إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

مشروع غزة بين طرفي التحالف


عمان جو_حمادة فراعنة
يتوهم من يُراهن على وجود خلافات بين واشنطن وبين المستعمرة الإسرائيلية، سواء كانت الإدارات الأميركية، من الديمقراطيين أو من الجمهوريين، وإذا ظهر الخلاف او وقع، فهو شكلي، لا يمس جوهر القضايا الأساسية التي تربط المستعمرة بمصالح واشنطن وخدماتها.
المستعمرة أداة، فعل، «قرطوز»، مستعمرة في منطقتنا العربية خدمة لواشنطن ومصالحها، وتفعل في منطقتنا العربية ما لا تستطيع واشنطن فعله، بحكم علاقاتها مع بعض الأطراف الإقليمية، ولهذا تنفذ المستعمرة تعليمات وتوجيهات ومؤامرات وخبايا ما لم تستطع واشنطن تأديته.
ويجب ان يكون واضحا ان المستعمرة لا تستطيع ولا تملك القدرة أو الشجاعة أو القرار لتنفيذ أي فعل بدون مشاورة أميركية، وبالتنسيق المسبق معها، سواء مع البيت الأبيض، أو الخارجية، أو مؤسسات الدولة العميقة: المخابرات والجيش.
المستعمرة أداة لدى واشنطن، وإن كان في بعض الأحيان تمارس «الدلال»، أو المناكفة العلنية كما حصل في عهد الرئيس السابق بايدن، ولكنها وفق المشهد القائم تجلس في حضن ترامب السياسي، ويُقدم لها ما تحتاجه من دعم مالي وعسكري واستخباري وتكنولوجي، لتحقيق غرضين:
أولهما أن تبقى هي الأقوى في منطقتنا العربية.
وثانيهما لتنفيذ الخدمات العلنية والتحتية لصالح واشنطن.
اللقاء بين ترامب ونتنياهو خلاصته أنه أكد على تحالف استراتيجي بينهما، والتفاهم على قضايا المنطقة بدءاً من منع إيران من حصولها على السلاح النووي، وليس انتهاء بنزع سلاح حماس كي تتحول إلى حزب سياسي، كان له شأن في عهد المقاومة وأثبتت جدارتها في مبادرة 7 أكتوبر وصمودها في الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، وأثبتت دورها وفعاليتها في تداعي ما بعد 7 أكتوبر، ولذلك سيكون لها الشأن المقرر في قطاع غزة بقرار وموافقة ورضى أميركي إسرائيلي، بعيداً عن السلطة في رام الله، والرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير، الذين يملكون شرعية التمثيل الفلسطيني عربياً ودولياً، بينما حماس لا تملك هذه الشرعية، حتى أمام الحلفاء: تركيا وقطر، ولكنها تملك ثلاثة عوامل مهمة هي:
1- السيطرة الكاملة على قطاع غزة، 2- المصداقية في التوصل إلى اتفاق حيث تلتزم بما توافق عليه وخاصة وقف إطلاق النار ولا تسمح لأي طرف فلسطيني خرقه، 3- تشكل امتداداً لأهم وأقوى حركة سياسية عابرة للحدود: الإخوان المسلمين، وأي اتفاق معها يدفع فروع الإخوان المسلمين في العالم العربي إما إعلان القبول والرضى على هذا الاتفاق أو الصمت عنه، أي عدم رفضه، مما يدفع واشنطن وتل أبيب للعمل على شرعنة وجودها، كما حصل بعد الانقلاب عام 2007، حيث قُدمت لها كل الإمكانات للبقاء في إدارة سلطة غزة، مع تقليم أظافرها ونزع أنيابها العسكرية، ولكنها استثمرت الثقة الإسرائيلية من قبل نتنياهو وتمرير الأموال الشهرية في بناء الأنفاق وتجنيد عشرات الآلاف من الشباب، حتى تحولت إلى قوة يتعذر تصفيتها كما ثبت في فشل وإخفاق نتنياهو في عملية الاجتياح لما بعد 7 أكتوبر طوال عامين.
رسالة خالد مشعل العلنية في مقابلته مع الشبكة الأميركية تسير في هذا الاتجاه وتخدم هذه السياسة، ولذلك يجب أن يكون واضحاً أن مشروع غزة بات منفصلاً عن مشروع القدس والضفة الفلسطينية وهنا تكمن خطورته وإجراءات تنفيذه، وهي طبخة على النار، نشم رائحتها ونلمس فحواها، من نتائج المؤتمر الصحفي المشترك لـ: ترامب مع نتنياهو




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :