عمان جو- الدكتور محمد تيسير الطحان

حين كنا صغارآ كانت الجرأة تسكننا، والبراءة تقودنا كنا نرد حقوقنا بلا تردد نطالب بها بقوة وعنفوان، ونصر على استعادتها مهما كلف الثمن .

لأننا لم نكن نخشى خسارة شيء. كان القلب صافياً، والنية نقية، فلا مكان للخوف بين خطواتنا.

لكن مع مرور الزمن، ومع نضجنا، تتغير الأمورفكلما تقدمت بنا الأعمار، بدأت الحقوق تتلاشى، ليس لأنها اختفت، بل لأننا خسرنا شجاعة المطالبة بها. اصبحت المخاوف تسيطر علينا خوفآ من الخلاف، ومن فقدان العلاقات، خوف من المواجهة. فنسكت ظناً منا أن السكوت يحفظ السلام، بينما في الحقيقة نسمح للظلم بأن ينمو ويترعرع في صمتنا.

يقولون: حين كنت صغيرًا، كنت تطلب حقك وأكثر. أما الآن، فقد أصبحت تكتفي بالحد الأدنى، وأحيانًا تضحي بحقك فقط لتنجو .

في المقابل هنالك وجهة نظر اخرى ان بعض المواقف لا تكفي معها الكلمات الرقيقة، ولا يفلح معها الصمت اذ يجب أن تكون كالسيف؛ حادًا لا يلين، صلبًا لا يتراجع، لا يساوم ولا يفرّط. في تلك اللحظات، تبرز قوة الشجاعة الحقيقية، حين ترفع صوتك وتثبت على حقك بلا تردد أو خوف.

فلا تسمح لنضجك أن يسرق منك حقك، ولا تجعل خوفك يطغى على صوتك الداخلي. كن شجاعًا، كن قويًا، واطلب حقك بعزم لا يتزعزع، لأن الحق لا يُنتزع إلا بالجرأة والثبات.