إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

العدوان الإسرائيلي على لبنان، ماذا يملك حزب الله؟


عمان جو _فارس الحباشنة
توالي الضربات على جنوب لبنان والضاحية في بيروت واستهداف قيادات عسكرية في حزب الله، وبنى تحتية مدنية وعسكرية وسياسية، ولوجستية تابعة للحزب والمقاومة. إسرائيل في عدوانها على الجبهة اللبنانية تناور على التفوق العسكري، ومجالات التصعيد مقرونة في توسيع دائرة ومدى الجبهة بما يترجم أستراتيجية اسرائيل الجديدة: الكبرى والعظمى، بفائض القوة والتوسع الجغرافي، والوعود الربانية في ترجمة الحلم التوراتي على الخرائط.

وما بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان، ما هو مخطط اسرائيل؟ وماذا تريد أن تقوم به من أجل تحقيق أهدافها الاستراتجية الكبرى؟ وتحديدا ما يتعلق في ردع حزب الله، ومنعه من التحول مستقبلا إلى قوة عسكرية تهدد أمن إسرائيل. وماذا يملك حزب الله للرد على العدوان الاسرائيلي؟ لربما أن الورقة الأقوى بين يدي حزب الله هي المقاومة بالصبر والحكمة.

الحزب والمقاومة اللبنانية في اختبار صعب، ولربما أن درس 7 أكتوبر ودخول حزب الله في حرب الإسناد، وفتح جبهة رادعة وداعمة للمقاومة في غزة، تغيرت معطياته الموضوعية في ضوء ما طرأ على الإقليم من مستجدات جيوسياسية وتحالفات جديدة، وانقلابات في المحاور من سورية الجديدة، والنكبة والكارثة الكبرى في غزة، والجنون الجهنمي الاسرائيلي في الإبادة والتجويع والعدوان على غزة، وإلى ردع إيران وتقليص نفوذها في الإقليم.

جبهة إسناد غزة بعد 7 أكتوبر التي قرر السيد حسن نصر الله فتحها وخوضها من دافع وطني وأخلاقي وديني وإنساني، واعتبرها سياسيون مقربون من المقاومة وحزب الله خطأ استراتيجيا، فيما لا يحتمل ولا يمكن التورط به، وقد يكون خطيئة استراتيجية إن قام الحزب بأي رد صاروخي على إسرائيل بعد سلسلة هجمات الطيران الاسرائيلي على أهداف تابعة لحزب الله.

ونتنياهو قد يكون ليس بحاجة إلى ذريعة أو مبرر للقيام باستئناف العدوان وتوسيع دائرة الحرب على لبنان. التوافق الأمريكي/الاسرائيلي، والضوء الأخضر الأمريكي لاسرائيل يهدفان إلى الضغط على لبنان، ومن أجل سحب لبنان ليفتح أبوابا ونوافذ للتفاوض مع إسرائيل.

وأي مغامرة إسرائيلية اتجاه فتح جبهة لحرب وعدوان كبير وواسع على لبنان، فإنه قد يتحول إلى فوضى عارمة. وإسرائيل كما يبدو في سلوكها العسكري العدواني، عندما تفقد السيطرة على تحقيق الأهداف المحددة والمطلوبة، فإن جنونا يصيبها، وتنقاد القيادات العسكرية والسياسية في تل أبيب إلى حالة هستيرية وتنفيذ أعمال جهنمية وإجرامية.

والرئيس ترامب في خلاصة ترتيب حسابات أمريكا الاستراتيجية في الإقليم، وإعادة تموضع علاقة أمريكا مع دول الإقليم، فإنه يضع في رأس أولويات واشنطن السلام مع إسرائيل، والاتجاه نحو تحقيق سلام في الشرق الأوسط، وفقا للمواصفات والشروط والإملاءات الأمريكية.

الشرق الأوسط مصاب باختلال في موازين القوى، والآن أكثر من أي وقت مضى. والرئيس ترامب يمضي في تحقيق أحلامه ومشروعه في السلام الشرق أوسطي فوق الأنقاض والركام والدمار، ألم يقل إنه يريد إقامة ريفيرا الشرق الأوسط، والبداية ستكون من مقبرة غزة الكبرى.

لربما أن الدولة اللبنانية تراهن على دبلوماسية الظل بخيرها وشرها، وفيما حزب الله يراهن أكثر على الصبر والحكمة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :