قميص يوسف .. ذاكرة النور في العتمة*
عمان جو - الدكتور أجمل الطويقات
جمعتكمنور
كان الثوب في قصة يوسف - عليه السلام - أكثر من ملبس؛ كان رمزًا يتنقل في أحداث أحسن القصص كأنه شاهد على وجع القلب حين يُظلم، وعلى صبر الروح حين تُختبر.
ثوب تمزق في خديعة الذئب المتهم زوراً بدم يوسف - عليه السلام - وتلطخ في الجب، وتمزق في القصر، ثم عاد في آخر الحكاية نسيجًا من نور يمسح به الأب حزنه وبصره معًا.
إنه ليس ثوب قطن ولا خيط كتان أو أي مادة أخرى فحسب، بل أثر إنسان امتحنه الله بالغياب، ثم أعاده إلى الحياة بتمام الحضور.
ما بين الجب والسجن والقصر، تتبدل الأقمشة وتبقى النيات على صفائها؛ فمن كان نقي السريرة طاهر القلب، لم يلطخه بهتان إخوته، ولم تدنسه غواية النساء، ولم يستوحشه ظلام الزنزانة.
وحين ألقى إخوة يوسف القميص على وجه يعقوب عليهما السلام، لم يكن مجرد ثوب يلبس، بل كانت معجزة الشوق تُستجاب، وميلاد البصيرة بعد صبر طويل. كان ذلك الثوب مرآة أعادت للعينين بصرهما، وللوجدان صفاءه.
ما أشبه حال يوسف بحال كل مؤمن يُبتلى، فيصبر ويحتسب؛ إذ لا بد أن يُبعث نوره في آخر الطريق ناصعًا كالثوب المطرز بالعفو والرضا.
هكذا تصير المحنة منحة، والجرح علامة الإيمان الصادق، والثوب ذكرى لا تبهت ألوانها مهما عبرت السنون.
وكم في حياتنا من ثياب نحملها دون أن نشعر! لا تنسج إلا بخيوط الصبر والتسليم لقضاء الله:
ثوب صدق نرتديه في الخفاء والعلانية، وثوب عفة يكافئنا عليه الله دون شهود، وثوب يلبسنا إياه الله محبة الناس من محبته جل وعلا.
وفي نهاية أحسن القصص، جاء الثوب رمزاً لحياة الناس، وكأنه سر من أسرار الله في الوجود، يكتب بها حكايات النقاء والامتحان، ويعلمنا أن العتمة ليست سوى غلاف النور قبل انكشافه.
عمان جو - الدكتور أجمل الطويقات
جمعتكمنور
كان الثوب في قصة يوسف - عليه السلام - أكثر من ملبس؛ كان رمزًا يتنقل في أحداث أحسن القصص كأنه شاهد على وجع القلب حين يُظلم، وعلى صبر الروح حين تُختبر.
ثوب تمزق في خديعة الذئب المتهم زوراً بدم يوسف - عليه السلام - وتلطخ في الجب، وتمزق في القصر، ثم عاد في آخر الحكاية نسيجًا من نور يمسح به الأب حزنه وبصره معًا.
إنه ليس ثوب قطن ولا خيط كتان أو أي مادة أخرى فحسب، بل أثر إنسان امتحنه الله بالغياب، ثم أعاده إلى الحياة بتمام الحضور.
ما بين الجب والسجن والقصر، تتبدل الأقمشة وتبقى النيات على صفائها؛ فمن كان نقي السريرة طاهر القلب، لم يلطخه بهتان إخوته، ولم تدنسه غواية النساء، ولم يستوحشه ظلام الزنزانة.
وحين ألقى إخوة يوسف القميص على وجه يعقوب عليهما السلام، لم يكن مجرد ثوب يلبس، بل كانت معجزة الشوق تُستجاب، وميلاد البصيرة بعد صبر طويل. كان ذلك الثوب مرآة أعادت للعينين بصرهما، وللوجدان صفاءه.
ما أشبه حال يوسف بحال كل مؤمن يُبتلى، فيصبر ويحتسب؛ إذ لا بد أن يُبعث نوره في آخر الطريق ناصعًا كالثوب المطرز بالعفو والرضا.
هكذا تصير المحنة منحة، والجرح علامة الإيمان الصادق، والثوب ذكرى لا تبهت ألوانها مهما عبرت السنون.
وكم في حياتنا من ثياب نحملها دون أن نشعر! لا تنسج إلا بخيوط الصبر والتسليم لقضاء الله:
ثوب صدق نرتديه في الخفاء والعلانية، وثوب عفة يكافئنا عليه الله دون شهود، وثوب يلبسنا إياه الله محبة الناس من محبته جل وعلا.
وفي نهاية أحسن القصص، جاء الثوب رمزاً لحياة الناس، وكأنه سر من أسرار الله في الوجود، يكتب بها حكايات النقاء والامتحان، ويعلمنا أن العتمة ليست سوى غلاف النور قبل انكشافه.




الرد على تعليق