عمان جو - في فصل الخريف، تقل أنشطتنا الخارجية مقارنة مع فصل الصيف، ونميل إلى البقاء في المنزل، خصوصاً مع الليالي الباردة، وقلة سطوع الشمس والليالي الأطول، ما يجعلنا نشعر بالإحباط أكثر من الأيام المشمسة، وهي ظاهرة تُعرف بـ"الاكتئاب الموسمي".

والاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي، هو نوع من الاكتئاب الناجم عن قلة ضوء الشمس في الخريف والشتاء، ما يقلل مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي يؤثر في الحالة المزاجية، كما يزيد في الوقت نفسه مستويات الميلاتونين، وهو هرمون ينظم النوم، وتشمل أعراضه الشائعة: القلق وتغيرات الحالة المزاجية ومشاكل النوم والتعب وقلة الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية.
وعادةً يبدأ هذا الاضطراب العاطفي الموسمي أواخر الخريف أو أوائل الشتاء، ويمكن أن يستمر من أربعة إلى خمسة أشهر بحسب الموقع الجغرافي، حيث يعاني الأشخاص الذين يعيشون بعيداً عن خط الاستواء ذلك أكثر.
ولحسن الحظ، هناك طرق عدة تساعد الفرد على التخلص من هذا النوع من الاكتئاب، منها:

- تناول مضادات الاكتئاب من الخريف إلى الربيع
إذا كنت تعانين الاكتئاب والقلق، فقد تؤدي قلة ضوء الشمس والأيام المظلمة إلى تفاقم هذه الأعراض، وفي مثل هذه الحالات يمكن أن يساعد التحدث مع طبيبك، واستكشاف الخيارات المتاحة لمضادات الاكتئاب، في تقليل أعراض الاكتئاب الموسمية.

- الانخراط في الأنشطة الاجتماعية خلال الخريف
يخرج معظم الناس في الأشهر الأكثر دفئًا، لكنهم يميلون إلى السبات في الشتاء، ما قد يجعل الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) أسوأ. لذا، إذا كنت شخصًا يشعر باليأس أكثر خلال الفترة الباردة من العام، فمن الحكمة أن تضعي خططًا في وقت مبكر من أجل تسهيل الانتقال إلى الشتاء، والاستعداد لذلك من خلال القيام بأنشطة ممتعة، وبدء محادثات جماعية مع الأصدقاء والنزهات واختيار هوايات ممتعة والانخراط في النوادي أو خدمة المجتمع.

- الحفاظ على النشاط البدني
بالطبع يعد أمراً سهلاً الذهاب للركض أو التنزه عندما يكون الطقس لطيفًا، لكن مع قدوم الخريف نفقد حماسنا، ويرغب معظمنا في البقاء في الداخل فقط، لكن قلة النشاط تؤدي إلى تفاقم الاضطراب العاطفي الموسمي، لذا من المهم أن تعرفي أن التمرين يفيد صحتك العقلية بالطريقة نفسها الذي يفيد بها جسمك، إذ يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في إطلاق هرمونات السعادة، مثل: السيروتونين والدوبامين في الدماغ.

- الذهاب في رحلة
قد يستغرب البعض طلباً كهذا، لكن تأكدي أنه ليس هناك وقت أفضل من أشهر الشتاء لأخذ إجازة والذهاب في رحلة، حيث إن حالاتنا المزاجية لا تتأثر سلبًا خلال الأشهر الأكثر دفئًا، لكنها تتأثر أكثر في الشتاء، لذلك فكري في الابتعاد لفترة قصيرة إلى أرض بها المزيد من أشعة الشمس، من أجل تقليل أعراض الاكتئاب الموسمي.