إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل التطبيع حلال أم حرام وطنيا؟


عمان جو_ فارس الحباشنة
ماذا يمكن أن نفعل في كلمات ممنوعة من التداول؟ تطبيع، هل نخرجها من القاموس السياسي العربي وبقرار شعبي؟
وهل تبقى محفوظة ومخزنة في الألواح والقواميس والمراجع العربية؟ وعلى اعتبار أنها كلمة من المحرمات والتابوهات، ومن الأسماء الممنوعة والمحظورة، والأسماء المحرم والممنوع تداولها.
ولا تقل خجلا عن أسماء في عالم الجنس وتابوهات الحلال والحرام في الأديان.
كان التطبيع مع دولة الاحتلال جريمة، وما بعد توقيع مصر لأول اتفاقية سلام «كامب ديفيد» مع إسرائيل، قاطع الشعب المصري الانفتاح والعلاقة السياسية والاقتصادية المصرية/الإسرائيلية. ورغم محاولات إسرائيل لإحداث اختراق في الجسد الشعبي المصري، إلا أن مناعة المصريين كانت قوية وعالية، وصلبة. وصدت كل محاولات فتح أبواب وقنوات تطبيع شعبي واقتصادي وثقافي، وسياسي مع مصر. والتطبيع، وصف في القاموس السياسي والشعبي المصري والعربي بالخيانة والمطبعون بالخونة، وأشد من ذلك! ساد مصريا وعربيا انطباع وجداني حازم وفاصل من التطبيع والعلاقة مع إسرائيل.
وفي الأردن بعد توقيع اتفاقية وادي عربة مع دولة الاحتلال. الجبهة الأردنية بنت خطوط صد ومقاومة لأي اختراق إسرائيلي وأي انحراف سياسي وشعبي نحو التطبيع مع دولة الاحتلال.
وقعت اختراقات لمقاومة التطبيع، وذهب أنصاف سياسيون ومثقفون وفنانون، ومن محدودي ومتوسطي الموهبة لإقامة علاقات تطبيع ساخنة وإعلانها أمام الرأي العام.
وكلمة التطبيع تدرجت وتغيرت دلالاتها ومعانيها السياسي والشعبي العميق الرافض لأي علاقة مع دولة الاحتلال. وبدأ مقاومو التطبيع، كما لو أنهم خارجون عن التاريخ، ويعيشون مع أهل الكهف، ويتعرضون إلى نقد خجول وصاخب باسم الانفتاح والنظام الإقليمي والعالمي الجديد، وباسم موازين القوى واختلالها.
خرجت كلمة تطبيع من القاموس السياسي، لاعتبارها كلمة مستفزة وكلمة إنشائية وقديمة، وغير واقعية، ولا معنى لها في واقع اليوم العربي.
بطل مفعول الكلمة، وصار المرء يتردد ويخاف من الكتابة المباشرة عن التطبيع كخيانة وجريمة وطنية.
وصرنا أمام موجة لسياسيين ومثقفين وفنانين أردنيين يروجون لخطاب يستسهل التطبيع ويسخر من أي مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، ويحضون على نسيان الماضي، وإقامة علاقة طيبة أو علاقة أمر واقع مع إسرائيل.
هناك محاولات سياسية وإعلامية لردم العداء الشعبي الأردني من إسرائيل. وبرمجة سياسية جديدة لصناعة إسرائيل عدوا بعيدا أو إقصاء إسرائيل من رأس قائمة أعداء الأردن




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :