إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الكرامة لا تشترى بالغاز والماء: ردا على موشيه العاد


عمان جو- بقلم: د. ماجد عسيلة

نشرت صحيفة القدس العربي عن صحيفة معاريف الإسرائيلية بتاريخ 6 تموز 2025 مقالا للكاتب موشيه العاد تحت عنوان: إسرائيل في "ملعب الأردن" لكرة السلة: نسقيهم ونطعمهم ثم ينكرون الجميل.. أين الملك؟ هاجم فيه الأردن وموقفه من رفض التطبيع الرياضي، تحديدا بعد امتناع منتخبنا الوطني للشباب لكرة السلة عن مواجهة نظيره الإسرائيلي في بطولة كأس العالم الجارية حاليا، وذهب الكاتب "التافه" إلى حد وصف الموقف الأردني بـ"نكران الجميل"، زاعمًا أن إسرائيل "تطعم وتسقي" الأردنيين، بينما نحن نرد بالعداء.
ورغم أن المقال لا يستحق سوى التجاهل في ظاهره، إلا أن واجب الرد كمواطن أردني وأكاديمي واعلامي رياضي، يفرض نفسه عندما يتمادى البعض في لي عنق الحقيقة وتشويه المواقف الوطنية الأردنية المشرفة.
أولا: الكاتب يتحدث بلغة استعمارية متعجرفة، فحديثه عن "إطعام" الأردن و"سقيه" يذكرنا بعقلية السيد والتابع، وكأن العلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين تقاس بلغة العطايا لا المصالح المتبادلة، والحقيقة أن الأردن لم يكن يوما إلا دولة ذات سيادة، تتخذ قراراتها انطلاقا من إرادة شعبها، ووفق ثوابتها الوطنية والقومية.
ثانيا: جلالة الملك عبدالله الثاني -حفظه الله-، قائد عربي حكيم، لا يساوم على كرامة شعبه، ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية ثابتة، ومبادئه واضحة، فهو من حمل لواء القدس والحفاظ على المقدسات، وهو من صمد في وجه كل محاولات تصفية الحقوق الفلسطينية، وأثبت في كل مرة أن الكرامة ليست ورقة تفاوض.
أما ما سماه الكاتب "سلاما هجينا"، فنقول له: السلام الحقيقي لا يفرض بالقوة، ولا يقاس بالكميات المصدرة من الماء والغاز.. السلام لا يكون مع احتلال، ولا مع قتل يومي يمارسه جيشكم بحق أبناء فلسطين، ولا مع قضم الأرض وتهويد القدس وسلب الكرامة، فكيف تطلبون من الأردنيين أن يشاركوا في مباراة، بينما أنتم تمارسون القتل الممنهج بحق من يتقاسمون معهم الدم والتاريخ والمصير؟
الشعب الأردني، بكل مكوناته، يرفض التطبيع لأنه شعب حر، ويدرك أن تطبيع الرياضة وهم إذا بقيت الجرائم مستمرة، وموقف اللاعبين الأبطال الذين رفضوا اللعب، ليس فعل تمرد، بل تعبير حر عن ضمير حي، وسلوك مشرف يستحق الإشادة لا النقد.
نقول لموشيه العاد وغيره: الأردن لا يشترى، لا بالغاز ولا بالماء، ومواقفنا ليست للبيع، وجلالة الملك عبدالله الثاني لا يلقي "لقما" لشعبه، بل يقف معه، ويعبر عنه، ويقود أمة عظيمة لا تقهر.. هذا هو الفارق بين قائد عظيم وشرعي، ومن يبحث عن شرعية في أنابيب الغاز.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :