إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

حين تختبر الأخلاق خارج المسجد


عمان جو_الدكتور محمد تيسير الطحان
ليس من الصعب أن تبدو تقيًّا في بيت الله، فهناك تسكن النفوس وتلين القلوب، وتُخفي العيوب خلف ستار الخشوع. لكنّ الامتحان الحقيقي للأخلاق يبدأ حين نغادر المسجد، وندخل ساحة الحياة حيث تتشابك المصالح وتتصادم الرغبات.
ففي ميادين البيع والشراء، تتجلّى معادن الناس؛ هناك من يحافظ على ميزانه بالعدل، وهناك من يزين الكفة بما يخدم هواه. وعند تقسيم الميراث، تظهر نوايا القلوب، فمنهم من يرضى بالحق ولو كان قليلاً، ومنهم من يظلم القريب طمعًا في المزيد.
وفي السفر، تنكشف الطبائع؛ إذ يَظهر الصبور من المتذمر، والكريم من البخيل، والمخلص من المتصنّع. وكذلك في الخلافات، حين تعلو الأصوات وتضطرب المواقف، هناك فقط نعرف من يملك خُلق التسامح ومن يَسقط في هاوية الكِبر.
إن الأخلاق ليست مظهرًا يُرتدى في أوقات العبادة، بل سلوكٌ يُلازم الإنسان حيثما كان. ومن ظنّ أن الخشوع في الصلاة يُغنيه عن الصدق في المعاملة، فقد أساء فهم الدين والحياة معًا. فالمساجد تُعلّمنا الأخلاق، لكنّ الأسواق والطرق والخصومات هي التي تكشفها.
فليكن ميزانك في الحياة هو الخلق قبل العبادة، والصدق قبل المظهر، فالله لا ينظر إلى المصلين في صفوف متراصة بقدر ما ينظر إلى قلوب صادقة وعدل قائم في المعاملة. هناك فقط يُعرف الإنسان حقا ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :