إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

المواطنه ---- بين المفهوم والتطبيق ..


عمان جو_بقلم الدكتور -فواز أبوتايه ..

تشكل الدوله ظاهره أجتماعية لا يمكن أن تنتج أو تبنى مقوماتها وتنهض بمقدراتها وتحافظ على مكتسباتها إلا على أسس معيشه أهمها ( مبدأ المواطنه ) والذي يتكون من ثلاثة عناصر رئيسيه وهي :----
العنصر المدني ويتضمن الحريه الفرديه وحرية التعبير والمعتقدات الدينيه والإيمان وحق التملك والحق في العداله.
العنصر السياسي ويتضمن الحق في المشاركه السياسيه بوصف المواطن العنصر الأساسي في الحياه السياسيه ..
العنصر الإجتماعي ويتضمن إقرار المواطن بحصوله على الرفاهية وأشباع حقوقه الاقتصادية المتمثله في التعليم والصحه والتنمية وحرية إتخاذ القرارات فالوعي المجتمعي هي نقطة الإنطلاق إلى ممارسة حق المواطنه ---
مر الأردن كغيره من الدول المجاوره بمراحل وتطورات منها المستقره ومنها المتغير وما تتعرض له المنطقه من الأزمات والكوارث لذلك صار من أولوياتنا إبراز مفهوم المواطنه الذي يعد أهم عوامل إستقرار الدول لأنه مبني على الإنتماء الحقيقي للدوله ويرسم شكل العلاقه بين الفرد والدوله والتي يضمنها الدستور بما ينص عليه من حقوق وواجبات للمواطن ومن هنا تتشكل شخصية المواطن وأدراكه العميق بأن له الحق في الإصلاح والتطوير وأحداث التغيير الإيجابي نحو الأفضل لأن الرغبه أنصهرت لديه مع الصالح العام للمحافظه على قوانين الدوله ومصالحها وثرواتها فالانتماء للقبيله أو المنطقه مؤثر رئيسي لأغلب فئات المجتمع يتفاوت حسب درجات الإنتماء للدوله ،،، فأصبح الأمر واضحا للعيان سياسة الإقصاء للآخر بل وأصبحت ظاهرة لا يمكن لأحد أن ينكرها لذلك أصبح الضعف والإحساس بالمواطنه مصدر تحدي للدوله للمحافظه على تماسك الجبهه الداخليه بين فئات المجتمع بإختلاف منابتهم وأصولهم ومعتقداتهم وتحديد شكل العلاقه بين المواطن والدوله مما أضاف على الدوله أعباء إضافيه وجهد شاق للوصول إلى أعلى درجات المواطنه الإيجابيه ومما زاد تلك الفجوه أتساعا فشل الحكومات المتعاقبه بتحويل مبدأ المواطنه من مفهوم إلى تطبيق عملي وأصبح شعارا تحمله الحكومات وتتحدث به بمؤتمراتها الصحفيه وندواتها الفندقيه - تعرض الأردن لأعمال أرهابيه مؤلمه من أشخاص يعيشون على أرض هذه الدوله ووجد بأن هناك من تعاطف وشرع لهذه الفئة الضاله أعمالها والذي يشكل خطرا على منظومة الأمن المجتمعي فأصبح الولاء وحب الوطن والإنتماء الحقيقي للوطن يشوبه بعض الشك آخذين بعين الإعتبار المتغيرات الخارجيه والتحديات الداخليه من سياسات عدم المساواة في تكافؤ الفرص والظلم في توزيع عوائد الثروات والفساد وتفاوت مستوى خطط التنميه بين المحافظات والمدن الأردنيه تلك التحديات والتي أصبحت ملفات ساخنه على طاولة الوطن لذلك كان الشعور بأن المنطقه هي العامل الرئيس والهام بفقدان المواطن الشعور ب الهم العام فأنزلق الوطن إلى مستنقع المناطقيه والفئويه وفقدنا الوطن في ذلك المشهد المخيف والضبابي .

إن عملية بناء الدوله يجب أن ترتكز على المؤسسات القانونيه التي تنظم العلاقه بين الأفراد والدوله من خلال القانون والدستور وأيضا المؤسسات التي يشارك من خلالها المواطنون في صناعة القرار المتعلق بمصالحهم وكذلك القنوات التي يعبرون من خلالها عن تطلعاتهم وآمالهم وذلك بالربط أيضا بثقافة المواطن الذي عاش عقود طويله تحت مظلة دولة رعويه كان الوطن بالنسبة له الأب والحامي والضامن ؛؛ ركز بها المواطن على واجباته متناسيا حقوقه في ظل سلطة ونخب سياسة كانت تعمل للوطن والمواطن فأنطوى تحت لوائها مسيرا لا مخير ؛؛؛ فعندما خرج من وصاية تلك الدولة الرعويه دون أن يكون له معها عقد شراكه متناسيين تلك التي تسمى نخبا سياسيه والتي تدير مفاصل الدولة تحديد استراتيجية الإندماج بين فئات المجتمع والفئات التي دخلت تلك المجتمعات كمجتمع تشكل من جديد دون الأخذ بعين الإعتبار الجفرافيا وتوزيع المنافع وتساوي الفرص والطاقات العلميه في تلك المجتمعات فأصبح الوطن والمواطن في مهب الريح ----

وعلى ضوء ما سبق فإن عدم إنتقال الدولة الأردنيه إلى المستوى المطلوب من التحديث الصناعي وعدم تبلور الفكر السياسي من خلال السلوك والممارسة والأزمات التي مرت بها الدوله فإنه يشار إلى أن العشائر الاردنية ظلت وحدة اجتماعيه متماسكه وتلعب دورا موازيا للدوله على حد سواء في البادية والريف والمدينة نعم وحدة أجتماعية ظهرت تجلياتها وتألق نورها عندما أراد البعض أن تغيب الشمس عن هذا الوطن قالت العشائر كلمتها فغاب عن المشهد ما تسمى الصالونات السياسيه وما يسمون أنفسهم رموز وطنيه في لحظات توقفت فيها عقارب ساعة الوطن قالت العشائر كلمتها بعفوية وانتماء صادق للوطن والعرش المفدى حافظوا فيها على منجزات الوطن ومقدراته الوطنيه وجبهته الداخليه تلك هي المواطنه الحقه التي لم تكن وليدة ساعه وإنما كانت من تأسيس الدوله دفع ثمنها الأردنيين بدمائهم الزكيه فثبتوا أركان دولتهم وكانوا السوار الطاهر والنقي للوطن والعرش -

إن الأوان لإعادة النظر في مفهوم المواطنه كمفهوم عصري يواكب المشهد العام والملفات الإقليميه الساخنه من خلال خطة عمل تشمل استراتيجيات حقيقيه تركز على التربيه الوطنيه ومكافحة الفساد والعدالة الإجتماعيه وأستثمار الموارد البشريه وتوفير فرص العمل للشباب الذي يمثلون التحدي القادم لبناء دولتنا فهم يملكون الكفاءة والقدرة على التغير الإيجابي بما يخدم الوطن وتحدياته القادمه ؛؛؛؛؛
المرحلة القادمه موعدها وطن --وفاء وإخلاص ومنعه - كما أرادها سيد البلاد المفدى حفظه الله -----

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ----




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :