إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

قوة الاستغناء… حين يصبح الغياب مكسبًا


عمان جو- الدكتور محمد تيسير الطحان

ليست كل الخسارات مؤلمة، أحيانًا نخسر لننجو، ونترك لنُشفى، ونُبعد لنرى الأمور كما هي، لا كما تمنينا أن تكون.

الاستغناء ليس قسوة، بل شجاعة.

هو ذاك القرار الصامت الذي نتخذه حين نُدرك أننا نستحق أكثر، أو على الأقل، لا نستحق كل هذا الألم.

كم مرة تمسكتَ بشيء لم يكن لك؟

بعلاقة تُطفئك، بوظيفة تخنقك، بصداقة تُشعرك أنك وحدك حتى في حضورهم؟

نخاف من الاستغناء لأننا نظنه هزيمة، بينما هو بداية انتصارك على ضعفك.

الاستغناء ليس كُرهًا، بل حبٌّ عميق للنفس.

هو لحظة تقول فيها: “أنا أولًا”، دون أن تشعر بالذنب.

هو أن تنسحب من الأماكن التي لا تشبهك، وأن تضع كرامتك فوق مشاعرك، وأن تختار السلام على التبرير المتكرر.

أحيانًا، نُحب من لا يستحق، ونتعلق بمن لا يرى قيمتنا، ونُراهن على من لا يُجيد سوى الخذلان.

لكننا عندما نُدرك قوتنا، نُدرك أن الحب الذي يُرهقنا ليس حبًا، وأن كل من لا يضيف لنا… يسرق منّا.

قوة الاستغناء لا تعني أنك بلا مشاعر، بل أنك نضجت بما يكفي لتعرف متى تمضي، وأين تتوقف، ومن يستحقك فعلًا.

لا تنتظر أن يعتذروا، أو أن يتغيروا، أو أن يشعروا بما فعلوه.

استغنِ، وامضِ، ودع الحياة تُريك كم كنت على حق حين قررت أن تُحب نفسك أكثر.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :