إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كيف تعامل المجتمع الأردني بعقلانية مع حوادث حرق المساجد؟


عمان جو - رصد 

 

أكدت مديرة البرامج ورئيسة تحرير الأخبار في راديو حسنى، أسماء الفرحان، أن تفاعل المجتمع الأردني بكل المستويات مع حوادث محاولة حرق مساجد في عمّان يؤكد أن مجتمعنا عقلاني وهادئ ولا ينجر لدعاة أي فتنة.

 

وقالت في تصريحات إنه من الملاحظ أن تفاعل الناس مع حادثة حرق المساجد كان هادئا ولم يثر ضجة وتم تقبل بيان الأمن العام فيما يتعلق بالحالة العقلية لمرتكب الجرم بثقة واطمئنان.

 

وأضافت أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تضج بالقصة رغم كثرة عدد الشهود ولم تجد من يتفاعل مع أي طرح قد يثير الشك أو الشبهة.

 

وأشارت في سياق حديثها إلى أنه لوحظ خلو أعمدة الصحف من مقالات تشكك بانتماء المجرم أو تبحث في أصل اعتقاده الفكري والأيدولوجي أو حتى تلوم الدولة أو العرف أو القانون على "البيئة المتخلفة" التي أنتجت شخصا يستخدم البنزين والنار تجاه مئات الأبرياء للتعبير عن نفسه أو عقده، على حد وصفها.

 

وقالت الفرحان إن دعاة التحرر من ثقافة الأمة وعقيدتها لم يجدوا مادة خصبة في حادثة حريق المساجد لإشعال أي فتنة طائفية أو أيدولوجية.

 

وخلصت في نهاية حديثها إلى أن مجتمعنا أثبت أنه عقلاني هادئ منطقي، وعليه أن لا ينجر لدعاة الفتن الذين أشعلوا جهل العوام في "قضية حتر وقورشة ودور القرآن".

 

محاولات لإحراق أكثر من مسجد

 

من جهته أكد منذر الزميلي، رئيس اللجنة القائمة على رعاية مسجد الزميلي أحد المساجد التي تعرضت لمحاولات الحرق، أن لطف الله ورعايته حالت دون توسع الحريق في المسجد، وقدم الشكر للأجهزة الأمنية التي بأقل من 10 دقائق سيطرت على الحريق بالكامل.

 

ونوه الزميلي إلى أن الحريق كان في "بيت الدرج"، وما وصل لداخل المسجد هو فقط رائحة الدخان، ولم يقع أي إصابات أو حوادث اختناق، مؤكدًا أن المسجد بحاجة لبعض أعمال الصيانة بعد الحريق من دهانٍ وغيرها.

 

وفي روايته لتفاصيل القصة قال إنه كان متواجدًا في المسجد قبل صلاة الجمعة ومع بداية خطبة الجمعة بدأ الناس يشتمون رائحة الحريق الذي اشتعل على أدراج المسجد بفعل مادة قابلة للاشتعال تم سكبها على قطعٍ من السجاد، فحاول مجموعة من المصلين وجيران المسجد إستخدام الطفايات للسيطرة على الحريق ولكنّهم لم يستطيعوا ذلك، ووصل رجال الدفاع المدني في الوقت المناسب وسيطروا على الحريق سريعًا.

 

ووصف الزميلي شباب الدفاع المدني بأنهم رجالٌ بحق يشدّ فيهم الظهر ويتعاملون بكل شجاعة واقتدار مع مثل هذه الحوادث.

 

من جهته وجه عدنان أبو عوده إمام مسجد الأمير حسن، الشكر أيضا للمؤسسة الأمنية بكل اختصاصاتها ووزارة الأوقاف الذين تفاعلوا مع موضوع محاولات حرق المسجد بسرعة.

 

وقال في تفاصيل الحادث، إنّه وقبيل المغرب صعد الخادم لفتح المسجد ولاحظ وجود حريق بسيط في مدخل المسجد بحدود متر مربع، حيث تدارك ذلك بمساعدة بعض المواطنين المتواجدين في المكان، مؤكدًا أنّه لولا لطف الله لكان الحريق امتد إلى داخل المسجد.

 

وأشار أبوعوده إلى أن أجهزة المراقبة في المسجد تمكنت من رصد الفاعل وكشف هويته وحصلت الأجهزة الأمنية على كافة التسجيلات التي تكشف هوية الفاعل.

 

الدروس المستفادة

 

الإعلامي حسام غرايبة أكد أنه يجب أخذ العبرة والدروس المستفادة من حوادث محاولات إحراق في مساجد بعمّان على الصعيدين السياسي والاجتماعي خاصة في حالة حدوث المشاكل، بناءً على فقه الواقع والمصالح.

 

وعبر عن استغرابه خلال حديثه في البرنامج الصباحي على إذاعة حسنى من سلوك خطيب الجمعة في مسجد الزميلي الذي أصرّ على إكمال الخطبة رغم حدوث حريق ومطالبة المصلين له بإنهاء الخطبة حرصاً على سلامة المصلين.

 

وشبه غرايبة هذه الحالة بحالة الحكومة والشعب الأردني، فالخطيب هو الحكومة الأردنية والمصلون هم الشعب الأردني، ورغم تحذيرات الحريصين على المصلحة العامة إلا أن الإصرار على المتابعة والأداء وإن كان غير مهم في تلك اللحظة هو سيد الموقف.

 

وأضاف أن قسمًا قليلاً من المصلين أصروا بناء على فقه المصلحة وحملوا على عاتقهم محاولة إخماد الحريق والتواصل مع الأجهزة المعنية، فيما بقي قسمان داخل المسجد وخارجه ينتظرون موقفًا من الخطيب أو أمراء يتصرفون بناءً عليه.

 

من جهته رأى منذر الزميلي في مداخلته مع برنامج صوتك حر أن الخطيب اجتهد في إتمام خطبته لإشغال الناس على أنها مصلحة أكثر من تركهم يغادرون ويتسبب ذلك بإعاقة عمل الدفاع المدني في إخماد الحريق، حيث تأكد من أن الحريق لن يصل لداخل المسجد عليه ويمكن السيطرة عليه.

 

وطالب الزميلي في الوقت نفسه بضرورة التعامل مع المساجد كمؤسسات تتوافر فيها كل أدوات ووسائل التعامل مع حالات الطوارئ من طفايات وأبواب خاصة يمكن استخدامها بسهولة في حال الاضطرار.

 

ونوه الزميلي إلى ضرورة تدريب الموظفين في المساجد على التعامل مع حالات الطوارئ من حرائق وحوادث شخصية حيث يجب أن يمتلك الإمام وخادم المسجد والمؤذن بعض المهارات للتعامل مع هذه المواقف، حتى تصل الأجهزة المعنية وتقدم المساعدة اللازمة.

 

كما طالب الزميلي الأجهزة الأمنية بكشف مجريات التحقيق بكل شفافية أمام الرأي العام للحيلولة دون حصول الشائعات والأكاذيب، لأن البيان الواضح من الأجهزة الأمنية تضع حدًا لأي شكوك، داعيا الله "أن يلهمنا الصواب، ويحمي هذا البلد على حد تعبيره".

 

مختل عقليًا خلف الجريمة

 

وألقى العاملون في مديرية أمن إقليم العاصمة القبض على شخص يعاني من أمراض نفسية حاول إحراق عدد من المساجد.

 

وقال مصدر امني إنه وخلال الأسابيع الماضية وردت لغرف العمليات الرئيسية في إقليم العاصمة عدد من البلاغات المتعلقة بدخول مجهول لعدد من المساجد في مناطق مختلفة من العاصمة والعبث بداخلها ومحاوله إحراقها وإشعال النيران بأجزاء منها، وكانت كافة الأضرار في تلك المساجد محدودة، حيث شكل فريق تحقيقي لتحديد هوية ذلك الشخص وإلقاء القبض عليه.

 

وأضاف المصدر أنه وعلى ضوء ما تم من تحقيق وجمع للمعلومات ومتابعتها، تم تحديد هوية ذلك الشخص بعد الاشتباه به وألقي القبض عليه وتبين أنه يعاني من أمراض نفسية وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :