رؤية للعدالة الاقتصادية: الارتباط بين مبادئ الكرامة الإنسانية للأمير الحسن بن طلال ودعوات الديمقراطية الليبرالية
عمان جو- بقلم م. رنا الحجايا/ رئيسة بلدية سابقه
في عالم تتسع فيه الفجوة بين الأغنياء والفقراء، يبدو النضال من أجل العدالة الاقتصادية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. يلقي الفقر بظلاله الثقيلة حتى على أغنى الدول الرأسمالية، تاركا فجوة في المجتمعات حول العالم حيث تصبح فيه كرامة الانسان على المحك.
مثل الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، حيث تُظهر الإحصاءات أرقامًا مقلقة: 18% من الأمريكيين تحت خط الفقر في 2022، و20.9% في ألمانيا، و15.4% في اليابان. هذه الأرقام ليست مجرد بيانات، بل تعكس معاناة أفراد حقيقيين – عائلات تكافح لتوفير الطعام، وآباء يعملون بوظائف متعددة دون جدوى، وأطفال محرومون من فرص المستقبل .
يُقدم مفكران رائدان - الأمير الحسن بن طلال من الأردن وفرانسيس فوكوياما، العالم السياسي الأمريكي الشهير – مسارات نحو مستقبل أكثر عدلا. تسعى نظرية الزكاة للأمير الحسن، المُتجذرة في الكرامه الانسانيه كأساس لبناء المجتمع ، ودعوة فوكوياما للإصلاحات في إطار الديمقراطية الليبرالية، إلى إصلاح المشهد الاقتصادي العالمي المُتصدّع.
نظرية الامير الحسن الأوسع حول الكرامة الإنسانية تحمل رؤية متماسكة وشامله نحو حماية الانسانيه بعمومها. فالزكاة والديمقراطية الليبرالية، ، ليستا حلين منفصلين، بل عنصرين متكاملين في نهج يركز على الكرامة, حيث تُقدم الزكاة وسيلة فورية، مدعومة من المجتمع، لاستعادة كرامة أفقر الناس، بينما تُوفر الديمقراطية الليبرالية الإطار المؤسسي اللازم لاستدامة العدالة على مر الزمن.
إن الفقر في الدول الرأسمالية - مثل الولايات المتحدة وألمانيا واليابان - يُؤكد على الحاجة إلى هذا النهج، حيث يشير سمو الأمير الحسن بأن هذه الفقر يعكس إهمالًا للكرامة كأساس للأنظمة الاقتصادية والسياسية. من خلال هذتان الرؤيتان سنجد كيف من الممكن معالجة الفقر، و النهوض بالمجتمعات الهشه في جميع أنحاء العالم، من أمريكا اللاتينية إلى آسيا.
أمضى الأمير الحسن بن طلال، سنواتٍ في الدعوة إلى ترسيخ قيم احترام كرامة الانسان ومنها حماية حقوقه الاقتصاديه حيث يطرح سمو الامير فكرة الزكاه الزكاه من منظور انساني : منارة للرحمة، باعتبارها أكثر من مجرد فريضة دينية، بل هي شريان حياه للمحتاجين. الزكاة، حيث تطلب التبرع بنسبة 2.5% من الثروات المتراكمة سنويا للمحتاجين.
بالنسبة للأمير الحسن، هذه ليست مجرد فرض ديني ؛ بل هي ايضا أداة فعالة لسدِ الفجوات الاقتصادية واستعادة كرامة المظلومين. يتصور الأمير الحسن أن الزكاة تتجاوز المجتمعات الإسلامية من خلال صندوق زكاة دولي، يوجِه مواردَ الزكاه الى أفقر بقاع العالم .
تتردد أصداء هذه الفكرة بعمقٍ في عالم تعطي فيه الأنظمة الاقتصادية الأولوية للربح على حساب الناس. نهج الأمير الحسن مُشبع بالقيم الانسانيه للمسؤولية الأخلاقية والرفاهية الجماعية، مُقدما استجابةً مباشرة وصادقة للمعاناة. فنحن اليوم بحاجه الى ما هو ابعد من مجرد دعوةٌ للعمل العالمي بل تُطالب به كواجب تجاه الإنسانية.
الديمقراطية الاقتصادية لفوكوياما: إصلاح النظام الرأسمالي
من جانب اخر في العالم وبعد سنوات من ادراك اهمية محتوى دعوة الامير الحسن نحو تبني حلول و ليس فقط سياسات تحفظ كرامة الانسان و تساهم في استقرار الشعوب , تناول فرانسيس فوكوياما مسألة عدم المساواة من منظور الديمقراطية الليبرالية. اشتهر فوكوياما بزعمه الجريء أن الديمقراطية الليبرالية تُمثل "نهاية التاريخ"، وقد حوّل نظره إلى خطوط الصدع الاقتصادية التي تُهدد استقرارها. لا يستخدم مصطلح "الديمقراطية الاقتصادية" صراحةً، لكن دعمه لسياسات الديمقراطية الاجتماعية - الضرائب التصاعدية والبرامج الاجتماعية القوية - يُجسّد روحها. يُحذّر من أن الليبرالية الجديدة، بأسواقها المُفرطة، قد خلفت الكثيرين وراءها، مما يغذّي عدم المساواة الذي قد يفكّك الديمقراطيات نفسها التي يدافع عنها.
يكمن حل فوكوياما في الإصلاح المؤسسي حسب ما يراه من خلال تعديل ركائز الرأسمالية بحيث لا يقتصر النمو على إثراء النخبة، بل يمتد إلى العامل المكافح، والفئات الهشه ، ولكن ان ترتكز على الفكر الليبرالي الغربي، وتهدف إلى استقرار
في عالم تتسع فيه الفجوة بين الأغنياء والفقراء، يبدو النضال من أجل العدالة الاقتصادية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. يلقي الفقر بظلاله الثقيلة حتى على أغنى الدول الرأسمالية، تاركا فجوة في المجتمعات حول العالم حيث تصبح فيه كرامة الانسان على المحك.
مثل الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، حيث تُظهر الإحصاءات أرقامًا مقلقة: 18% من الأمريكيين تحت خط الفقر في 2022، و20.9% في ألمانيا، و15.4% في اليابان. هذه الأرقام ليست مجرد بيانات، بل تعكس معاناة أفراد حقيقيين – عائلات تكافح لتوفير الطعام، وآباء يعملون بوظائف متعددة دون جدوى، وأطفال محرومون من فرص المستقبل .
يُقدم مفكران رائدان - الأمير الحسن بن طلال من الأردن وفرانسيس فوكوياما، العالم السياسي الأمريكي الشهير – مسارات نحو مستقبل أكثر عدلا. تسعى نظرية الزكاة للأمير الحسن، المُتجذرة في الكرامه الانسانيه كأساس لبناء المجتمع ، ودعوة فوكوياما للإصلاحات في إطار الديمقراطية الليبرالية، إلى إصلاح المشهد الاقتصادي العالمي المُتصدّع.
نظرية الامير الحسن الأوسع حول الكرامة الإنسانية تحمل رؤية متماسكة وشامله نحو حماية الانسانيه بعمومها. فالزكاة والديمقراطية الليبرالية، ، ليستا حلين منفصلين، بل عنصرين متكاملين في نهج يركز على الكرامة, حيث تُقدم الزكاة وسيلة فورية، مدعومة من المجتمع، لاستعادة كرامة أفقر الناس، بينما تُوفر الديمقراطية الليبرالية الإطار المؤسسي اللازم لاستدامة العدالة على مر الزمن.
إن الفقر في الدول الرأسمالية - مثل الولايات المتحدة وألمانيا واليابان - يُؤكد على الحاجة إلى هذا النهج، حيث يشير سمو الأمير الحسن بأن هذه الفقر يعكس إهمالًا للكرامة كأساس للأنظمة الاقتصادية والسياسية. من خلال هذتان الرؤيتان سنجد كيف من الممكن معالجة الفقر، و النهوض بالمجتمعات الهشه في جميع أنحاء العالم، من أمريكا اللاتينية إلى آسيا.
أمضى الأمير الحسن بن طلال، سنواتٍ في الدعوة إلى ترسيخ قيم احترام كرامة الانسان ومنها حماية حقوقه الاقتصاديه حيث يطرح سمو الامير فكرة الزكاه الزكاه من منظور انساني : منارة للرحمة، باعتبارها أكثر من مجرد فريضة دينية، بل هي شريان حياه للمحتاجين. الزكاة، حيث تطلب التبرع بنسبة 2.5% من الثروات المتراكمة سنويا للمحتاجين.
بالنسبة للأمير الحسن، هذه ليست مجرد فرض ديني ؛ بل هي ايضا أداة فعالة لسدِ الفجوات الاقتصادية واستعادة كرامة المظلومين. يتصور الأمير الحسن أن الزكاة تتجاوز المجتمعات الإسلامية من خلال صندوق زكاة دولي، يوجِه مواردَ الزكاه الى أفقر بقاع العالم .
تتردد أصداء هذه الفكرة بعمقٍ في عالم تعطي فيه الأنظمة الاقتصادية الأولوية للربح على حساب الناس. نهج الأمير الحسن مُشبع بالقيم الانسانيه للمسؤولية الأخلاقية والرفاهية الجماعية، مُقدما استجابةً مباشرة وصادقة للمعاناة. فنحن اليوم بحاجه الى ما هو ابعد من مجرد دعوةٌ للعمل العالمي بل تُطالب به كواجب تجاه الإنسانية.
الديمقراطية الاقتصادية لفوكوياما: إصلاح النظام الرأسمالي
من جانب اخر في العالم وبعد سنوات من ادراك اهمية محتوى دعوة الامير الحسن نحو تبني حلول و ليس فقط سياسات تحفظ كرامة الانسان و تساهم في استقرار الشعوب , تناول فرانسيس فوكوياما مسألة عدم المساواة من منظور الديمقراطية الليبرالية. اشتهر فوكوياما بزعمه الجريء أن الديمقراطية الليبرالية تُمثل "نهاية التاريخ"، وقد حوّل نظره إلى خطوط الصدع الاقتصادية التي تُهدد استقرارها. لا يستخدم مصطلح "الديمقراطية الاقتصادية" صراحةً، لكن دعمه لسياسات الديمقراطية الاجتماعية - الضرائب التصاعدية والبرامج الاجتماعية القوية - يُجسّد روحها. يُحذّر من أن الليبرالية الجديدة، بأسواقها المُفرطة، قد خلفت الكثيرين وراءها، مما يغذّي عدم المساواة الذي قد يفكّك الديمقراطيات نفسها التي يدافع عنها.
يكمن حل فوكوياما في الإصلاح المؤسسي حسب ما يراه من خلال تعديل ركائز الرأسمالية بحيث لا يقتصر النمو على إثراء النخبة، بل يمتد إلى العامل المكافح، والفئات الهشه ، ولكن ان ترتكز على الفكر الليبرالي الغربي، وتهدف إلى استقرار
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق