إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

تعليق مشاركة العمل الإسلامي في الانتخابات .. مبررات حقيقية أم هروب من الأزمة؟


عمان جو- معاذ البطوش - أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي تعليق مشاركته في انتخابات مجالس البلديات والمحافظات ‏وأمانة عمان لعام 2022، بحسب بيان صادر عن الحزب قبل أيام.
وأرفق الحزب قرار التعليق بمصطلحات فضفاضة غير واضحة بشكل مباشر للجمهور، منها وجود تراكمات للممارسات السلبية من قبل الجانب الرسمي واستمرار نهج الإقصاء ‏والتضييق والاستهداف ‏السياسي بما يقوض ‏البيئة المناسبة للمشاركة السياسية، الأمر الذي فاقم من «الشعور بخيبة الأمل والخذلان العام…»
وساق لنا حزب جبهة العمل مبرراته دون أن يوضحها، ليُلقيها عبر الفضاء الإلكتروني ويحولها لمادة إخبارية يستعطف فيها الرأي العام.
تجاهل الحزب للأزمة الحقيقية التي يعيشها، والمتمثلة في عدة نقاط، أبرزها: انقطاعه المتقطع عن الحياة البرلمانية والبلدية منذ عام 1997 وحتى يومنا هذا فهو يمارس لغة «الحرد» والهروب من الواقع بإعلانه مقاطعة الانتخابات دون أن يراعي انعكاس ذلك على جماهيريته، فلو توقفنا مع قرار مقاطعة انتخابات 1997، وانسحابه من يوم الاقتراع للبلديات 2007، ومقاطعة الانتخابات، والبرلمانية 2010، و2013، وكذلك انتخابات البلديات وأمانة عمان 2013، وتساءلنا، ماذا حقق من نتائج؟ فإن قيادة الحزب تعلم أن النتيجة الإيجابية صفر، أما السلبيات فكانت كبيرة وكثيرة، منها الانقطاع والانفصال عن المواطنين، وعدم ايصال صوتهم، وتبني مشاكلهم الخدماتية والتشريعية والرقابية، إضافة لتمركز الحزب في العاصمة عمان، والانطواء على ذاته، والانسحاب بحد كبير من المحافظات، ما يعني أن هناك من جاء ليأخذ مكانهم على مستوى الأحزاب والحركات السياسية، والشعبية، وحتى على مستوى الأفراد، مما أضعف من فرصة انتخاب مرشحيه بمختلف الانتخابات.
ليس هذا وحده ما يعانيه العمل الإسلامي، فهناك مشكلة كبيرة وعميقة داخله يرفض الإفصاح عنها، تتمثل بضعف القدرة على إنتاج قيادات جديدة ذات كفاءات عالية، وخبرات في ميادين العمل العام، وباتت تلك المعضلة واضحة، فأمثال المرحومين مع حفظ الألقاب عبداللطيف عربيات ويوسف العظم وعبدالرحمن أبوقورة وعبدالمنعم أبو زنط، وأحمد الكوفحي، وإسحاق الفرحان، ومحمد أبو فارس رحمهم الله جميعا، وأحمد كفاوين وسالم الفلاحات وعبدالمجيد الذنيبات وجميل الدهيسات ونبيل الكوفحي وشرف القضاة أمدهم الله بالصحة والعافية وغيرهم ما زالت مقاعدهم شاغرة في الحزب ولم يأت من يشغله ليومنا هذا.
أزمة الحزب في خلق قيادات تُقنع الناخبين بانتخاب مرشحيه أصبحت واضحة ومعروفة للجميع، فبعض الأسماء التي يقدمها ضعيفة وركيكة في طرحها وأفكارها وخالية الدسم، ولا تعرف إلا لغة البكاء واللطم لجذب التعاطف الشعبي تجاه الحركة الإسلامية بما فيها الحزب، وبعضها تعاني أيضا من جنون العظمة.


كما أن المشاكل الداخلية للحزب وتفريخه لأحزاب أخرى نتيجة خروج كثير من الشخصيات الوازنة من الحزب بقرارات فصل تعسفية كان دافعا حقيقيا لضعفه، وردّة الناس عنه.
على الحزب أن يعود لرشده وأن يتوقف عن تقديم مبررات واهية لمجرد التبرير لقراراته، وأن يُعالج الدمار والخراب الذي حل به، وأن يقدم نفسه بلغة، وخطاب جديدين، وأسماء وازنة تَدفع الناس لانتخاب مرشحيه والإيمان به، بدلا من تصوير نفسه دائما الضحية دون أن يحصد سوا اللطم واستعطاف الآخرين للحظات ثم يتناساه الناس.
على الحزب أيضا أن يدرك بأن المقاطعة لا تقدم ولا تُؤخر، فالدولة ماضية وتسير ببرامجها ولا تتوقف لمجرد مقاطعة الانتخابات من أي حزب أو تيار سياسي، فالمشاركة تعني الوجود وتحقيق التغيير.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :