إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أبي كان خياط


أبي رحمه الله وأكرم نزله كان خياط .. مات وهو يعمل في هذه المهنة مع حلول فصل الشتاء ورائحة الأمطار الزكية أتذكر أبي وهو يجلس خلف ماكينة الخياطة الإنجليزية وقد رسمت الأيام على جبينه ثنايا الكد، وعلامات الشقاء وكان قد غزى الشيب راسه وهو يحيك الالبسه.

نعم أتذكر تفاصيل كثيرة عن مهنة الخياطة فكان أبي يأخذني في العطلة المدرسية للعمل معه فكنت أجلس على ماكينة الحبكة أو أقف على النورفه لاساعده في الكوي أو اعمل على تصفيط الملابس التي يحيكها واقوم بتنظيفها من الخيوط الزائده فما زلت اتذكر بعض اسماء مشاغل الخياطه التي عمل بها والدي مثل علي بابا وضراغمة والأمير والفرسان وساجدة والعسيلي والعديد منها.
أتذكر أيضا سعادتي عندما كنا نجلس على الإفطار خصوصا عندما يقوم والدي بطلب كبدة الفقراء(صحن فول) مع السرفيس(البندوره والزيتون) والفلفل الحار وراس بصل كبير هذه كانت أجمل أيام حياتي واسعدها.

للعلم لا أذكر مرّة أني خجلت من مهنة أبي رحمة الله .. حيث عاش كريماً ومات نظيف اليد والقلب واللسان.

شادي سمحان




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :