عمان جو - شادي سمحان

في مشهد دموي غير مألوف على مجتمعنا الأردني .. طالت رصاصات يد الغدر جسد الكاتب الأردني ناهض حتر وهو يستهل طريقه بالدخول الى قصر العدل بمنطقة العبدلي ، لترديه جثة هامدة تسبح بالدماء..

ورغم أن العدل هو صفة المكان .. غير أنه فعلٌ ليس به من العدل شيء .. ذلك أن القاسم المشترك بين جميع الاردنيين بمختلف ايدولوجياتهم وخلفياتهم الاجتماعية والسياسية هو أمن الوطن ، وهو الأمر الذي لا بد من الجميع ان يعمل للمحافظة على هذا القاسم من خلال استنهاض الهمم لمواجهة الفكر المتطرف بالفكر الهادىء والموزون ليس فقط بنبذه قولاً .. بل بعدم دخوله للعقول ..


فالأردنيون الواعون ، هم الذين يدركون ان الخلاف لا يفسد للوحدة قضية.. وأن الاختلاف في الرأي أمر مطروح في دولة المؤسسات والقانون .. وأن الأردنيون بوعيهم وادراكهم لا يلتفتون الى المحاولات التي تحاول الولوج لوحدتهم وانتمائهم لتراب هذا الوطن الذي نحيا جميعاً على أرضه .. وأن الأردنيون لا يتبعون أسلوب الرجم بالغيب او الغدر .. لأنهم لا يتعاملون مع الحضارة والتاريخ والواقع بطريقة سطحية ساذجة.. ولا ينساقون الى إجراء الإصلاح بالسلاح والقتل والرصاص .. والهتافات الجوفاء .. والانقضاض المتوحش، بل هم اهل رسالة عمان .. أهل الوسطية والاعتدال .. أهل الأمن والآمان المقتنعون بأن الإصلاح لا يأتي بالارهاب واتساع الأفواه وانغلاق العقول ... وإنما بالتكاتف ونبذ التطرف والإيمان بأن الدين لله والأردن للجميع ..

لترقد روحك بسلام ابن بلدي ناهض حتر .. والقصاص لقاتله ... والآمان والحماية للوطن من عبث الفتنة ..