حين تختزل إسرائيل في "شخص واحد"!
عمان جو- بقلم: د. ماجد عسيلة
بنيامين نتنياهو ليس مجرد رئيس وزراء في إسرائيل، بل حالة سياسية قائمة بذاتها؛ زعيم يرى نفسه أكبر من مؤسسات الدولة وأهم من المجتمع، حتى كأن إسرائيل تختزل في شخصه وحده.. كل ما حوله -من حلفاء وخصوم ومؤسسات- لا يشكل عنده سوى أدوات عابرة يمكن التضحية بها في سبيل بقائه في السلطة.
على مدى عقود واجه نتنياهو محاكمات فساد، واحتجاجات داخلية، وأزمات سياسية كانت كفيلة بإسقاط أي زعيم آخر، لكنه في كل مرة يخرج أكثر عنادا وثقة بنفسه، والسبب أنه يدرك تماما أن الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي يحول دون بروز منافس حقيقي قادر على إزاحته، ومن هنا يتصرف وكأنه الزعيم الذي لا بديل عنه.
أكثر ما يجعل نتنياهو غير مكترث، هو يقينه بأن الدعم الأميركي والأوروبي لإسرائيل لن يتوقف، مهما ارتكب من سياسات عدوانية أو جرائم أو قرارات استفزازية.. هذا الغطاء الدولي يمنحه شعورا بالحصانة ويجعله يتجاهل الانتقادات بلا مبالاة، ولعل المفارقة أنه يقدم نفسه دائما كحامي أمن إسرائيل، بينما هو في الحقيقة يوظف الخوف والتهديد كورقة انتخابية لإطالة عمره السياسي.
في الداخل تحول بقاء نتنياهو في الحكم إلى مسألة شخصية أكثر منها مشروعا وطنيا، فاستمراره في السلطة بالنسبة له هو الدرع الواقية من المحاكمات وقضايا الفساد، حتى لو كان الثمن مزيدا من التطرف والتحالف مع قوى اليمين الديني المتشدد، أما صورة إسرائيل الدولية أو استقرارها الداخلي، فهي بالنسبة له أوراق قابلة للاستخدام ثم الإهمال متى اقتضت المصلحة.
نتنياهو لا يخشى أحدا لأنه لا يرى أحدا، يتعامل مع حلفائه كأدوات، ومع خصومه كعاجزين، ومع المجتمع الإسرائيلي كجمهور يمكن إخضاعه دائما بخطاب أمني متوتر.
هذه النزعة السلطوية جعلت منه زعيما بلا رادع، مستعدا للمقامرة بكل شيء؛ بالسياسة، بالتحالفات، وحتى بمستقبل الدولة، طالما يضمن بقاءه في الكرسي.
الحقيقة أن إسرائيل مع نتنياهو لا تعيش حالة قيادة رشيدة، بل حالة ابتزاز دائم، ابتزاز للأمن وللسياسة وللمجتمع نفسه، إنه زعيم يعيش وفق معادلة واحدة "أنا أو لا أحد"، وهي معادلة قد تضمن له النجاة اليوم، لكنها تقود إسرائيل بخطى واثقة نحو مأزق تاريخي لا مخرج منه -بإذن الله-.
بنيامين نتنياهو ليس مجرد رئيس وزراء في إسرائيل، بل حالة سياسية قائمة بذاتها؛ زعيم يرى نفسه أكبر من مؤسسات الدولة وأهم من المجتمع، حتى كأن إسرائيل تختزل في شخصه وحده.. كل ما حوله -من حلفاء وخصوم ومؤسسات- لا يشكل عنده سوى أدوات عابرة يمكن التضحية بها في سبيل بقائه في السلطة.
على مدى عقود واجه نتنياهو محاكمات فساد، واحتجاجات داخلية، وأزمات سياسية كانت كفيلة بإسقاط أي زعيم آخر، لكنه في كل مرة يخرج أكثر عنادا وثقة بنفسه، والسبب أنه يدرك تماما أن الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي يحول دون بروز منافس حقيقي قادر على إزاحته، ومن هنا يتصرف وكأنه الزعيم الذي لا بديل عنه.
أكثر ما يجعل نتنياهو غير مكترث، هو يقينه بأن الدعم الأميركي والأوروبي لإسرائيل لن يتوقف، مهما ارتكب من سياسات عدوانية أو جرائم أو قرارات استفزازية.. هذا الغطاء الدولي يمنحه شعورا بالحصانة ويجعله يتجاهل الانتقادات بلا مبالاة، ولعل المفارقة أنه يقدم نفسه دائما كحامي أمن إسرائيل، بينما هو في الحقيقة يوظف الخوف والتهديد كورقة انتخابية لإطالة عمره السياسي.
في الداخل تحول بقاء نتنياهو في الحكم إلى مسألة شخصية أكثر منها مشروعا وطنيا، فاستمراره في السلطة بالنسبة له هو الدرع الواقية من المحاكمات وقضايا الفساد، حتى لو كان الثمن مزيدا من التطرف والتحالف مع قوى اليمين الديني المتشدد، أما صورة إسرائيل الدولية أو استقرارها الداخلي، فهي بالنسبة له أوراق قابلة للاستخدام ثم الإهمال متى اقتضت المصلحة.
نتنياهو لا يخشى أحدا لأنه لا يرى أحدا، يتعامل مع حلفائه كأدوات، ومع خصومه كعاجزين، ومع المجتمع الإسرائيلي كجمهور يمكن إخضاعه دائما بخطاب أمني متوتر.
هذه النزعة السلطوية جعلت منه زعيما بلا رادع، مستعدا للمقامرة بكل شيء؛ بالسياسة، بالتحالفات، وحتى بمستقبل الدولة، طالما يضمن بقاءه في الكرسي.
الحقيقة أن إسرائيل مع نتنياهو لا تعيش حالة قيادة رشيدة، بل حالة ابتزاز دائم، ابتزاز للأمن وللسياسة وللمجتمع نفسه، إنه زعيم يعيش وفق معادلة واحدة "أنا أو لا أحد"، وهي معادلة قد تضمن له النجاة اليوم، لكنها تقود إسرائيل بخطى واثقة نحو مأزق تاريخي لا مخرج منه -بإذن الله-.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق