إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

غزة و مأزق اليوم التالي


عمان جو_ فارس الحباشنة
أكثر ما يبدو بعد أسبوعين من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أنه بغاية الهشاشة والرخاوة. والأهم من ذلك، أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يحمل أي أفق سياسي يذكر. والحقيقة لربما تكشفها التفاصيل اليومية من يوميات غزة والميدان.
واختراق إسرائيل للاتفاق قد يتفجر نحو ردمه، والذهاب للخيارات البديلة سواء عودة الحرب في غزة أو تفجير الإقليم في حرب كبرى، وهذا ليس مستبعدًا عن نتنياهو وفريق وزراء حكومة الائتلاف في أورشليم.
الإقليم على حافة حرب كبرى. ولا معنى يفسر زيارات نائب الرئيس الأمريكي إلى أورشليم ولا تحذيرات ترامب لنتنياهو، إلا أن وقف إطلاق النار الهش على المحك، وما أسرع أن ينهار!
وفي أورشليم، لو جاءت حماس بكل جثث الأسرى والتزمت حرفيًا في وقف إطلاق النار، لقالوا هذا ليس كافيًا. وكيف لحماس أن نستخرج جثث الأسرى من داخل الخط الأصفر في غزة، وفلسطينيو غزة ممنوعون من الحركة والدخول إلى هناك؟
تعليقات إسرائيل جاهزة وعمياء.. ويفترض أن تحط على طاولة المبعوث الأمريكي ونائب الرئيس الأمريكي، والدول الراعية لوقف إطلاق النار في غزة.
سيناريو عودة الحرب ليس من أجل انتزاع سلاح حماس، ولا تصفية الحركة. الإدارة الأمريكية تلح على أن وقف إطلاق النار صامد. وقرار الكنيست الإسرائيلي في ضم الضفة الغربية إلى أورشليم، كان بمثابة ضربة استباقية من حكومة نتنياهو لقرار وقف إطلاق النار. وحرص ترامب على الدفاع عن وقف إطلاق النار، واعتبار أن قرار الكنيست بضم الضفة سوف يدمر وقف إطلاق النار. وسواء ترامب أو نائبه فانس لا يمانعان من ضم الضفة الغربية، ولكن يعترضان على التوقيت.
وكلام ترامب واضح، وقال: لن يحدث ذلك، ولن يحدث ذلك، لأنني وعدت الدول العربية، وقد حظينا بدعم عربي كبير، ولن يحدث لأني وعدت الدول العربية. وأردف ترامب مخاطبًا نتنياهو: لا يمكنكم فعل ذلك الآن. ونضع مئة خط أحمر تحت ظرف «الآن».
إسرائيل ليس أمامها الاستماع إلى تحذيرات ترامب، ونتنياهو يدرك ويعرف جيدًا ماذا يعني رفع الغطاء السياسي والعسكري الأمريكي عن إسرائيل.
في قرار وقف إطلاق النار، تم إنقاذ إسرائيل من عزلة والنبذ الدولي. كما أن وقف إطلاق النار منحها فرصة سياسية لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه من أهداف الحرب.
وفي المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار، يبرز خلاف أمريكي/إسرائيلي على إدارة غزة، ومن سوف يشارك في إدارة القطاع المنكوب، وحيث إن إسرائيل ترفض أي قوات تركية أو دولية مقترحة لحفظ السلام في غزة.
وكما أن وزراء اليمين الإسرائيلي حصروا الاعتراض على القوات الدولية في غزة، فإنه يشمل أي دولة تعترف بالدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير.
وما يريده نتنياهو قوات دولية بشكل وصيغة احتلال تكون بديلة للجيش الإسرائيلي في غزة. ومن الواضح أن هناك تصادمًا في سيناريوهات ما بعد وقف إطلاق النار.
ترامب يسعى إلى سيناريو توسيع بوابة السلام العربي والإقليمي مع إسرائيل، وضم دول جديدة، وما قد يضفي موجة جديدة من التطبيع والسلام العربي والإسلامي مع إسرائيل، ودون اعتراف بدولة فلسطينية. والسيناريو الثالث، احتمال عودة الحرب واتساع دوائر الاشتباك إقليميًا، وفتح حرب جديدة على جبهتي: إيران ولبنان. وفي حرب إيران، يرى نتنياهو أنها ضرورة سياسية لتخفيف الضغوط على حكومته، وتفكيك ائتلاف اليمين الحاكم. ويتقاطع سيناريو الحرب مع رغبة استراتيجية أمريكية في تدمير المشروع النووي الإيراني والقوة الصاروخية، وتقويض النظام السياسي في طهران.
وكما أن ترامب لا يتردد في تدجين إيران ودمجها في مسارات التطبيع والسلام مع إسرائيل، وإعادة إيران إلى ما قبل الثورة الإسلامية وسقوط نظام الشاه، والدور الإيراني كشرطي لحماية المصالح الأمريكية. لا خلاف أمريكي/إسرائيلي حول إيران. ولربما أن ثمة تفاصيل تتعلق بالأدوات والوسائل، والتوقيت أحيانًا. الأمريكيون لربما معنيون أن يثبتوا وقف إطلاق النار، ولذا فإنهم يؤجلون بعض التطورات وملاحقها في الملفين الإيراني واللبناني. المبعوث الأمريكي لسورية ولبنان قال إن مشروع إعادة بناء الشرق الأوسط يبدأ من اتفاق غزة.
وإسرائيل ليست معترضة على المشروع الأمريكي، ولكن وفق شروطها، وتحديدًا في نزع سلاح حزب الله والمقاومات في الإقليم، والتوسع في التطبيع العربي والإسلامي دون مقابل وثمن سياسي، أي تطبيع وسلام مجاني.
وتزهو إسرائيل الكبرى والعظمى في مستويين: أيديولوجي وعسكري، في التعبير عن حسم خياراتها ومساراتها وسياساتها واستراتيجياتها بفائض وفارط القوة، ولا لغة أخرى.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :