إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

جدّي من فلسطين… أنا من فلسطين: الجيل الثالث للنكبة


عمان جو-منذ 1948 وحتى يومنا تعاقبت ثلاثة أجيال على نكبة فلسطين.
هذا يعني الأجداد والأبناء والأحفاد، وكذلك أبناؤهم، سلكوا دروب هذه «التغريبة» (باستعارة من الكبيرين وليد سيف وحاتم علي).
كانت النكبة جلجلة الأوّلين، ولم تكن أسهل أبدا على أبنائهم، فيهم من سكن المخيم، على أرض الوطن، أو في الشتات العربي القريب والقاسي، وهي صعبة في أماكن أكثر من أخرى، وأصبح المخيم أكثر من صندوق بريد. والكثيرون توزعوا في شتات الأرض كله، وتمزقت العائلات الكبيرة، وتمزقت العائلات الصغيرة، تمزقاً قسرياً بقوة الاحتلال.
اليوم، أحفاد النكبة، موجودون بقوة في حركة التضامن العالمية مع فلسطين. يرفعون شعارات تشبه كثيرا الشعارات التي رفعها أجدادهم. الناشط فيهم متظاهر وكاتب وأستاذ وعامل وموظف وصحافي وسياسي وعالم وربّ منزل وباحث ومؤثر وصانع محتوى الخ… أو مناضل أو مقاتل باختياره في الوطن المحتل يواجه احتلالاً أو استيطانا موغلا في اقتلاع الإنسان والسردية.
فلسطينيو الجيل الثالث، في الشارع، وفي الجامعة، وفي الجامع، وفي الكنيسة، وتحت قنابل الإبادة الدقيقة، وفي المكتبة، وأمام الحاسوب و»الآي باد»، وأمام شاشة الهاتف المحمول، وفي صفحات كتاب، وفي ألبوم صور، وفي صورة عرس الجدّ والجدّة بالأبيض والأسود، وفي قرى ومدن وبلدات وبركسات ومراعي الوطن المحتل، طريدين ومطلوبين، وفي الأسر خلف قضبان زنازين سيئة السمعة، وعلى شواهد القبور شهداء على الحكاية.
والمبتعد عن السياسة، تسأله عن وطنه، تختلف الإجابات، لكنه يجيب بحديث فلسطين، وتحضر القرية الأولى – الأصل، التي ربما لم يعرفها يوما، وعرفها كل يوم، في رحلته الصعبة إلى الوطن الصعب.
3 أجيال من النكبة، والحرب على السردية مستمرة.

فاطمة حسونة… من غزة ـ 24 سنة

اسمي فاطمة رائد حسونة من غزة. عمري أربع وعشرون سنة، خريجة وسائط متعددة من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية للعام 2022.
السؤال عن الهوية وعن فلسطين سؤال كبير جدا.
أنا عبارة عن مزيج من التجارب والبيئة المحيطة ومدينتي، وكل ما مررت به طوال الأربع وعشرين سنة من حياتي.
فلسطين جزء من هويتي، وجزء من تشكيل العقل والروح، بل تكاد تكون الروح.
وأذكر أن صديقتي المقيمة في فرنسا سألتني ما هو شعورك كإنسانة فلسطينية؟ الإجابة على سؤالها كانت: أنا فخورة، أنا فخورة، أنا من هذه المدينة، وفخورة أنني من فلسطين.
أجدادي فلسطينيون، أهلي فلسطينيون، والدي من قطاع غزة في الأساس، وأمي من النزهة في حي المنشية في غزة الذي أتمنى أن نرجع إليه، ونرجع للأيام التي كانت زمان.
كانت جدتي تحكي لنا دائما أنها من الناس الذين عاشوا أصلا النكبة. كان عمرها ست سنوات، أيام النكبة، فكنت أسألها ما الذي حدث؟
كنت دائما كثيرة الفضول في شأن ما حدث في الماضي، حتى أفهم الحاضر، وأفهم ما وصلنا له وأين نتجه.
كانت أسئلتي لجدتي مهمة، وأبحث عن الإجابات في وجهها، في تجسيدها، في كل تفصيلة تحكيها. فحكت لي أنهم كانوا يسمعون إنه «بيصير قتل، بيصير تهجير، وعمليات إبادة، والمحارق بتصير، ولكن لم يكونوا يرون». نريد أن نخبر. نريد أن نهرب من الأشياء، التي لم نكن نفهم أصلا حاجة مما يحدث. فبما أن «ستي» كانت في غزة، لم أستطع أن أحصل على الجواب الكافي أو الشافي. ولكن حاولت قدر الإمكان أن أبحث على الإنترنت، على غوغل، وعلى أي شيء يتيح لي أن أفهم. لأن الذي يحدث في غزة اليوم، هو عبارة عن إعادة للنكبة، ولكن بشكل أشرس، وبشكل أبشع جدا. والمشكلة أنه طاولنا، نحن الجيل الجديد. ولكن هذه ليست مشكلة، هذا حسن حظ، لماذا؟ لأن الجيل المقبل هو جيل أوعى، وأكثر فهما، وقادر على أن يقرر مصيره.
تعز غزة عليّ جدا جدا، وأعتبرها المدينة الأكثر جمالا في العالم، والأكثر إدهاشاً في العالم، ومع أنني أسافر كثيراً، وأتعرف على ناس جدد وثقافات جديدة، ولكنني أرى أنه من الأولى أن أتعرف على ثقافتي بشكل أعمق، وأتعرف على مدينتي بشكل أعمق، وهذا أحد الأمور التي قمت بها قبل الحرب.



وضعت خطة، ونويت أن استكشف المدينة بشكل أعمق، وأحاول أن أتجول وأتنقل في مدينة غزة، كأني رحّالة، كأني شخص غريب لا يعرف شيئا.
وفعلا بدأت أكتشف أماكن جديدة، ففي كل مرة كنت أذهب إلى مكان جديد أو مكان غير معروف جدا كنت أندهش. أندهش.. يا الله هذه المدينة كم هي مدهشة. تحاول أن ترى المشاهد، ترصد هذه المشاهد، تجد «شغلة»، «شغلات»، مدهشة جدا.
كنت أبحث عن هذه الدهشة طوال الوقت. حتى الآن، حتى بعد الحرب، أبحث عن هذه الدهشة وعن الجمالية التي تحملها غزة.
ارتباطي بغزة وبهويتي الذاتية والشخصية والاجتماعية والعقلية، وحتى أفكاري كانت مرتبطة دائما بكوني إنساناً من غزة وبكوني إنساناً يحمل هم هذه المدينة، وكيف أريد أن أوصل صورة المدينة هذه للعالم أجمع، وكيف أريد أن أجعل العالم كله يعرف أنه «إحنا في مدينة مدهشة وجميلة جدا مثل غزة».
غزة، على قدر ما شهدت من حروب، الحروب لكنها ظلت واقفة… مثلها مثل الإنسان الذي يحمل هموم العالم أجمع ويمشي فيها، فأنا لا أتذكر إلا أنني وعيت على الحروب، من سنة الألفين وحتى ألفين وأربع وعشرين.
ولدت أصلا خلال الانتفاضة، عشت الحرب حرب ألفين وثمانية، وألفين وتسعة. أتذكر أنني كنت أرى «الفوسفور» هو يرتفع فوق جباليا، أتذكر كان عمري تسع سنوات فقط. ولا أنسى شكل الفوسفور.
ولا أنسى الأخبار التي سمعتها يوم كانت الناس تحرق. كان هذا شيئا جديدا علينا اليوم، صرنا نفهم.
حتى الأسلحة الجديدة التي جربوها علينا، بالنسبة لنا، أصبحت عادية فلقد رأينا الدمار، ورأينا البيوت تنهار على الناس، ورأينا المدينة وهي تقصف والدمار كان كبيرا. تعزّ علينا أنفسنا، أن نصل إلى هذه المرحلة والعالم يتفرج علينا. هذه نكبة جديدة فعليا. إنهم لا يعرفون أن النكبة هذه ستولد جيلاً سوف يقتلع شوكة الاحتلال من فلسطين كلها.
والجيل هذا جيل واع أكثر، فهمان أكثر، يعرف ماذا يريد أكثر، وعارف هو أن فلسطين فقط للفلسطينيين. لا القدس الشرقية ولا القدس الغربية هي فقط للفلسطينيين منذ الأزل. أنا في كل مرة في هذه الحرب، في كل مرة بنزل أصور أو أوثق، وأحاول أن أوثق. والمشاهد التي يجب أن أشعر أنها يجب أن تُخلّد. أحاول أن أوثق أي شيء ممكن يفيد التاريخ أي شيء سأرى، ولكن في أكثر الأحيان أركز على الجانب الإنساني وأركز على الحقيقة، الحقيقة والواقع وليس الحقيقة المصطنعة التي كثيرا ما تحاول ناس أن تجملها أو تجميل الشيء السيء. أنا ليس عندي هذا الشيء، أحاول أن ألتقط الصور التي تبقى معلقة في أذهان الناس وكلها تشرح التاريخ فيما بعد، وأنا أقدر أن أخرجها لأولادي وأحكي لهم هذه الصور. ولكن بفضل الله نحن تحررنا وهكذا أنا مؤمنة جدا أنه سيأتي الوقت الذي نتحرر فيه والوقت الذي نحن نرى فلسطين حرة ونصلي في الأقصى جنبا إلى جنب، نحن وباقي الشعوب العربية ما عدا الحكام. لا نريد حكاما. أنا متأكدة من اللحظة التي أصبح فيها أنا والأردني بجانب بعضنا، أنا وصحبة الأردنية في الصلاة، في الأقصى. أنا متأكدة من هذه اللحظة، متأكدة تماما لأن هذا وعد الله قبل كل شيء، وهذا هو، وهذا سيكون وعي الجيل المقبل، وسيكون الشيء الذي يسعى له الجيل المقبل أصلا وتسعى له كل غزة وكل المقاومة الموجودة في غزة.
ارتباطنا بذكرى النكبة كان عبارة عن جزء كبير من هويتنا الفلسطينية، وكم نحن نتذكر ماذا حدث لأجدادنا.
كان ينمو في داخلنا غضب. في كل مرة كنا ننزح فيها من البيت كنت أتذكر كيف نزح أهلنا من قبل من قراهم ومن بيوتهم ومن مناطقهم ومن مدنهم. أتذكر هذا وأتحدث. لا يجب أن تتكرر القصة. هذه النكبة تتكرر من جديد، على الأقل في بيتنا، وبين أهلي. نحن نتجرد مرة أخرى ونترك بيوتنا مرة أخرى لأشخاص غريبين. أشخاص يأتون ويستوطنون هذه الأرض.
وأنا متأكدة أن هذه الأرض طالما سلبت منا في وقت ما فسنعود في وقت لاحق عاجلا أو أجلا. أنا أحاول أن أوثّق أي شيء أراه حتى يكون صوتا مسموعا حتى أخبر العالم بأننا نحن في غزة نقتل ونباد.
ولكن رغم كل هذا، سيرجع كل شيء أفضل من الأول. غزة أجمل من الأول. لدينا جيل جديد لا يريد للنكبة أن تتكرر، ولا يريد أن تغرب شمس هذه المدينة. غزة ستظل دائما مشرقة ومشرقة في قلوبنا وأرواحنا، قبل أن تكون مشرقة عليك وعلى وجه الدنيا كلها.

محمد عصري… من الغبيات ـ 25 سنة

«أنا مقاتل من كتيبة جنين… هُجِّرنا في 1948 من الغبيات، القرية المقامة على أراضي حيفا. وانتقلنا إلى مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.
سيدي (جدي) عاش النكبة، كان مع الفدائيين أيامها.
واقع المخيمات بشكل عام، سواء في داخل فلسطين أو في الشتات، هو في ظل الاحتلال بكل تفاصيله.
لا يوجد أفق للحياة. مضايقات داخلية وخارجية من الأنظمة العربية في المخيمات، أو من الاحتلال الإسرائيلي.
تأثير الاحتلال ليس محدودا بالجغرافيا، تأثير الاحتلال على الأفق والتفكير وعلى الوعي، وعلى كل شيء في حياة الإنسان.
لدي شهادة جامعية في الرياضة من الجامعة العربية الأمريكية، ما دفعني للقتال أحقيتي بالأرض، في النهاية الأرض أرضنا، وصاحب الأرض له حق، حتى لو نلت أي شهادة علمية، تسقط كل الشهادات والرتب أمام أرضك. في مخيم جنين واقع مرير جدا، لا شوارع ولا بنى تحتية.
مداهمات شبه يومية بشكل مستمر، وقتل. ولكن مع ذلك تعيش بحياة عزة أنت اخترتها.
المميز في مخيم جنين هو الاستهداف المستمر. أغلب المخيمات تستهدف، ولكنه استهداف لحظي.
في مخيم جنين من 2020 إلى 2024 لا توجد راحة. وهذا دليل على أن شبابه أكثر حدة في التعامل مع الاحتلال.
بداياتي في المخيم صعبة جدا… الشباب جمعوا السلاح من مالهم الشخصي وثاروا على محتل حطم كل طموحاتهم وأمانيهم.
النكبة احتلال لوطني وطرد أهلي منه بقوة السلاح، وأنا أقاتل لأعود إلى وطني.

أسيل قاسم… من طبرية ـ 22 سنة

ابنة لعائلة مهجّرة من طبرية، مقيمة في مدينة الناصرة
«النكبة فترة كئيبة، ومجرد التفكير فيها يشعر الإنسان بحجم خسارته، وبوجع، وعذاب. الناس خسرت كل شيء أو قتلت في تلك الفترة».
«ضعف الفلسطينيين وتشتتهم من انتداب لانتداب وسياسة بريطانيا التي كانت أعطت كل القوة والدعم لليهود، وجرّدت الفلسطينيين من أبسط الأمور، وسكوت الدول العربية ومحاولاتها الفاشلة».
«بشكل رسمي صرنا دولة مُحتلة وجُرّدنا حتى من هويتنا وكرامتنا».
«الناصرة أحب المدن إلى قلبي لأنها مدينتي ولأنها مدينة مقدسة تاريخيا وشخصيا وبعدها عكا لأنها أيقونة للصمود، وطبعا القدس».
أبرز الشخصيات التي أستذكرها محمود درويش وغسان كنفاني.

عبيدة الطايش … من عكا ـ 22 عاما

لاجئ فلسطيني في لبنان

أنهيتُ دراستي الجامعية وأعمل حاليا ناظراً في مدرسة. أعيش لاجئا في بلاد الآخرين وأشعر أنني عالة عليهم. في المقابل عندي بيت وعندي أرض في فلسطين، وفي يوم من الأيام سوف أرجع إلى بيتي وأرضي.

في ذكرى النكبة، كل فلسطيني يشعر بغصة في القلب، كل مرة يشعر بها كأنها أول مرة، خصوصاً في لبنان، عندما يكون محروما من العديد من الحقوق المدنية والحقوق الإنسانية الطبيعية.
الأهل لجأوا من فلسطين. جدي كان عمره سبع سنين عندما هُجّر من فلسطين. يحكي لنا عن فلسطين، وكيف كان الحال. أنا من عكا من فلسطين يقول لك. كانت عندنا أرض كبيرة جدا، واليوم هذه الأرض وذلك البيت بيد المحتل الصهيوني.
يقول لنا كيف عندنا أوراق (وثائق) تثبت ملكية هذه الأرض، يحكي لنا كيف غداً، إن شاء الله عندما تتحرر فلسطين، سوف نرجع، وهذه «الأوراق» سوف تثبت ملكية الأرض، وسوف نعود لنسكن في دارنا. وهذا كله على أمل أن نعود في يوم من الأيام. هذا الأمل ليس مجرد شعور في القلب، إنه حقيقة ونحن نشعر بها. سوف نعود في يوم من الأيام إلى هذه البلاد. وهذا حلم كل فلسطيني شريف أن يعود.
تمر علينا هذه الذكرى وإخواننا في غزة في معاناة وتحت القصف وتحت الدمار، وجزء كبير من إخواننا في غزة في الأنفاق يقاومون المحتل ويجاهدون حتى يحرروا هذه الأرض.
نسأل الله أن يخفف عنهم، ونسأل الله أن يرجعنا لأرضنا، ويتحقق حلم كل فلسطيني بالعودة بإذن الله سبحانه وتعالى.
صراحة، أوضاع الفلسطينيين في لبنان صعبة جدا، خصوصاً أن النسبة الكبرى من الفلسطينيين من سكان المخيمات المكتظة بالسكان، فيها عدد كبير جدا من الشباب يعانون البطالة، وهناك عدد كبير من العائلات تحت خط الفقر.

مها رزق … من دبورية ـ 23 عاما

«حصلت النكبة عام 1948 ليس دفعة واحدة. في البداية استيطان اليهود، ومن ثم خروج البريطانيين وبداية النكبة».
«النكبة أدت الى احتلال أجزاء من فلسطين، والنكسة أدت الى احتلال أجزاء لإضافية من فلسطين ومن دول عربية اخرى».
«النكبة هي مأساة شعبي، قهر الأجداد وظلم الأبناء الممتد من سنين حتى الآن… هي العنصرية وتفريق الشعب الفلسطيني في الشتات، وتفريقنا هنا بين الضفة والداخل وغزة».
«سبب النكبة هو البريطانيون ووعد بلفور، وطمع اليهود بوطن على حساب أشخاص آخرين وضعف وعدم تنظيم الجيوش العربية».
«نتائج النكبة ما زالت في تصاعد مستمر…هي احتلال البلاد وسلب الأراضي والممتلكات، تشتيت العائلات وهجرة الكثير منها للخارج…
الظلم والقتل والاعتقال الذي يتعرض له أبناء شعبنا في الضفة وغزة والعنصرية، ونشر الجريمة وتشويه الهوية للفلسطينيين في الداخل…
أصعب نتيجة، حسب رأيي، هو تشتيت الشعب الفلسطيني في كل العالم». «ما زالت النكبة مستمرة بالظلم والعنصرية والقتل الذي يتعرض له الشعب في الداخل والضفة وغزة».
«أهم ثلاث مدن في فلسطين قبل النكبة هي حيفا ويافا والقدس».
«حكم فلسطين في القرون الأخيرة الأتراك والبريطانيون واليهود».
«إيلات أقيمت على أراضي بلدة أم الرشراش، تل أبيب على أراضي قرية الشيخ مونس وأشكلون هي عسقلان».
«أقرب المدن الى قلبي هي حيفا لأنها أجمل المدن وما زالت تحمل الطابع الفلسطيني، محافظة على عراقتها وأصلها العربي الجميل».
«من الشخصيات البارزة التي أذكر محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير… تم إعدامهم قبل النكبة من الاحتلال البريطاني بعد ما كانوا أبرز الشخصيات في ما عرف بثورة البراق».


مؤيد عرنوس … من غزة ـ 23 سنة

«كبرت وأنا أسمع عن الحرب وصعوباتها، وكيف تترك جراحا عميقة في النفوس»
علمتني القصص أن نيرانها تدمر الأحلام، حيث يختلط صوت القذائف بالبكاء.
سمعت كثيرا عن أحداث «النكبة» في طفولتي من جدي الذي وافته المنية قبل ست سنوات.
وقرأت عن ذلك خلال دراستي من الكتب، لكن ما شهدته وعايشته في الحرب الحالية على غزة، أشد خطورة مما واجهه الأجداد سابقا.
عشت الحرب الأولى طفلا، وشاهدت وقتها الدمار والموت.
ما عشته في الحرب الحالية التي نزحت خلالها مع أسرتي مرتين بعيدا عن المنزل، ذكّرني بما عاشه أجدادي في العام 48، مضاف عليها معاناة القتل والتدمير الكبير الذي لم يشهد من قبل.
تركت الحربُ فيّ آثارا وجرحا غائرا تمثل بعد استشهاد شقيقي.
قضت على حلمي بالحصول القريب على شهادة الجامعة، بعد أن دمرت الحرب جامعتي كبقية جامعات غزة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :