عمان جو -شادي سمحان 

 

في حرارة الصيف الملتهبة .. وفي برودة الجو القارصة .. في وضح النهار.. وفي ساعات الليل .. منتشرون في كافة ميادين وطرق المملكة على اهبة الاستعداد ..  متواجدين في الميدان لمساعدة المواطنين في كل مكان .. ينفذون واجباتهم المنوطة بهم على أكمل وجه ..  يضربون مثالاً ولا اروع في الاخلاص والعطاء .. انهم عازفو ايقاع المملكة المروري .. نشامى السير ...

 

لم تكن يوماً مسؤوليتهم مرورية بحتة ..  بل انسانية على الدوام .. و اغاثية - إن اقتضت الحاجة - .. يقدمون العون لمن تقطّعت بهم السُبل .. أو حاصرتهم الثلوج .. أو تعطّلت مركباتهم .. يساعدون الأطفال وكبار السن .. كخلية نحل، لا تكل ولا تمل .. ماكينة بشرية تعمل بشكل يواصل الليل بالنهار .. لا ينقطع حضورهم عن المنظر العام للمدينة.. لتسيير حركة المرور وتسهيل انسيابها بأقصى ما هو متاح وممكن ...

 

 

ولم ننفك ان ننسى تلك الصور التي رسمها نشامى الميدان في رمضان .. سواء في ساعات الصوم الحارة و الطويلة .. أو تركهم لعائلاتهم وأهلهم ليرابطوا بمواقع العمل في الميادين .. وفي وقت الافطار تلمس في وجوهم الفرحة والبهجة، وهم يفترشون الارض لتناول طعام الصوم... او لربما وجبة السحور ..

 

كل ذلك ،، وأكثر.. وما زال فينا من يتذمر يومياً من دفتر مخالفات رجال السير.. رغم انهم يوقعون الغرامة على كل من يخالف القانون .. كل من تسول له نفسه اغلاق مسرب من الطريق.. او الوقوف بطريقة تعرقل حركة المرور .. ولربما يستهين بأرواح المواطنين ، فتراه يستخدم هاتفه المحمول أثناء القيادة .. أو يتخطى حدود السرعة المسموح بها.. او يقود مركبته بشكل استعراضي .. أو يقطع اشارة حمراء ..  ومن يخالف القانون يستحق العقاب .. لأنه إن أمِنَه أساء التصرف ..

 

رجال السير يقومون بواجبهم وعملهم بإحساسٍ وشعور عالٍ من المسؤولية الاخلاقية والوطنية والانسانية .. اخلاص في العمل والواجب عزّ نظيره .. انهم يدخلون القلب ويصنعون الطمأنينة والامل والتفاؤل .. ويرسمون ابهى واجمل الصور المشرقة للوطن ولجهاز الامن العام .