قمة شرم الشيخ .. ثمرة الدم الفلسطيني
عمان جو - بقلم: د. ماجد عسيلة
من رحم الألم تولد الحياة، ومن تحت ركام غزة ودماء الشهداء في الضفة الغربية، عادت القضية الفلسطينية لتقف على قدميها من جديد، بعد أن كانت حتى السابع من أكتوبر في حكم الميتة إكلينيكيا.
كانت ملفاتها تركن في أدراج الأمم، وتهمش في طاولات التفاوض، ويتم التعامل معها على أنها عبء سياسي لا حل له، لكن مشهد الدم والدمار وما تبعه من صمود أسطوري للشعب الفلسطيني، أيقظ العالم على حقيقة أن فلسطين ليست قضية من الماضي، بل جرح حي لا يمكن للعالم تجاهله.
قبل ذلك التاريخ كانت مؤشرات الموت السياسي واضحة؛ اتفاقية أوسلو لفظت أنفاسها الأخيرة باعتراف إسرائيلي صريح، والمستوطنات التهمت ما تبقى من الأرض، والمشروع الصهيوني تمدد في وضح النهار نحو "إسرائيل الكبرى" متحديا كل القوانين والأعراف الدولية.
كانت عربدة الاحتلال تتجاوز حدود الجغرافيا لتطال القيم، والمنظمات الدولية، وحتى حلفاءه التقليديين الذين ضاقوا ذرعا بغطرسته، لكن حرب غزة -بكل مآسيها- قلبت المعادلة، فلم يعد ممكنا الحديث عن أمن إسرائيل بمعزل عن حق الفلسطينيين في الحياة والحرية، ولم يكن لقمة شرم الشيخ أمس، ولا للاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين أن تكون لولا تضحيات الفلسطينيين في غزة والضفة، فدماء الشهداء لم تسفك عبثا، بل تحولت إلى وقود أعاد إشعال جذوة العدالة في ضمير العالم.
ومع تزايد الأصوات الدولية المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، يمكن القول إن المشهد تغير جذريا؛ من عزلة سياسية إلى حضور عالمي، ومن تجاهل إلى دعم معلن، ومن طغيان الرواية الإسرائيلية إلى عودة الرواية الفلسطينية إلى الواجهة، حتى العواصم التي كانت تصمت أمام جرائم الاحتلال، باتت مضطرة للحديث عن "حل الدولتين" بجدية، بعدما أثبت الفلسطينيون أن تجاهلهم لم يعد ممكنا.
لقد دفعت غزة والضفة ثمنا باهظا من الدماء، لكن هذا الثمن لم يذهب هدرا.. أعاد للأمة بوصلتها وأجبر العالم على النظر مجددا إلى فلسطين باعتبارها قضية حرية وعدالة وحق لا يسقط بالتقادم.
قد نختلف على الوسائل، وقد تتباين المواقف حول شكل المقاومة، لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، فالقضية التي أريد لها أن تموت نهضت من جديد، حية بدماء أبنائها، شامخة بإرادة شعبها، ومؤمنة بأن طريق الدولة لا يمر إلا عبر التضحيات.
إن قمة شرم الشيخ وما سبقها وما سيتبعها من حراك سياسي ليست سوى اعتراف متأخر بثمن دفعه الفلسطينيون وحدهم، لتعود قضيتهم إلى موقعها الطبيعي في قلب الضمير الإنساني والعربي، فالتاريخ كتب من جديد أن دماء غزة لم تهدر، بل أعادت لفلسطين حقها في الحياة.
عمان جو - بقلم: د. ماجد عسيلة
من رحم الألم تولد الحياة، ومن تحت ركام غزة ودماء الشهداء في الضفة الغربية، عادت القضية الفلسطينية لتقف على قدميها من جديد، بعد أن كانت حتى السابع من أكتوبر في حكم الميتة إكلينيكيا.
كانت ملفاتها تركن في أدراج الأمم، وتهمش في طاولات التفاوض، ويتم التعامل معها على أنها عبء سياسي لا حل له، لكن مشهد الدم والدمار وما تبعه من صمود أسطوري للشعب الفلسطيني، أيقظ العالم على حقيقة أن فلسطين ليست قضية من الماضي، بل جرح حي لا يمكن للعالم تجاهله.
قبل ذلك التاريخ كانت مؤشرات الموت السياسي واضحة؛ اتفاقية أوسلو لفظت أنفاسها الأخيرة باعتراف إسرائيلي صريح، والمستوطنات التهمت ما تبقى من الأرض، والمشروع الصهيوني تمدد في وضح النهار نحو "إسرائيل الكبرى" متحديا كل القوانين والأعراف الدولية.
كانت عربدة الاحتلال تتجاوز حدود الجغرافيا لتطال القيم، والمنظمات الدولية، وحتى حلفاءه التقليديين الذين ضاقوا ذرعا بغطرسته، لكن حرب غزة -بكل مآسيها- قلبت المعادلة، فلم يعد ممكنا الحديث عن أمن إسرائيل بمعزل عن حق الفلسطينيين في الحياة والحرية، ولم يكن لقمة شرم الشيخ أمس، ولا للاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين أن تكون لولا تضحيات الفلسطينيين في غزة والضفة، فدماء الشهداء لم تسفك عبثا، بل تحولت إلى وقود أعاد إشعال جذوة العدالة في ضمير العالم.
ومع تزايد الأصوات الدولية المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، يمكن القول إن المشهد تغير جذريا؛ من عزلة سياسية إلى حضور عالمي، ومن تجاهل إلى دعم معلن، ومن طغيان الرواية الإسرائيلية إلى عودة الرواية الفلسطينية إلى الواجهة، حتى العواصم التي كانت تصمت أمام جرائم الاحتلال، باتت مضطرة للحديث عن "حل الدولتين" بجدية، بعدما أثبت الفلسطينيون أن تجاهلهم لم يعد ممكنا.
لقد دفعت غزة والضفة ثمنا باهظا من الدماء، لكن هذا الثمن لم يذهب هدرا.. أعاد للأمة بوصلتها وأجبر العالم على النظر مجددا إلى فلسطين باعتبارها قضية حرية وعدالة وحق لا يسقط بالتقادم.
قد نختلف على الوسائل، وقد تتباين المواقف حول شكل المقاومة، لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، فالقضية التي أريد لها أن تموت نهضت من جديد، حية بدماء أبنائها، شامخة بإرادة شعبها، ومؤمنة بأن طريق الدولة لا يمر إلا عبر التضحيات.
إن قمة شرم الشيخ وما سبقها وما سيتبعها من حراك سياسي ليست سوى اعتراف متأخر بثمن دفعه الفلسطينيون وحدهم، لتعود قضيتهم إلى موقعها الطبيعي في قلب الضمير الإنساني والعربي، فالتاريخ كتب من جديد أن دماء غزة لم تهدر، بل أعادت لفلسطين حقها في الحياة.




الرد على تعليق