عمان جو - تلقى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، مؤخرا، نصائح من مقربين، بإجراء تعديل وزاري موسع على حكومته، أن اراد عبور المرحلة المقبلة والدخول إلى الدورة العادية الاخيرة لمجلس النواب الثامن عشر، بطاقم اقتصادي جديد، يتمتع بصورة شعبية حسنة وعشائرية ومقبولة لدى الشارع، بما يخفف من السخط الشعبي على الحكومة.

وبحسب مصادر عليمة لـ"جفرا"، ان شخصية سياسية واقتصادية ستدخل إلى حكومة الرزاز، في منصب نائب الرئيس، وسيكون خليفة للرزاز في المرحلة المقبلة، وهو ما يعد تمرينا له ووضعه بصورة النهائية للاقتصاد، وهي المهمة التي فشلت بها الحكومة الحالية وطاقمها الاقتصادي.

المصادر ذاتها، ان الحكومة بشكلها الحالي، غير متجانسة وغير متماسكة وتكثر الخلافات بين اعضائها، وسط الاتهامات المتبادلة بالضعف بين الرئيس لوزرائه واو العكس اتهام الوزراء للرئيس بالضعف، وهكذا ، مع غياب الرؤيا السياسية والاقتصادية والادارية عن المشهد الاردني .

وصار مشهد "الحرد" لدى طاقم الرئيس الرزاز، مالوفا وطبيعا وعادي، حيث يتسرب ان نائب الرئيس الدكتور رجائي المعشر، كثير الحرد اضافة الى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي ، والمشاكل اللوجستية بين المعشر و العسعس من جهة وكناكرية والمعشر من جهة اخرى وبين كناكرية والعسعس وبالعكس .

حكومة الرزاز التي اخذت على عاتقها باخراج الاردنيين من عنق الزجاجة، تعيش وضعا مالية واقتصاديا واداريا وسياسيا، صعبا للغاية، خصوصا بعدما طالبها صندوق النقد الدولي باصلاحات في قطاع الطاقة والمياه وحين وصلت إلى الحد الاعلى من الضرائب والرسوم وزيادات الاسعار، التي ارهقت المواطن.

وكشفت وفود صندوق النقد الدولي، عدم تطابق ارقام الايرادات الحكومية المتوقعة، مع ما التزمت به الحكومة جراء تطبيق قانون الضريبة بعد بزيارات ميدانية إلى الشركات والوزارات ومجلس النواب ، وغيرها من الاطراف المعنية.

قالت ان الرئيس الرزاز بدأ بمقابلة شخصيات لغايات ادخالهم إلى الحكومة المقبلة.

أسّرت مصادر، ان التعديل المزمع اجراؤه سيكون قبل تاريخ العاشر من تشرين الثاني المقبل، ويشمل التعديل من 8 إلى 10 وزراء، ويطال التعديل وزراء الزراعة ابراهيم الشحاحدة والنقل انمار الخصاونة والتنمية الاجتماعية، بسمة اسحاقات وعدد من الطاقم الاقتصادي للحكومة، إضافة إلى فصل وزارتي التربية والتعليم عن التعليم العالي وكذلك فصل وزارة الزراعة عن وزارة البيئة والثقافة عن الشباب و الرياضة.

مصادر "جفرا" قالت: ان نائب رئيس الوزراء رئيس الفريق الاقتصادي الدكتور رجائي المعشر، اول الخارجين من الحكومة، لكثرة خلافاته مع الوزراء والطاقم الاقتصادي تحديدا، إضافة إلى عدم قدرته على القيام بمهمة انعاش الاقتصاد، كما كان مأمؤل منه، مع احتمال تعيينة عينا في مجلس الاعيان.

وأكدت، أن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور وليد المعاني"حردان"، بسبب استبعاده من حل ملف "اضراب المعلمين"، الذي كان سببا في "تأزيم" الملف منذ البداية، وهو ما يتم تداوله في الاروقة الرسمية.

اما وزير المالية الدكتور عزالدين كناكرية، فقد طلب اعفاؤه من المهمة، لانها اي المهمة "اكبر منه" وبالتزامن تتحدث اوساط مقربة من كناكرية، حصوله على عقد عمل في القطاع الخاص، وعلى ذمة المصادر ذاتها.

وبالعودة إلى نصيحة التي تلقاها الرئيس الرزاز من اطراف سياسية واقتصادية وعشائرية، نافذة فهو بحاجة إلى تعديل موسع لعبور الموازنة والاستمرار في المرحلة المقبلة دون ضجيج مع النواب، لان المرحلة لا تحتمل مزيدا من الاشتباك والخروج باضرار اقل كلفا شعبيا، بسبب السخط الشعبي على الحكومة بكافة اذرعها الاقتصادية والسياسية والادارية، او الاختيار بين سقوط طائرته "المهترئة" منذ الاقلاع على المدارج