عمان جو - قالت الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات أن عدم رغبتها في تقديم برامج لا تشبهها ولا تتسق مع قناعتها الشخصية، كان سبباً في تأخر شهرتها الإعلامية على صعيد عربي، وأضافت في الجلسة الحوارية التي نظمتها شبكة نساء النهضة التابعة لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية مساء أمس الأربعاء في فندق حياة عمان وحاورتها فيها المخرجة غادة سابا، أن برنامج "شو القصة" كان الأقرب والأحب إليها، كونها كانت تستمع خلاه لضيوفها بكل حواسها، وتهتم بجميع تفاصيله دائماً، وخلق لها مساحة أكبر في الحوار.

وبينت الزيات أن بدايتها بالإعلام جاءت متأخرة شيئاً ما، وقد صعدت السلم درجة درجة، دون ان يكون وصولها للشهرة سهلاً ابداً، فقد حفرت الصخر، دون تقديم أي تنازلات وهو ما جعل طريقها طويلاً جداً.

وعن برنامجها المثير للجدل "فوق 18"، ترى الزيات انه يحق لأي إعلامي طرح المواضيع الجريئة والسعي للحصول على السبق الصحفي، شريطة أن يترافق الأمر مع احترام إنسانية الآخرين، وان الأهم هو كيفية الطرح، ومراعاة الخلفيات الثقافية والاجتماعية، والتعامل مع المادة باحترام، وعندها يكون بالإمكان الغوص في القضايا الجريئة والمثيرة للجدل.
وأكدت الزيات أن فكرة البرنامج قائمة بحد ذاتها على طرح مواضيع جريئة، لكنها لم تكن تتوقع هذا الكم من الرفض والاعتراض عليه، مشددةً ان هذا الأمر لم يزعجها اطلاقاً فهي ابنة مجتمع شرقي، وشخصيتها محافظة وتؤمن بالمرجعيات الدينية والأخلاقية.

وعن علاقتها بزوجها الشاعر والإعلامي زاهي وهبي، بينت إنها كان من المعجبين به قبل أن تتعرف عليه، لكنهما مختلفان جداً في المجال الإعلامي فهي تذهب نحو البرامج الشعبوية، بينما يفضل هو تلك النخبوية وفق وصفها. وتصف نفسها بأنها كيان مستقل، فيما يشكل زاهي كياناً اخر ولكل منهما مواقفه في الحياة.

وأشارت الزيات إلى أن الإعلام الموازي بات واقعاً، ولم يعد من المنطقي ولا المقبول الاعتماد بشكل كلي على الإعلام التقليدي الذي تراجع بشكل كبير، وبدأت السوشال ميديا تحل مكانه، لذا لا بد من متابعتها للبقاء على تواصل مع الجميع، موضحة ان مواقع التواصل الاجتماعي كشفت الكثيرين واسقطت الأقنعة عنهم.
وترفض الزيات الفكرة النمطية عن المرأة المثقفة بانها لا تهتم بشكلها وجمالها، فالمرأة بجميع الأحوال يجب ان تغذي فكرها وروحها وجمال شكلها. وفاجأت رابعة الحضور الكثيف للقائها بالكشف عن عمرها وأنها اليوم في بداية الخمسينيات.

ولم تخف الزيات فشلها في تقديم الأخبار، وترجع ذلك إلى إنها انسانة لا تقتنع بأن تقرأ ما يكتب لها، وبالرغم من أن مهنيتها حتمت عليها الاستمرار بتقديم الأخبار، إلا ان عاطفتها كانت أكبر وأجبرتها على التوقف.