إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

خواطر وخطرات في عيد الاستقلال


طارق مصاروة
الاحتفال بعيد استقلال المملكة السبعين, يجب أن لا ينسينا عمر بلدنا ونظامنا السياسي منذ عام 1921 حتى عام 1946. ففي سجلات امارة شرقي الاردن وسجلات عصبة الامم التاريخ ذاته 25/5/1923 عيد استقلال الامارة. وهو يوم القرار الانتدابي بفصل الاردن عن وعد بلفور.. ومعناه في سجلات عصبة الامم فصل الدولة عن حكومة فلسطين.
وهذا كلام خطير يجب أن نأخذه بعين الاعتبار وقد اعترفت به بريطانيا, وكانت الدولة تحتفل به, حتى ولو اننا كنا تحت الانتداب.. فقد كنا: دولة تحت الانتداب. وكان العراق لم تتحدد علاقاته مع بريطانيا منذ ولاية فيصل بالمعاهدة حتى عام 1928, لأن الشعب والملك وبانسجام نضالي مشهود, بقي يرفض نص المعاهدة المعروض على مجالسه لمدة سبع سنوات. والذين رصدوا طبيعة الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان يلاحظ الفرق في تلاعب الدولة المنتدبة بجغرافية الكيانين.
فضم الاقضية الاربعة الى متصرفية جبل لبنان ليكون: لبنان الكبير كان وضع اللغم الطائفي في اساس الكيان اللبناني. ولم تقبل به سوريا الا عام 1990 حين تم تبادل التمثيل الدبلوماسي واعتراف سوريا بدولة لبنان, لكن بعد احتلاله وسيطرة المخابرات السورية على كل جزء فيه.
ثم وبعد لبنان الكبير قام الانتداب الفرنسي بتقسيم سوريا الى اربع دول: دولة حلب ودولة دمشق ودولة جبل الدروز ودولة العلويين. وقد كان أول الثوار علويي الزونة بقيادة صالح العلي وابراهيم هنانو.. الكردي. وكان أعنف الثورات ثورة جبل الدروز وسلطان الاطرش عام 1925.
نتمنى على مؤرخينا ان يعيدوا دراسة تاريخ الامارة.. حتى بعد أن اشبعها المؤرخ سليمان الموسى بحثاً. فطبيعة حكم الملك المؤسس شكل حاجزاً بين السلطة المنتدبة والشعب الاردني، وهذا الحاجز هو عقدة ما أشرنا اليه، بدعوتنا لمؤرخينا بدراسته بعمق ودون الشعور بالعقدة التي زرعها وطنيو الاستقلال السوري الذين حاربوا مشروع الوحدة باتهامية رخيصة للنظام الاردني، ثم جاءت صنّاجات الملك فاروق والصحافة المصرية لتجعل من وحدة سوريا الكبرى مشروعاً استعمارياً هدفه «افتراس» الاستقلال السوري.
الاردن بصيغته الهاشمية الوحدوية كان مستقلاً منذ 25/ 5/ 1923، فقد اوقف امتداد وعد بلفور عند النهر، وبدأ الشهيد المؤسس مشروعه الوحدوي.. مشروع سوريا الكبرى، واعادة مملكة فيصل الى صورتها التحررية كما ارادها باعث نهضة العرب.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :