إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لو تجاوزت الثلاثين .. هل تقدمين تنازلات من أجل الزواج؟


عمان جو - ينظر المجتمع إلى الفتاة التي تصل إلى سن الثلاثين دون زواج على أنها أصبحت "عانساً"، وتعيش مرحلة حرجة من حياتها، تقل فيها فرص الارتباط والزواج. بل ليس مسموحاً لها بأن تتمسك بأي مواصفات في شريك حياتها (زوج المستقبل)، أو حتى أن تضع شروطاً لمن يدق بابها، بل يجب أن تتشبث بأي فرصة، وترضى بأي شخص مقبول (أياً كان عُمره) أو صفاته، فهل على الفتاة التي تأخرت في الزواج أن تقدم تنازلات؛ كي تتزوج ولا يطلق عليها المجتمع لقب "عانس"؟!

تتلخص أسباب العنوسة في رفض بعض الفتيات الزواج نتيجة للمشاكل الأسرية والخلافات التي تشاهدها بين والديها، فتأخذ فكرة سلبية عن الرجال بأنهم من جنس أبيها، أيضاً قد يكون السبب في بعض الأحيان طلبات الأهل المبالغ فيها وغلاء المهور، وقد يرجع السبب إلى ارتفاع معدلات البطالة، فضلاً عن معايشة الفتيات حالات الطلاق السريعة وفشل الزيجات من حولهن، وقد يكون السبب رغبة بعض الفتيات في استكمال تعليمهن؛ فيشغلهن طموح الحصول على شهادات عُليا، ويستمررن في الدراسة حتى يمضي بهن العمر، بالإضافة إلى سمعة الوالدين كأن تكون الأم صاحبة شخصية متسلطة، أو قد يكون الأب سيئ السمعة، فلا يتقدم العريس لخطبة البنت لسمعة سلوك والديها.

يجب على كل فتاة أن تفكر: لماذا اختارها شريك الحياة الذي تقدم للارتباط بها؟ لأنها سوف تتنازل عن أشياء كثيرة ستعرف قيمتها بعد الزواج، لذلك لابد أن تشعر الفتاة بأن الزوج الذي اختارته يستحق أن تضحي من أجله، ويجب ألا تقدم تنازلات أو تضحيات على حساب نفسها وكرامتها وأهلها، خوفاً من مصطلح "عانس". ويجب أن تدرك كل فتاة، جيداً، أنَّ الخير كله في ما يكتبهُ الله عزَّ وجلَّ، وأن كل إنسان لا يصيبه إلا ما كتبه الله تعالى له، فيجب ألا تفقد الأمل، وتكون على يقين أنها ستجد الفرصة المناسبة، والشخص المناسب الذي تقتنع به يوماً ما، ولا تضطر لأن تقبل برجل "متزوج"، مثلاً، لأنها ستبني سعادتها على تعاسة امرأة أخرى وأسرة كاملة.

الفتاة اليوم أصبحت أكثر وعياً وإصراراً وعناداً، وأصبحت أكثر نضجاً عندما تفكر بالزواج، وبالتالي أصبحت أكثر رفضاً لتقديم تنازلات، لذلك فإن الفتاة العاملة والمعتمدة على نفسها تتمتع بمقدار عالٍ من تحمل المسؤولية والحرية والاستقلالية، التي تؤهلها لعدم تقديم أي تنازلات هي ليست مضطرة إليها، فلن تغير طموحاتها من أجل الزواج، وستكون أكثر حرصاً في اختياراتها، لأنها تسعى لتكوين أسرة، أكثر من سعيها وراء العواطف والمشاعر، فالتأخر في سن الزواج له إيجابيات كما له سلبيات.

من إيجابيات تأخر الفتاة في الزواج حصولها على قسط كبير من التعليم العالي، والانخراط في مجتمع العمل مع أنواع مختلفة من البشر، وتحقيق الذات، والاستقلال المادي. أما السلبيات، فتكمن في استمرار حياة الفتاة التي تأخرت في الزواج، وتصبح على نفس الوتيرة دون أن تشعر بشيء ينقصها حتى تجد نفسها وقد كبرت في السن دون رفيق أو أنيس أو طفل، وتندم على العمر الذي تسرب من بين يديها، بالإضافة إلى أنه عندما تكون الفتاة متعلمة تعليماً عالياً، وتعمل في وظيفة مرموقة، قد تكون مشكلتها أكبر من مجرد العنوسة، لأنها غير متوافقة مع أي عريس عادي، وبالتالي تكون فرصتها في الزواج أقل من الفتاة العادية.

العمر المناسب للزواج هو الذي تتناسب وتتوازن فيه العناصر الداخلية والخارجية للإنسان بما يحقق (استقرار) الزواج، لاسيما أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن أفضل سن للزواج بين منتصف العشرينات (25) إلى منتصف الثلاثينات (35)، فقد أكدت التجارب والدراسات أن هذه المرحلة العمرية هي الأنسب والأمثل للزواج والارتباط، وأن نسب الطلاق في هذه المرحلة العمرية تنخفض بنسبة 10%.

لا يمكن أن تبدأ علاقة زوجية وتستمر ويكتب لها النجاح، إلا إذا بدأت عن رغبة حقيقية، ورضا تام، وقناعة من الطرفين، لذلك جعل الإسلام (رضا) الفتاة شرطاً لصحة الزواج، ورفض كل صور الإكراه والإجبار التي يلجأ إليها بعض أولياء الفتاة، لإجبارها على الزواج من رجل لا تريده.. تجارب الحياة تؤكد أن كل زواج بدأ بالإكراه ولم تسبقه أو تصاحبه رغبة حقيقية من طرفي العلاقة الزوجية انتهى بالفشل لا محالة.

فلابد من الحوار الأسري، ومناقشة أولياء العروسة حول العريس الذي تقدم لها، وهدف هذا الحوار هو إنارة الطريق أمام الفتاة، لكي تحسن الاختيار، فيجب أن يكون الحوار هادئاً، ويعتمد على وسائل إقناع حقيقية، بعيدة كل البعد عن المبالغات والأوهام والتوقعات، والتي تستهدف تخويف الفتاة من الارتباط بشاب تريده، وترى فيه فارس أحلامها من دون وجود أدلة وبراهين مقنعة. كما يجب على الوالدين تقديم النصيحة المغلفة بالحب، وأن يظهرا عيوب هذا الإنسان ومبررات رفضهما له، ومن المهم جداً الإنصات والاستماع للفتاة، فالحوار الهادئ والعقلاني سيؤدي، حتماً، إلى نتيجة واحدة هي اقتناع الأم والأب بوجهة نظر ابنتهما أو اقتناع البنت بوجهة نظر والديها، والوصول إلى حل مناسب للمشكلة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :