إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • اخبار محلية

  • لقاء السلط الشهير لم يكبح جماح الشارع:تزامن مع سؤال “مرض الرئيس” وتمثيل الملقي والطراونة للأردنيين ..

لقاء السلط الشهير لم يكبح جماح الشارع:تزامن مع سؤال “مرض الرئيس” وتمثيل الملقي والطراونة للأردنيين ..


 

 ربط “غير واضح” في ملف القدس بعد اتخاذ الاردن سلسلة خطوات “غريبة” للتقرّب مجدداً من الموقف الامريكي: استعداء جديد للنظام السوري وكوريا الشمالية وتقارب مع اسرائيل

 

 

عمان جو - فرح مرقه

 

لا تعالج زيارة ملكية لمدينة السلط الشعور الضخم في الأردن بالغبن الحكومي، ولا تمنع الشبان في المدينة الاعرق في الاردن من التواجد في الشوارع لأكثر من خمسة أيام، في حين تستمر المؤشرات للأردنيين ببعد السلطة عنهم حتى في المنظور الحيوي والبنيوي.

قبل الزيارة الملكية التي بدت تحمل رسالتين اساسيتين، كان الشارع بالضرورة يرصد جيداً المؤشّر الصحي لرئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي وباهتمام، ويرى نفسه (اي الشارع) يقع مجدداً ضحية أمرين: الاول “اخفاء المعلومات الدقيقة عنه” بخصوص صحة رئيس وزرائه رغم احقيته بها، وهذا ما دفع كثيرين للشك في حقيقة مرض الرئيس وتكذيبه احيانا وصولا لاعتبارها “حجّة” واهية ليحضر الرئيس تخرّج ابنه في الولايات المتحدة. الامر الثاني كان ببساطة مقارنة أي مواطن اردني بالرئيس، خصوصاً بعد التسريبات التي تؤكد سفر الملقي للعلاج على نفقة الدولة وليس على نفقته الخاصة، رغم تصريحات الملقي نفسه عن كونه يسافر على نفقته الخاصة.

رصد هذه الحالة وحدها كفيل طبعاً بمفاقمة الغضب الشعبي، خصوصا حين لا يعلم الاردنيون حقيقة مرض الرئيس- رغم تسريب صحفي من صديقه عبد الفتاح طوقان توحي بأن مرضه خطير- من جهة، وحين يرونه في لقاء صغير مع الاعلامي الدكتور هاني البدري على متن طائرة فخمة، ما يمنع بكل الاحوال التعاطف مع شخص الرئيس واحترام خصوصيته المرضية.

هنا يبدأ الشارع الاردني بالشعور ببعده تماماً عن نموذج الرئيس وتبدأ التعليقات التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبار الدكتور الملقي سافر للعلاج على نفقة “الاردنيين المسخمين” وهو التعليق الذي شغل مواقع التواصل حين نفى الرئيس وجود أردنيين “مسخمين” (وهي مفردة اردنية تعبّر عن الاردني الكادح ذو الحالة الضيقة في العيش).

هذه التعليقات يمكن التقاطها بالتزامن مع انباء عن مرض رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة، وحاجته هو الاخر لتدخل طبي سريع وتأجيله لهذا التدخل بسبب جدول الاعمال المزدحم للقصر الذي يرأسه وللملك عبد الله الثاني ما يتطلب وجود الطراونة بطبيعة الحال.

بهذا المعنى يتفاقم شعور الشارع الاردني بأمر إضافي يتمثل بكون اثنين من “رؤوس” مراكز القوى في الأردن على الاقل لا يمثلونه بالفئة العمرية ولا يستطيعون “خدمته” صحيّاً، وهو أمر يجعل الاردنيين اكثر توجّساً من مراكز القوى جميعا باعتبارها اصلا لا تمثل الاردن الذي معظم عدد سكانه اقل من 59 عاماً (باعتبار سن 60 هو بداية مرحلة كبار السن العمرية).

الحدثان الصحيان ترافقا مع موجة ارتفاع الاسعار، وهذا يزيد “الطين بلة” بالنسبة للشارع، الامر الذي ترافق بكل الاحوال مع “انعدام في المصارحة” في طبيعة الوضع الصحي للرئيس وفي “كلفة علاجه المتوقعة”، بهذا المعنى يغيب رئيس الوزراء عن الشارع الذي أجّجه شخصيا عبر قرارات مجلسه، وبصورة لا يقبلها الاردنيون.

بهذه الصورة يمكن ببساطة فهم عدم التقاط الشارع للمبادرة الملكية بزيارة منزل الجنرال نذير رشيد باعتبارها ايحاء بضرورة “عدم الاحتجاج” في الشوارع.

مضمون الزيارة وفق ما نقلته وكالة عمون الالكترونية جاء تأكيدا وربطاً لامرين، الاول ان الاردن لا يزال بحاجة المزيد من الاصلاحات، والثاني الحديث عن القدس، والذي يرتبط مؤخرا بالحديث عن رفع الاسعار باعتبار الاخير نتيجة للاول.

رسالتا الزيارة بالاصل كانتا واضحتين فهما تفصلان الملك عن الحكومة بالدرجة الاولى حيث يعيد رأس الهرم في الاردن التأكيد على انه “ملكٌ للجميع” ويستطيع زيارة السلط رغم هتافاتها المرتفعة ورغم غضبها من الحكومة ورفع الاسعار، وبالدرجة الثانية، كانت الزيارة تؤكد مجددا أن القيادة تتفهم موقف الاردنيين من ملف القدس، وتحاول شرحه، فيرتبط بصورة منطقية برفع الاسعار.

بالاثناء، ورغم ان الشارع الاردني كله التقط الرسالة التي مفادها ارتباط ملف الاسعار بالقدس، باعتبار ان الضغط على الاردن اقتصاديا حاصل لتتنازل عمان في ملف القدس، لا يزال الاردنيون عمليا لا يفهمون تحديدا ما الذي جرى خلف الكواليس لتعود عمان للحديث عن الولايات المتحدة كوسيط لمحادثات السلام، كما لا يلتقطون الهدف من 3 خطوات “غريبة” اتخذتها عمان بالتوازي من وزن: اولا العودة للحديث عن علاقة مع الاسرائيليين، وثانيا حضور مؤتمر ضد النظام السوري في باريس قبيل مؤتمر سوتشي وبالتالي العودة للصف الامريكي على قاعدة “تخفيف العلاقة مع الروس” مجاناً، وثالثا قطع العلاقات مع دولة ككوريا الشمالية لا تحتاج عمان معاداتها بالاصل ولا يذكر الاردنيون ما لهم فيها اصلا، ولا تبدو مبررة الا في السياق الامريكي تحديدا.

بهذا المعنى، يبقى الموقف الاردني ملتبساً على كثيرين بين القول والفعل بالنسبة لموضوع القدس، وللحديث عن الضغوط الاقتصادية التي تصبح بنظر كثيرين امّا يُفترض ان اسبابها زالت، او انها يُفترض لها ان تنتهي بخطوات من هذا الوزن وبالعودة القوية للحضن الامريكي رغم اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، على قاعدة عمان الاساسية والتي تتحدث عن الابقاء على خطوط التواصل القوية مع ادارة امريكية “شرسة”.

بكل الاحوال، الشارع الاردني بحاجة للكثير من الايضاح في السياقين المتصلين المنفصلين المتعلقين بالسياسة الخارجية ونظيرتها الداخلية، وهنا حصرا هو بحاجة للتأكد من وجود رؤيا واضحة تضمن له عدم استمرار سياسة رفع الاسعار دون اي مقابل يلمسه كدافع ضرائب عالية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :