إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أبو درويش .. أجمل مساجد عمّان بُني بـ"الدَين"


عمان جو -

على قمة جبل الأشرفية شرقي العاصمة الأردنية عمّان، يقف جامع أبو درويش شامخاً حاملاً معه عبق التاريخ، متباهياً بتصميمه الرائع الذي يجمع بين فن العمارة المملوكي والعثماني، ما جعل منه تحفة معمارية تحكي عن نفسها، لاسيما لجهة الروايات التاريخية حول ملابسات تشييده.لهذا الصرح، الذي يعتبر من أقدم مساجد عمّان وأجملها، قصة إنسانية وإيمانية ذات دلائل عميقة، يمكن للجميع الاستفادة منها، وقد رويت فصولها على ذمة من عايشوا فترة بنائه الصعبة؛ فأكثر الرواة تمكنا هو الذي جمع أطراف القصص المتناثرة هنا وهناك، وهو الذي شغل منصب مسؤول مركز الأشرفية الثقافي التابع لأمانة العاصمة ويدعى سلطان أبو جسار، إذ كشف لوسائل إعلامية محلية كيف أن ممول بناء المسجد الذي شيد في أوائل العقد السادس من القرن الماضي، أضطر للاستدانة من أجل إتمام هذه التحفة الخالدة، التي حافظت على كامل رونقها لما يناهز 60 عاماً.وتقول الرواية إن رجلا شركسيا تعود أصوله إلى شمال القوقاز في روسيا، كان يقطن في عمّان، يدعى الحاج حسن مصطفى ولقبه "أبو درويش"، قرر بناء الجامع في العام 1960، وقد عمل على رسم المخططات الهندسية بنفسه، وأشرف على البناء، مع الاستعانة ببعض الموهوبين مثل الخطاط سامي نعمة.ومن المعلومات التي جمعها الراوي "أبو جسار"، أن باني المسجد جلب الحجارة اللازمة في بنائه من معان جنوبي الأردن، كما جلب السجاد العجمي من إيران، وبسبب ذلك تناقصت الأموال بسرعة ما أضطر "أبو درويش" لبيع قطعة أرض كان يملكها في منطقة المفرق شرقي البلاد، لكن المبلغ المضاف لم يكن كافياً أيضاً؛ ما دفعه للاستدانة بغية استكمال المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 36 متراً وعدد درجاتها 83، بينما أتم بناء المسجد ومدرسة تحفيظ القرآن والمكتبة التابعة له في العام 1962."أعشق هذا المكان وفيه جميع ذكرياتي الجميلة"، بهذه الكلمات علّق نمر يوسف عبر حسابه الشخصي في "فايسبوك"، واصفا مشاعره الجياشة في ساحة جامع أبو درويش، الذي زاره بعد غياب، وهو يقف على أعلى نقطة في جبال شرق العاصمة عمّان. أما أحمد نوح فكتب في"فايسبوك" متغزلا بالمشهد: "من هنا أرى عمّان كلها، وأجزم أن عمّان كلها تراني"، والمكان المقصود هو ساحة ذات المسجد.وقف ومركز إسلاميوبعد اتمام البناء، ضمّن "أبو درويش"، الذي توفي في رمضان 1981 وصيته بـ"وقف المشروع والمكتبة التابعة له"، كما دفن في باحة المسجد، الذي ظل يحمل اسمه، ومنذ وفاته تشرف على شؤون المشروع لجنة إدارية يعينها قاضي القضاة في الأردن. وذكر الشيخ عمر عثمان الشنقيطي (عمل رئيسا للجنة الإداية) في مناسبات سابقة أن المسجد الذي أصبح مركزا إسلاميا يضم"مكتبة تحوي نحو ثلاثة آلاف من أمهات الكتب"، أشرف على تزويده بها بالتعاون مع "أبو درويش" صديقه المقرب مصطفى صبحي الوارملي أول كاتب مالية في الأردن. واليوم تعمل أمانة عمان على تطوير مشروع موقع المسجد في الأشرفية على مساحة عشرة آلاف متر مربع، بغية إبراز المسجد كتحفة معمارية وتاريخية لما يتمتع به من إطلالة خلابة على جبال عمّان السبعة، حيث يمكن رؤيته من كل مناطق العاصمة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :