جرش .. حين تصفق الأرض للفرح
عمان جو- محمد علي الزعبي
أيام قليلة تفصلنا عن إسدال الستار على مهرجان جرش للثقافة والفنون لعام 2025، هذا الحدث الذي لم يكن مجرد فعالية فنية أو احتفالية موسمية، بل تجسيد حيّ لهوية وطن وذاكرة شعب.
بحلوه ومرّه، بلياليه المزدحمة بالحضور وبلحظاته الصامتة تحت ضوء القمر، كان المهرجان مساحة وطنية خالصة، تصافحت فيها الموسيقى مع التاريخ، وامتزج الفن بالإنسان، وتصافحت الأرواح على مدرجات الشمال العتيقة.
صفق الأطفال، وابتسم الشيوخ، وحضر الجميع من أقصى الوطن إلى أقصاه؛ فها هي الساحات تشهد على جمهور وفيّ يملأ المكان بالتصفيق، ويمنح الحياة لونًا ونغمة. كانت وجوه المشاركين تشع فرحًا، والضيوف يتجولون بين أروقة المدينة الأثرية كأنهم يعيدون الحياة لنقوشها المنسية.
لقد جاءت برامج مهرجان جرش هذا العام نوعيةً بامتياز، واختياراته الفنية مدروسة بعناية، جمعت بين الطرب الأصيل والتجارب الجديدة، بين الشعر والمسرح، وبين الحرف اليدوي والتراث الشعبي. تعددت الفعاليات وتنوعت، لكن الثابت فيها كان الحضور الوطني والروحي، والإدارة الواعية التي تعاملت مع التفاصيل الصغيرة والكبيرة بنفس الحرص والمسؤولية.
ومن وراء الكواليس، كانت هناك جهود جبّارة قادها مدير عام المهرجان أيمن سماوي وفريقه، مدعومين بلجنة عليا ومؤسسات وطنية وشباب متطوعين، جعلوا من كل زاوية في المدينة منصة للإبداع ومسرحًا للقاء.
ولا يمكن تجاهل ما حمله هذا المهرجان من رسائل ناعمة وقوية في آنٍ واحد:
رسالة مفادها أن الأردن، رغم كل التحديات، ما يزال قادرًا على أن يُنظم ويُنجز ويحتضن الفرح.
وأن الثقافة ليست ترفًا، بل حاجة وطنية، ووسيلة مقاومة ناعمة ضد التشظي، والفراغ، والانغلاق.
وفي لحظة الختام، لا بد أن نقف احترامًا لكل فنان، وشاعر، وطفل، ومواطن حضر، ورسم على وجهه بسمة، أو حمل في قلبه لحظة من لحظات جرش.
فلنغادر كما دخلنا: بامتنانٍ للفرح، وبإيمانٍ أن جرش ليست مهرجانًا فقط، بل طقس وطني يعيد ترتيب ذاكرتنا على إيقاع الحياة.
أيام قليلة تفصلنا عن إسدال الستار على مهرجان جرش للثقافة والفنون لعام 2025، هذا الحدث الذي لم يكن مجرد فعالية فنية أو احتفالية موسمية، بل تجسيد حيّ لهوية وطن وذاكرة شعب.
بحلوه ومرّه، بلياليه المزدحمة بالحضور وبلحظاته الصامتة تحت ضوء القمر، كان المهرجان مساحة وطنية خالصة، تصافحت فيها الموسيقى مع التاريخ، وامتزج الفن بالإنسان، وتصافحت الأرواح على مدرجات الشمال العتيقة.
صفق الأطفال، وابتسم الشيوخ، وحضر الجميع من أقصى الوطن إلى أقصاه؛ فها هي الساحات تشهد على جمهور وفيّ يملأ المكان بالتصفيق، ويمنح الحياة لونًا ونغمة. كانت وجوه المشاركين تشع فرحًا، والضيوف يتجولون بين أروقة المدينة الأثرية كأنهم يعيدون الحياة لنقوشها المنسية.
لقد جاءت برامج مهرجان جرش هذا العام نوعيةً بامتياز، واختياراته الفنية مدروسة بعناية، جمعت بين الطرب الأصيل والتجارب الجديدة، بين الشعر والمسرح، وبين الحرف اليدوي والتراث الشعبي. تعددت الفعاليات وتنوعت، لكن الثابت فيها كان الحضور الوطني والروحي، والإدارة الواعية التي تعاملت مع التفاصيل الصغيرة والكبيرة بنفس الحرص والمسؤولية.
ومن وراء الكواليس، كانت هناك جهود جبّارة قادها مدير عام المهرجان أيمن سماوي وفريقه، مدعومين بلجنة عليا ومؤسسات وطنية وشباب متطوعين، جعلوا من كل زاوية في المدينة منصة للإبداع ومسرحًا للقاء.
ولا يمكن تجاهل ما حمله هذا المهرجان من رسائل ناعمة وقوية في آنٍ واحد:
رسالة مفادها أن الأردن، رغم كل التحديات، ما يزال قادرًا على أن يُنظم ويُنجز ويحتضن الفرح.
وأن الثقافة ليست ترفًا، بل حاجة وطنية، ووسيلة مقاومة ناعمة ضد التشظي، والفراغ، والانغلاق.
وفي لحظة الختام، لا بد أن نقف احترامًا لكل فنان، وشاعر، وطفل، ومواطن حضر، ورسم على وجهه بسمة، أو حمل في قلبه لحظة من لحظات جرش.
فلنغادر كما دخلنا: بامتنانٍ للفرح، وبإيمانٍ أن جرش ليست مهرجانًا فقط، بل طقس وطني يعيد ترتيب ذاكرتنا على إيقاع الحياة.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق