قرار ترامب والإخوان المسلمين
عمان جو _ قرار الرئيس الأمريكي ترامب في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بالإرهابية، وصف بأنه انقلاب تاريخي في علاقة أمريكا مع جماعة الإخوان المسلمين، وما يربطهما من إرث عميق.
في خمسينيات وستينات القرن الماضي بنت أمريكا تحالفا إقليميا ودوليا مع تنظيم الإخوان المسلمين لمحاربة المشروع القومي العربي، ومحاربة مشروع الزعيم جمال عبدالناصر الوحدوي والتحرري، والنهضوي في بناء الدولة الوطنية المصرية.
وسخرت أمريكا ودول الغرب الإخوان المسلمين سياسيا لإجهاض مشروع عبدالناصر ومحاربة المد القومي.
والتوظيف الأمريكي للإخوان المسلمين وحركات الإسلام السياسي تعدى التحالف الإقليمي، وامتد في حرب أفغانستان إلى النظام العالمي، ودخول الحركات الإسلامية في مواجهة الشيوعية وضد الإلحاد، والاصطفاف مع المحور الأمريكي في الحرب الباردة.
خسر الاتحاد السوفيتي الحرب الباردة، وأمسكت أمريكا في النظام العالمي الجديد بعد انهيار دول الاتحاد السوفيتي.
وما بعد نهاية الحرب الباردة ولد في الشرق الأوسط والعالم عنف ديني جديد ناجم عن نهاية حرب أفغانستان وعودة المجاهدين العرب إلى ديارهم. ونشأ تنظيم القاعدة وفيما بعد ظهر تنظيم الدولة الإسلامية في داعش العراق وسورية.
رهان واشنطن على حركات الإسلام السياسي لم ينقطع. وعملت الإدارة الأمريكية على احتواء الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية، وبنت تحالفات عميقة معها، وخصوصا بعد سقوط بغداد 2003 واندلاع ثورات الربيع العربي 2010.
والرئيس الأمريكي أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عبرا صراحة عن التحالف مع حركات الإسلام السياسي، وهندسة الإقليم في ضوء التحالف مع الإخوان المسلمين.
ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بشرت عام 2003 بعد سقوط بغداد الإخوان المسلمين بأنه لا مانع لدى أمريكا في وصولهم إلى السلطة في البلدان العربية.
وفتحت قنوات حوار أمريكية وأوروبية مع الإخوان المسلمين. وفي وثائق ويكيليكس كشف عن لقاءات وحوارات أمريكية وإخوانية في عواصم عربية، وقد سبق ذلك اندلاع ثورات الربيع العربي. وقيادات إخوانية راهنت على ركوب الحصان الأمريكي، وأنه سوف يقودها إلى السلطة وتمكينها من حصة ومشاركة سياسية أكبر.
وطبعا الإدارة الأمريكية كانت حريصة في حوارها وعلاقتها مع الإخوان على بناء تفاهمات مشتركة حول مصالح أمريكا الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
وفي مصر ما بعد الثورة، اعترفت هيلاري كلينتون أن أمريكا مهدت ودعمت وصول محمد مرسي إلى الرئاسة المصرية.
وبنت الإدارة الأمريكية تصورات سياسية حول الإخوان المسلمين، كتنظيم قابل للتدجين والتصالح، وأن التنظيم في بنيته الأيديولوجية والفكرية لا يوجد ما يمنع من التحالف والتعاون مع أمريكا والغرب، وحتى إسرائيل. وبقي صناع القرار الأمريكي في سنوات الربيع العربي وقبلها مصرين على فكرة أن الإخوان المسلمين هم التيار السياسي الوحيد الجاهز ديمقراطيا لاستلام وانتقال السلطة في بلدان عربية كثيرة.
اليوم، انقلب ترامب على التحالف التاريخي مع الإخوان المسلمين وحركات الإسلام السياسي.
وكما أعلن ترامب فإن العلاقة ليست في حالة قطيعة مع الإخوان، بل إن التصنيف الإرهابي يحمل رسالة سياسية خشنة، وما قد يترتب عليها من ملاحقات قانونية ومصادرة أموال وإغلاق مكاتب للإخوان في أمريكا وأوروبا ودول شرق أوسطية.
على خطى أمريكا، فرنسا تجهز لقرار مشابه يصنف الإخوان المسلمين حركة إرهابية، وكذلك تسير ألمانيا وإسبانيا على الدرب الأمريكي. طبعا، قرار ترامب يخدم إسرائيل، وخاصة ما يتعلق بحركة حماس وتصنيفها بالإرهابية.
علما بأن حركة حماس تخلت عام 2017 في وثيقة إصلاحية تاريخية عن أي ارتباط تنظيمي وأيديولوجي مع الإخوان.
والخلط بين حركات المقاومة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين جريمة وطنية كبرى. وثمة فارق بين حركة تقاتل من أجل الاستقلال والتحرر الوطني، وحركات إسلامية حاربت الدولة الوطنية وقامت بأعمال إرهابية وعنف مضاد للدولة سواء في الأردن أو مصر، وخدمت مشاريع أمريكية وغربية، وإسرائيلية.
في خمسينيات وستينات القرن الماضي بنت أمريكا تحالفا إقليميا ودوليا مع تنظيم الإخوان المسلمين لمحاربة المشروع القومي العربي، ومحاربة مشروع الزعيم جمال عبدالناصر الوحدوي والتحرري، والنهضوي في بناء الدولة الوطنية المصرية.
وسخرت أمريكا ودول الغرب الإخوان المسلمين سياسيا لإجهاض مشروع عبدالناصر ومحاربة المد القومي.
والتوظيف الأمريكي للإخوان المسلمين وحركات الإسلام السياسي تعدى التحالف الإقليمي، وامتد في حرب أفغانستان إلى النظام العالمي، ودخول الحركات الإسلامية في مواجهة الشيوعية وضد الإلحاد، والاصطفاف مع المحور الأمريكي في الحرب الباردة.
خسر الاتحاد السوفيتي الحرب الباردة، وأمسكت أمريكا في النظام العالمي الجديد بعد انهيار دول الاتحاد السوفيتي.
وما بعد نهاية الحرب الباردة ولد في الشرق الأوسط والعالم عنف ديني جديد ناجم عن نهاية حرب أفغانستان وعودة المجاهدين العرب إلى ديارهم. ونشأ تنظيم القاعدة وفيما بعد ظهر تنظيم الدولة الإسلامية في داعش العراق وسورية.
رهان واشنطن على حركات الإسلام السياسي لم ينقطع. وعملت الإدارة الأمريكية على احتواء الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية، وبنت تحالفات عميقة معها، وخصوصا بعد سقوط بغداد 2003 واندلاع ثورات الربيع العربي 2010.
والرئيس الأمريكي أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عبرا صراحة عن التحالف مع حركات الإسلام السياسي، وهندسة الإقليم في ضوء التحالف مع الإخوان المسلمين.
ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بشرت عام 2003 بعد سقوط بغداد الإخوان المسلمين بأنه لا مانع لدى أمريكا في وصولهم إلى السلطة في البلدان العربية.
وفتحت قنوات حوار أمريكية وأوروبية مع الإخوان المسلمين. وفي وثائق ويكيليكس كشف عن لقاءات وحوارات أمريكية وإخوانية في عواصم عربية، وقد سبق ذلك اندلاع ثورات الربيع العربي. وقيادات إخوانية راهنت على ركوب الحصان الأمريكي، وأنه سوف يقودها إلى السلطة وتمكينها من حصة ومشاركة سياسية أكبر.
وطبعا الإدارة الأمريكية كانت حريصة في حوارها وعلاقتها مع الإخوان على بناء تفاهمات مشتركة حول مصالح أمريكا الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
وفي مصر ما بعد الثورة، اعترفت هيلاري كلينتون أن أمريكا مهدت ودعمت وصول محمد مرسي إلى الرئاسة المصرية.
وبنت الإدارة الأمريكية تصورات سياسية حول الإخوان المسلمين، كتنظيم قابل للتدجين والتصالح، وأن التنظيم في بنيته الأيديولوجية والفكرية لا يوجد ما يمنع من التحالف والتعاون مع أمريكا والغرب، وحتى إسرائيل. وبقي صناع القرار الأمريكي في سنوات الربيع العربي وقبلها مصرين على فكرة أن الإخوان المسلمين هم التيار السياسي الوحيد الجاهز ديمقراطيا لاستلام وانتقال السلطة في بلدان عربية كثيرة.
اليوم، انقلب ترامب على التحالف التاريخي مع الإخوان المسلمين وحركات الإسلام السياسي.
وكما أعلن ترامب فإن العلاقة ليست في حالة قطيعة مع الإخوان، بل إن التصنيف الإرهابي يحمل رسالة سياسية خشنة، وما قد يترتب عليها من ملاحقات قانونية ومصادرة أموال وإغلاق مكاتب للإخوان في أمريكا وأوروبا ودول شرق أوسطية.
على خطى أمريكا، فرنسا تجهز لقرار مشابه يصنف الإخوان المسلمين حركة إرهابية، وكذلك تسير ألمانيا وإسبانيا على الدرب الأمريكي. طبعا، قرار ترامب يخدم إسرائيل، وخاصة ما يتعلق بحركة حماس وتصنيفها بالإرهابية.
علما بأن حركة حماس تخلت عام 2017 في وثيقة إصلاحية تاريخية عن أي ارتباط تنظيمي وأيديولوجي مع الإخوان.
والخلط بين حركات المقاومة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين جريمة وطنية كبرى. وثمة فارق بين حركة تقاتل من أجل الاستقلال والتحرر الوطني، وحركات إسلامية حاربت الدولة الوطنية وقامت بأعمال إرهابية وعنف مضاد للدولة سواء في الأردن أو مصر، وخدمت مشاريع أمريكية وغربية، وإسرائيلية.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق