع وتمدد مرعب، وإسرائيل تلوّح بضم الضفة إلى تل أبيب، وتهجير فلسطينيي الضفة إلى الأردن.
الهدف الأمريكي والإسرائيلي ليس سلاح المقاومة، ولا تصفية حماس، إنما قتل فكرة المقاومة، واجتثاث مجتمعات المقاومة. وهي حرب استراتيجية طويلة، ولا يُراهن على إنهائها في المنظور القريب. ما بعد 7 أكتوبر، سؤال مفتوح في طريق التحرير الوطني الفلسطيني والعربي، وسؤال مشحون بإجابات مرحلية وأخرى استراتيجية، وإجابات مغسولة بالشهادة والدم والتضحية والكرامة. وفي الذكرى السنوية لـ7 أكتوبر، مخطئ من يعتقد أن المعركة سوف تنتهي بهزيمة المقاومة ووقاية إسرائيل من العقاب الذي تستحق، وعلينا أن نقرأ التاريخ، والأيام كفيلة بتقديم الدروس والعِبَر لمن يريد التعلم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :