إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الشهيد الطفل يوسف


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- قبل حوالي ربع قرن انفجر العالم غضبا من مشهد الطفل الفلسيطني محمد الدرة. و الدرة، طفل يتشبث بخاصرة ابيه في احداث الانتفاضة الثانية.
و الدرة تحول الى ايقونة نضالية عربية، وفي مدن عربية كثيرة تم اطلاق اسم الدرة على شوارع ودواوير وساحات.
و في حرب غزة يتداول فيديو لام مكلومة تبحث عن طفلها، الشهيد يوسف : «شعره كيرلي وأبيضاني وحلو». واستشهاد الطفل يوسف وصوت الام المكلومة يختصر حرب غزة.
و يقول للعالم : كيف يقتل الاطفال والنساء والعجائز والمدنيون في غزة المنكوبة. والطفل يوسف قتل، وعندما تلقى وابلا من نيران الطيران الاسرائيلي لم يكن يحمل حجرا، ولم يكن يقبض على زناد البارود، ولم يكن يحمل رشاشا، ولم يكن يقود دبابة.
تعرفون انه في قضية استشهاد محمد الدرة فتح تحقيق جنائي دولي قبل ربع قرن، وحتى اليوم لم يفضِ الى نتائج تذكر.
و على درب الدرة سار الاف من اطفال فلسطين، وقبورهم واضرحتهم ومراقدهم توحدت واختلطت، وانمزجت في تراب فلسطين. و الطفل يوسف» ابو شعر كيرلي وابيضاني وحليوه»... الطفل الذكي الوسيم رحل، ولا ينتظر من الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية التحقيق في واقعة قتله، ولا ينتظر ان ترتجف قلوب وضمائر العالم والانسانية.
و ليوسف الشهيد، شقيق اصغر، وليوسف ابناء عمومه واولاد جيران، وليوسف اشقاء غزاويون وفلسطينيون وعرب في صفوف المقاومة سوف يثأرون من الاحتلال وجيشه، ومستوطنيه. يوسف الشهيد يختصر حرب غزة، ويختصر القضية برمتها من وعد بلفور المشؤوم الى اليوم.
و انه يفضح احتلالا يقتل الاطفال والنساء، والمدنيين العزل.
و يفضح جيشا محتلا يحترف في استهداف وصيد الاطفال والنساء. يوسف رحل، وهو يضحك. رحل، وهو لا يدري ما معنى الحياة والموت.
و رحل، وام يوسف مكلومة وتبكي، وتبكي على طفلها، وتبكي على امة عاجزة، وتبكي على ما وصل اليه ضمير العالم، والى اين وصل اليه مهرجو حقوق الانسان والحريات. اسرائيل تصيد الاطفال وتعدمهم احياء لانها تخاف من التاريخ و المستقبل.. اسرائيل كيان بُني على اطروحة شعب بلا ارض وارض بلا شعب.
و لذلك، فان اسرائيل في عقيدة جيشها و قتالها تمضي الى اعدام الاحياء اطفالا و نساء، واعدام الموتى، ونبش القبور، و قتل الموتى مرة ومرتين.
انها قمة السادية وعصاب جامعي يصيب دولة وشعبا.. وقادة اسرائيل العسكريون والسياسيون يخترعون خرافات وبدعا في ادارة الصراع، والقتل والموت الجماعي، وابادة الفلسطينيين.
خرافات وبدع في الانتقام والثأر، والابادة، وجروا من ورائهم قادة امريكا واوروبا وبريطانيا، وليصفقوا ويدعموا ويشاركوا ويمولوا ماكينة الحرب والقتل، والابادة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :