عمان جو- د.نورا الزهير

بتوجيهاتٍ ملكيّة سامية من سيدي ومولاي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم — القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية — الذي قالها بصدق وإيمان: "إن أُغلقت الأرض، فباب السماء مفتوح بعون الله." كانت الأبواب مفتوحة، وكانت الإرادة أعظم من كل العوائق.

في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وبينما كان الناس يحتفلون بفرحة اللقاء، كنت هناك... على الأرض وتحت السماء، أؤدي واجباً وطنياً وإنسانياً في واحدة من أعظم المهام التي شهدتها فى حياتي ضمن عملية الإنزال الجوي التى نفذتها القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي وسلاح الجو الملكي بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لإيصال الدعم والإغاثة لأهلنا في غزة العزة.

لكن الحقيقة الأسمى أن هذه المهمة لم تبدأ في يوم العيد فقط... بل وُلدت منذ اللحظة الأولى لانطلاق العدوان ومنذ أن ارتفع النداء الملكي الصادق بأن الأردن سيكون حيث يجب أن يكون حاضرًا، فاعلًا، لا يساوم ولا يتردد.

رأيت بأمّ عيني رجالات الجيش العربي الأبي يحملون أرواحهم على أكفّهم يخوضون السباق مع الوقت والألم دون كللٍ أو تردد. ورأيت سلاح الجو الملكي يحلق عاليًا، متحديًا كل المخاطر، ناقلًا صناديق العزة والأمل والغذاء والدواء فوق سماء غزة هاشم.

ورأيت رايتنا راية هاشم راية العز والكرامة علم المملكة الأردنية الهاشمية يرفرف في علياء السماء فوق غزة هاشم شاهقًا مهيبًا حاملًا رسالة وطن لا تغيب: نحن هنا، ولن نغيب...

وفي كل طلعة جوية كانت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية تعمل بصمت العظماء تنسق وتنظّم وتضمن أن يصل العطاء الأردني الطاهر إلى مستحقّيه في وقته وبأمان وبكرامة.

لن نسمح للمشككين أن ينالوا من عزيمتنا ولا أن يطمسوا الحقيقة. كنا هناك وما زلنا وسنبقى هذا عهد الأردنيين وعهدنا مع الهاشميين.

أنا ابنة هذا الوطن... كنت هناك... شاركت.... شهدت.... ولن أنسى ما حييت....
ومن أراد أن يرى الحقيقة... فلينظر إلى السماء....
هناك رفرف علمنا، وهذه كانت رسالتنا....