إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الأردن العظيم


عمان جو_فارس الحباشنة
الأردن فاعلٌ استراتيجي لا يمكن تجاهله إقليميًا ودوليًا. وفي اليومين الأخيرين احتضنت عمّان اجتماعات دبلوماسية وسياسية مهمة واستثنائية مع الهند والصين.
وفي عمّان، افتُتح أمس مؤتمر الأعمال الأردني/الهندي، وحضره رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الحكومة الأردني الدكتور جعفر حسان.
وكما زار عمّان وزير الخارجية الصيني وانغ بي، وأجرى مباحثات موسعة مع مسؤولين أردنيين.
وفي العلاقة الأردنية/الهندية يربط البلدين آفاق واسعة في جوانب التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والاستثماري، والتعدين. وفي العلاقة مع الهند، فتعبر من الوجهات الرئيسية لتصدير الفوسفات والبوتاس الأردني. وكما أن ميزان الصادرات الأردنية إلى الهند يعادل، ويفوق في سنوات، ما يُصدَّر إلى أوروبا.
وكما أن الأردن والصين مربوطان بعلاقات اقتصادية وتجارية عميقة وقابلة إلى الانفتاح والتوسع، وخاصة أن الصين لديها مشروع تجاري عالمي طموح في مجال سلاسل التزويد والممرات المائية والشحن البري والبحري، والممرات المائية والبرية الدولية.
والأردن يحصد في علاقته مع العالم سنوات من العمل الدبلوماسي الهادئ والمتراكم، وتقوده الدبلوماسية الأردنية بثبات وتبصر وصبر، وتحظى بتأييد دولي متزايد.
دبلوماسيًا، الأردن محجٌّ إلى كبار قادة ودبلوماسيّي العالم من الهند إلى الصين. ويواصل الأردن ترسيخ موقعه الإقليمي والدولي من خلال توازن محسوب بين المرونة والثبات في المواقف. وفي الموقفين الهندي والصيني يتطلع الأردن لدور أكبر واهتمام متقدم في القضية الفلسطينية وعملية السلام وحل الدولتين، وإطفاء نيران الحروب في الإقليم.
وأفق العلاقة الأردنية مع الصين والهند تتعدى حدود التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والاستثمار الصناعي والتعديني، واتفاقات النقل.
وكلا البلدين، الصين والهند، ينطلقان من سياسة دولية تؤمن بالتعايش في الإقليم والحل السلمي، وتدعم مسارات السلام. الحفاوة الدبلوماسية في عمّان للزائرين، الرئيس الهندي ووزير الخارجية الصيني، تزامنت مع نصر كروي تاريخي أردني وتأهل إلى المباراة النهائية في كأس العرب.
وما حققه المنتخب الأردني في كأس العرب بقطر يحمل رسالة أبعد من الرياضة، وهي تتويج لثمرة بعيدة المدى، وتقوم على الاستثمار في الكفاءات والمواهب الكروية. والأردن على موعد كروي عالمي في كأس العالم 2026 المقام في أمريكا وكندا والمكسيك.
في موازاة مسارات النجاح الأردني الدبلوماسي والرياضي، يواجه الأردن تحديًا في معركة تتقاطع مع أصوات النشاز والتيه، وحملات رقمية مبرمجة داخليًا وخارجيًا تسعى إلى تبخيس وزن وقيمة الأردن على الخريطة.
وهؤلاء من ينظرون إلى الأردن، سواء في ملاعب كرة القدم أو ميادين السياسة والدبلوماسية والتحديث والبناء الوطني، بعين الريبة والحقد والانتقام، لأنهم لا يدركون ماذا تعني معادلة الصمود والتقدم والثبات الأردني على كل الصعد والمستويات، من الرياضة إلى السياسة.
الأردن تاريخيًا أقوى من كل القراءات العابرة وحملات الاستهداف. ولا يحتاج الأردن إلى تبرير مسارات سياسته، ولا استجداء ولا اعتراف من أحد. والرد على أصوات النشاز والمشككين بمزيد من التقدم والإنجاز، ومواصلة الأردن لدوره الذي يبرهن على أنه يملك ثقة ورؤية، ويسير على طريق مستقيم وطريق الصواب، وطريق يصنع بإرادة وطن يعرف وجهته ويؤمن بقدره.
وهذا هو الأردن العظيم..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :