إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كيف نحمي الجبهة الداخلية الأردنية ؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - معادلات الحروب و الصراعات في الاقليم عادت لتثبت مرة أخرى أن التهديد الخارجي للاردن و استقراره لا يأتي من جوار عربي قريب او بعيد او دول الاقليم الكبرى، بل من اسرائيل، وسياسات واجراءات هدفها تصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن، ودفع المزيد من هجرات فلسطينيي الضفة الغربية وغزة الى الاردن. والاردن، بالنسبة الى حاخامات اورشليم الوطن البديل، والمذكور نصا ووحيا في النصوص التوراتية، و المعد ضمن مشروع صفقة القرن في نسختها الاولى والثانية لتصفية القضية الفلسطينية.
المشهد الجديد المتكون والجاري تجهيزه وطبخه في الاقليم، يقلب موازين القوى لصالح اسرائيل، وتفوقها العسكري، وانفرادها بالدعم الامريكي لتكون الدولة الاقوى عسكريا واقتصاديا، وسياسيا، وحيث أن ترامب يبحث عن تثبيت سلام الارغام والقوة والخاوة مع الدول العربية.
احتلال وتوسع جغرافي اسرائيلي جديد في الاقليم واسرائيل في حربها الاخيرة انتجت موجة احتلال جديدة في سورية ولبنان، وفرضت في غزة معادلة حدودية جديدة مع مصر.
ولادة نظام سياسي جديد في سورية يندفع نحو الغاء حالة العداء مع اسرائيل، والاستعداد للحظة أن يكون اتفاق سلام مع اسرائيل ممكنا.
وبناء النظام السوري لعلاقة مستقلة ازاء سورية وتركيا .
وبالمعنى السياسي الواضح .. فان الاردن محاط بنيران، وان الاردن مهدد وجوديا، والكلام لا يكفي، ونحن نعرف أن ثمة ضغوطات سياسية واقتصادية كبرى تمارس على الدولة الاردنية .
المشهد الاقليمي المستجد والتطورات الاقليمية تبعث على القلق اردنيا .. وفي الداخل الاردني تحديدا ثمة ما يوجب احياء واستدعاء المشروع الوطني التاريخي الاردني للاجابة عن اسئلة عالقة في القضية الاردنية و التحدي الاردني.
لربما من الجانب الايجابي، القول أن الازمات بالتحدي والصبر والحكمة تولد انفراجا وأملا، وتصويب و تصحيح لمسارات، وهذا ما ارجحه في قوة ومناعة الذات والهوية الاردنية .
وفيما يسود من اعتقاد أن الاردن سوف ينحني الى العاصفة، وانه سوف يقبل الشروط الامريكية والاسرائيلية ويعتقد بعض اذكياء الرهانات السياسية على أن الاردن «ورقة سهلة» ويروجون الى افكار بغيضة ومبطنة ضد الاستقرار والصمود الاردني، وانه من اليسير تحول الاردن الى موضوع تصفية ضمن صفقات وتسويات الاقليم الجديدة .
ويروج الى سرديات مضللة وتشوه الموقف الاردني واخرى تنتج اشاعات وتصغير و تقزيم اكتاف الاردن ومواقفه من القضية الفلسطينية والقضايا العربية . وهي روايات ظالمة ومندسة، وتابعنا في الايام الماضية، كيف تم افتعال أزمة تسليم احلام التميمي الى الولايات المتحدة الامريكية .
وخاضت وسائل اعلام محسوبة على» محور وتيار اقليمي «حربا شرسة شيطنة الاردن واثارة فتنة وطنية ازاء الموضوع .
والاردن دائما ملعون ومشيطن ومذموم من الاشقاء والاصدقاء قبل الاعداء والفرقاء .
وفي الداخل الاردني، يتعاطف سياسيون مع مواقف لدول عربية واسلامية .. وينحازون الى ولاءات ايدولوجية على حساب الولاء الوطني المطلق .. وهي عقدة، لا نعرف متى سوف ينفك منها سياسيو الاردن . الكلام عن بناء جبهة داخلية للدفاع عن الاردن .. وضد التوطين وضد الوطن البديل، وضد الارغام الترامبي .. كلام جميل ولطيف وعاطفي .. الجبهة الداخلية قائمة ومتجذرة وتاريخية، واصولها من بدايات تأسيس الدولة، وحواضنها الاجتماعية والشعبية في الاطراف والمحافظات
، لا تعرف لغة الرهان والتردد والمناورة .
ونعرف ان وجود الاردن على الخريطة ليس صدفة او عبثا او حادثا طارئا، الاردن منذ الازل وسيبقى الى الازل ..
ونرجو أن تقر تشريعات تجرم التهجير الى الاردن، وتجرم التوطين، وتجرم التجنيس السياسي، وتدعو الى دسترة فك الارتباط مع الضفة الغربية وفي خطوة احتياطية واستباقية لإقفال الابواب امام أي ثقوب وممرات تسمح لتسرب المشروع الامريكي والاسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :