عمان جو - رصد

كيف انسل هذا الفتى الشهم خلسةً ....
عرفتك عن قرب ولم اعرفك في مقهى او نادٍ او رحلةٍ مدرسية ...
عرفتك في ميدان الرجولة والشرف والإباء ...
من ميدان الاحرار كنت تردد : يا عمان هيجي هيجي !!!!!
هاهي الجموع هاجت لفقدك وهاهي الناس ذابت لوعةً واختنقت النفوس حسرةً .... هكذا هم الواعدون من بني جلدتنا لا يعيشون كثيرا ... ينسلّون خلسةً ويغادرون فجأةً ....
كنت برغم رحلة العمر القصيرة تحمل كل المعاني الكبيرة ملأت القلوب حبا وسحرا ... ولقد اسرني منظر اصحابك واحبابك عند قبرك يودعونك بالدموع والالم ... كم كنت كبيرا ايها الفتى الفقيد ...
ذاك الوجه الاسمر الجميل يحمل ملامحنا ....
وتلك الاهازيج والشعارات التي كنت تنسجها تحمل اهاتنا ومجدنا ...
كم كنت سريعا ومندفعا وكم مرة قالوا متحمس ومندفع وقالوا متهور وقالوا شجاع فقلت لهم دعوه انها جينات باجس تأبى الركود والانصياع ...
هذا الفتى الذي خطف قلبي ... بمرحه واخلاقه واحترامه لذاته وللناس وبجرأته وشجاعته ... كسر قلبي رحيله وأوجعني كثيرا غيابه ....
نعم تموت الاجساد يا محمد ولكن الارواح لا تموت والمواقف لا تموت والمحبة لا تموت والذكريات لا تموت وسيبقى ميدان الاحرار ينتظر مجيئك عند كل غروب ...
وستسأل عنك الطرقات التي سطرت مواقفك عليها وسيسجل الاردن على صفحات الرجولة اسمك الكبير مع الابرار الذين كانوا ينافحون عنه ويعشقونه حد الثمالة ....
فاذا وصلت الى محطة العظماء فأقرء صايل و باجس ووصفي منا السلام واخبرهم انك قد سرت على خطاهم ولكن الموت اختطفك مبكرا في اول الطريق ولا تهتم اذا كان ما بجعبتك قليل بحكم العمر القصير فإن يوماً لك على ميدان الاحرار او على الرابع او الثامن يساوي اعمار كثيرين ممن عمروا ولم يعمروا
......
وداعا ايها الحر الابي رفيق الليالي والسهر والكفاح وداع الاحرار سائلين الله العلي العظيم ان يتغمدك بواسع رحمته وان يسكنك فسيح جناته وان يمنحك الرضا والقبول وان يغفر لك مغفرة واسعة انه سميع مجيب ...
بإسمي وإسم اخوانك من حراك احرار ناعور ...
امجد العجارمة ...