ترامب ونوبل للسلام
عمان جو_فارس الحباشنة _نتنياهو، اقترح جادًّا أن تُمنح جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس الأمريكي ترامب.
ليلة محاولة اغتيال ترامب أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، قال ترامب: إن الله أنقذني من أجل أن أجعل من أمريكا أمة عظيمة، وأنا صانع سلام ووحدة.
هذا كلام سماوي، وكلام أنبياء ورسل. وحتى الأنبياء لم يقولوا ما نطق به ترامب حول مهمته السياسية الأمريكية والكونية.
الرئيس الأمريكي ترامب أبدى اهتمامًا بالغًا وعلنيًّا ومتكررًا في الحصول على جائزة نوبل للسلام. وفي مناسبات كثيرة ادّعى أنه يستحقها لجهوده في إخماد الحروب والصراعات وإنقاذ الأرواح، ولوّح إلى أن عدم منحها له سيكون «إهانة لأمريكا».
وفي حين بلغت ردة فعل البيت الأبيض غضبها، وبعدما تم إعلان فوز الفنزويلية ماتشادو، وهي ناشطة سياسية وحقوقية مؤيدة للسياسة الأمريكية، وداعمة لإسرائيل ومناصرة لجرائم الإبادة في غزة، فيما العالم ينتفض ضد الإبادة والعدوان الإسرائيلي.
ولم يخطر ببال ترامب ولا لجنة الحكام في نوبل، ماذا تفعل القنابل والطائرات والقاذفات الأمريكية في غزة وفي كل مكان من هذا الكوكب؟ وترامب يريد أن يطبق على الكرة الأرضية، وأن يخنق بيديه ما تبقّى من العالم.
أمريكا هي العالم، والعالم أمريكا، لربما لم ينطقها ترامب بعد، ولكن أوحى بها في حديثه المشبع بالنهايات عن الحضارة والتاريخ والإنسان، وكأن أمريكا هي «القضاء والقدر»، وترامب هو أمريكا والعالم.
ونسأل هنا: عن أمريكا المسيحية أم اليهودية؟ ماذا تبقّى من المسيحية في أمريكا؟ والكنائس تقرع أجراسها لإقامة وصايا المسيح، والذي من روحه بُعث الإنسان، والمسيح، النبي القائل: إن ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر.
وفي غزة، ترامب ونتنياهو نثروا الجثث في العراء، وأبادوا، وقتلوا، ودمّروا، وجوّعوا. لا حياة على أرض فلسطين إلا لليهود، لا حياة وقوة وسطوة في بلاد المشرق إلا لليهود.
أمريكا العظمى، على غرار بريطانيا العظمى، الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عنها، وغدت في القرنين التاسع عشر والعشرين أعظم إمبراطورية في التاريخ. وزال شمسها في حرب السويس عام 1956، عندما أمر أيزنهاور، الرئيس الأمريكي وبطل إنزال النورماندي، رئيسَ حكومة بريطانيا أنطوني إيدن بسحب قواته من البحر الأحمر والمتوسط، بعدما قامت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بالعدوان على مصر، لقيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
أمريكا إمبراطورية مختلفة. في مئة عام فرضت أمريكا نمطًا وأسلوب حياة وثقافة على العالم. أمريكا، من بنطلون الجينز إلى الهامبرغر، وستاربكس، والعالم الرقمي، والإنترنت، واقتصاد الفرص والثراء السريع، والسينما والروك والجاز، وعالم النجوم والنجمات، وأضواء هوليوود، وميرلين مونرو وجنيفر لوبيز، ورقصات مايكل جاكسون.
العالم أمام حتمية المأزق الأمريكي. أوروبا تشكو من سياسة التبعية الاقتصادية والسياسية الأمريكية، وعلى نحو لا يُصدَّق، من خلال الدولار والغاز الأمريكي. في العالم فقط آسيا وأوراسيا تُبعثان على قلق أمريكا. أما العرب فخارج دوامة التاريخ، وخارجون من الزمن الحضاري والتكنولوجي.
بعد خطته لوقف الحرب في غزة، قال ترامب: الشرق الأوسط سيكون عظيمًا بعد سنة من الآن. وقال إن دول الشرق الأوسط غنية وثرية وتملك أموالًا وسوف تقوم بإعادة إعمار غزة. ولا يُفهَم إن كان كلام ترامب تهديدًا أم وعيدًا.
وماذا بوسع ترامب أن يعطي غير الأوامر وبلغة العصا؟ وهل يعني «شرق أوسط عظيم» أن يكون فردوسًا ماليًّا وتجاريًّا لإسرائيل، بعد أن تُفتح أبواب التطبيع مع الدول العربية، وأن يحقق حلم توسيع جغرافيا إسرائيل التوراتية؟ ومن يمكن أن يقول «لا» لترامب؟
لا نتصور ماذا يجول في رأس ترامب، وهو في «مهمة ربانية»، وهو الرجل الذي ينهي الحروب، في عالم يُفترض أن يكون أسواقًا تابعة للإمبراطورية الأمريكية.
ليلة محاولة اغتيال ترامب أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، قال ترامب: إن الله أنقذني من أجل أن أجعل من أمريكا أمة عظيمة، وأنا صانع سلام ووحدة.
هذا كلام سماوي، وكلام أنبياء ورسل. وحتى الأنبياء لم يقولوا ما نطق به ترامب حول مهمته السياسية الأمريكية والكونية.
الرئيس الأمريكي ترامب أبدى اهتمامًا بالغًا وعلنيًّا ومتكررًا في الحصول على جائزة نوبل للسلام. وفي مناسبات كثيرة ادّعى أنه يستحقها لجهوده في إخماد الحروب والصراعات وإنقاذ الأرواح، ولوّح إلى أن عدم منحها له سيكون «إهانة لأمريكا».
وفي حين بلغت ردة فعل البيت الأبيض غضبها، وبعدما تم إعلان فوز الفنزويلية ماتشادو، وهي ناشطة سياسية وحقوقية مؤيدة للسياسة الأمريكية، وداعمة لإسرائيل ومناصرة لجرائم الإبادة في غزة، فيما العالم ينتفض ضد الإبادة والعدوان الإسرائيلي.
ولم يخطر ببال ترامب ولا لجنة الحكام في نوبل، ماذا تفعل القنابل والطائرات والقاذفات الأمريكية في غزة وفي كل مكان من هذا الكوكب؟ وترامب يريد أن يطبق على الكرة الأرضية، وأن يخنق بيديه ما تبقّى من العالم.
أمريكا هي العالم، والعالم أمريكا، لربما لم ينطقها ترامب بعد، ولكن أوحى بها في حديثه المشبع بالنهايات عن الحضارة والتاريخ والإنسان، وكأن أمريكا هي «القضاء والقدر»، وترامب هو أمريكا والعالم.
ونسأل هنا: عن أمريكا المسيحية أم اليهودية؟ ماذا تبقّى من المسيحية في أمريكا؟ والكنائس تقرع أجراسها لإقامة وصايا المسيح، والذي من روحه بُعث الإنسان، والمسيح، النبي القائل: إن ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر.
وفي غزة، ترامب ونتنياهو نثروا الجثث في العراء، وأبادوا، وقتلوا، ودمّروا، وجوّعوا. لا حياة على أرض فلسطين إلا لليهود، لا حياة وقوة وسطوة في بلاد المشرق إلا لليهود.
أمريكا العظمى، على غرار بريطانيا العظمى، الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عنها، وغدت في القرنين التاسع عشر والعشرين أعظم إمبراطورية في التاريخ. وزال شمسها في حرب السويس عام 1956، عندما أمر أيزنهاور، الرئيس الأمريكي وبطل إنزال النورماندي، رئيسَ حكومة بريطانيا أنطوني إيدن بسحب قواته من البحر الأحمر والمتوسط، بعدما قامت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بالعدوان على مصر، لقيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
أمريكا إمبراطورية مختلفة. في مئة عام فرضت أمريكا نمطًا وأسلوب حياة وثقافة على العالم. أمريكا، من بنطلون الجينز إلى الهامبرغر، وستاربكس، والعالم الرقمي، والإنترنت، واقتصاد الفرص والثراء السريع، والسينما والروك والجاز، وعالم النجوم والنجمات، وأضواء هوليوود، وميرلين مونرو وجنيفر لوبيز، ورقصات مايكل جاكسون.
العالم أمام حتمية المأزق الأمريكي. أوروبا تشكو من سياسة التبعية الاقتصادية والسياسية الأمريكية، وعلى نحو لا يُصدَّق، من خلال الدولار والغاز الأمريكي. في العالم فقط آسيا وأوراسيا تُبعثان على قلق أمريكا. أما العرب فخارج دوامة التاريخ، وخارجون من الزمن الحضاري والتكنولوجي.
بعد خطته لوقف الحرب في غزة، قال ترامب: الشرق الأوسط سيكون عظيمًا بعد سنة من الآن. وقال إن دول الشرق الأوسط غنية وثرية وتملك أموالًا وسوف تقوم بإعادة إعمار غزة. ولا يُفهَم إن كان كلام ترامب تهديدًا أم وعيدًا.
وماذا بوسع ترامب أن يعطي غير الأوامر وبلغة العصا؟ وهل يعني «شرق أوسط عظيم» أن يكون فردوسًا ماليًّا وتجاريًّا لإسرائيل، بعد أن تُفتح أبواب التطبيع مع الدول العربية، وأن يحقق حلم توسيع جغرافيا إسرائيل التوراتية؟ ومن يمكن أن يقول «لا» لترامب؟
لا نتصور ماذا يجول في رأس ترامب، وهو في «مهمة ربانية»، وهو الرجل الذي ينهي الحروب، في عالم يُفترض أن يكون أسواقًا تابعة للإمبراطورية الأمريكية.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق