عمان جو - أ.د.حسين سمحان

 

نشر الاستاذ الدكتور حسين سمحان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي مقالا بعنوان " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " تحدث من خلاله عن طفولته ومعاملة والدته كطفل صغير خلال دراسته في الجامعه وعن اهتمامه الان باطفاله وخوفه عليهم وتاليا ما نشره الاستاذ الدكتور حسين سمحان على صفحته:

 

 " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " 

 

عندما كنت في الثانوية وفي الجامعة كنت أستغرب معاملة أمي لي كطفل صغير ،حتى أنني كنت أتضايق في بعض الاحيان وعندما كانت تشعر بهذا الضيق تقول بكل عطف وحنان وحب : ستبقى في نظري طفلي الذي أنجبته حتى لو أصبح عمرك 50 سنة ، وتدعو لي بان يرزقني الله الذرية الصالحة ثم تقول : عندما تجرب يا بني ستعلم سبب هذا الحرص عليك.، كنت أظن سبب اهتمامها وحرصها الزائد وحبها الذي لا حدود له هو موت والدي وعمري لا يتجاوز ثلاث سنوات.ولكن....

واليوم بعد أن استجاب الله سبحانه دعاءها وخضت نفس التجربة أيقنت أن الابن مهما كبر ونضج يبقى طفلا في عيني والديه ، اقصد طفلا بمعنى الاهتمام به والخوف عليه حتى من نسمة الهواء.

ابنائي يقودون السيارة بشكل أفضل مني ورغم ذلك لا أنفك اوصيهم بالانتباه وعدم السرعة وربط الحزام ( رغم انني لا اربط الحزام في كثير من الاحيان ) . وطالما هم خارج البيت أستمر بالدعاء لله ان يحفظهم وان يعيدهم سالمين.

اذا مرض احدهم نمرض معه 

اذا اكل احدهم او شرب نشعر باننا شبعنا وارتوينا

اذا سافر احدهم نشعر بان قطعة من قلبنا قد سافرت معه ويستمر التفكير فيه : هل نام جيدا ، هل أكل جيدا ، هل وهل وهل ......؟

تتصل بهم واحدا واحدا لتطمئن عليهم او بالاحرى لترتاح انت ، فلا راحة لك الا براحتهم.

والان قد بلغت الخمسين وما زالت تعاملني بنفس الحرص والاهتمام وتعاملني كالطفل رغم كل شيء.

رب اغفر لي ولوالدي يوم يقوم الحساب

رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ، ربنا وتقبل دعاء.