"جلد الذات" حين يتحول النقد إلى سلوك جمعي
عمان جو- بقلم: د. ماجد عسيلة
في المجتمعات التي تمر بأزمات اقتصادية أو سياسية، يظهر النقد كوسيلة مشروعة للتعبير والبحث عن حلول، لكن في الأردن -كما في غيره من الدول- هناك ظاهرة آخذة في التوسع، يمكن تسميتها بـ"ثقافة جلد الذات"، حيث يتجاوز النقد البناء حدوده ليتحول إلى نمط حياتي وسلوك جمعي يومي، لا يوفر أحدا من سهامه، ولا يستثني مجالا من مجالات الحياة.
في وسائل التواصل، في المجالس، وحتى في البيوت، نرى سلوكا متكررا: استهزاء بكل إنجاز، تحقير لأي جهد، واتهام لكل مسؤول حتى قبل أن ينطق بكلمة، ليختزل الوطن في مشهد أزمة سير أو غلاء سلعة، ويمحى تاريخ من العطاء مقابل زلة أو خطأ.
جلد الذات ليس نقدا ناضجا، بل هو حالة نفسية واجتماعية، ناتجة عن شعور عام بالإحباط، وانعدام الثقة، وتآكل الأمل في الإصلاح.. يبدأ في الداخل الفردي كحالة من "عدم الرضا عن النفس"، ويتسرب إلى الجماعة، فيصبح سلوكا عاما، لا يفرق بين النقد المسؤول والتشويه المتعمد.
لا شك أن هناك قصورا في الإدارة، وأن كثيرا من القضايا تستحق النقد والتصحيح، لكن عندما يتحول النقد إلى جلد يومي، نكون قد انتقلنا من مساحة المشاركة إلى منطقة التيه والضياع، فالمجتمع الذي لا يرى النور في ذاته، ولا يقدر صبره أو مرونته أو قيمه، سيكون من السهل أن يتبنى أفكار الانسلاخ أو الرفض أو حتى الكراهية.
ما نحتاجه اليوم ليس الصمت، بل النقد المتوازن، الذي يرى الجوانب الإيجابية كما يسلط الضوء على السلبيات. نحتاج إلى خطاب عام يذكر أننا بلد صامد وسط محيط ملتهب، وأن المواطن الأردني رغم الأعباء لا يزال متمسكا بقيمه ووحدته واستقراره.
"جلد الذات" لا يبني أوطانا، بل يضعف إرادة الشعوب، والفرق كبير بين من يجلد وطنه، ومن يصحح مساره.
في المجتمعات التي تمر بأزمات اقتصادية أو سياسية، يظهر النقد كوسيلة مشروعة للتعبير والبحث عن حلول، لكن في الأردن -كما في غيره من الدول- هناك ظاهرة آخذة في التوسع، يمكن تسميتها بـ"ثقافة جلد الذات"، حيث يتجاوز النقد البناء حدوده ليتحول إلى نمط حياتي وسلوك جمعي يومي، لا يوفر أحدا من سهامه، ولا يستثني مجالا من مجالات الحياة.
في وسائل التواصل، في المجالس، وحتى في البيوت، نرى سلوكا متكررا: استهزاء بكل إنجاز، تحقير لأي جهد، واتهام لكل مسؤول حتى قبل أن ينطق بكلمة، ليختزل الوطن في مشهد أزمة سير أو غلاء سلعة، ويمحى تاريخ من العطاء مقابل زلة أو خطأ.
جلد الذات ليس نقدا ناضجا، بل هو حالة نفسية واجتماعية، ناتجة عن شعور عام بالإحباط، وانعدام الثقة، وتآكل الأمل في الإصلاح.. يبدأ في الداخل الفردي كحالة من "عدم الرضا عن النفس"، ويتسرب إلى الجماعة، فيصبح سلوكا عاما، لا يفرق بين النقد المسؤول والتشويه المتعمد.
لا شك أن هناك قصورا في الإدارة، وأن كثيرا من القضايا تستحق النقد والتصحيح، لكن عندما يتحول النقد إلى جلد يومي، نكون قد انتقلنا من مساحة المشاركة إلى منطقة التيه والضياع، فالمجتمع الذي لا يرى النور في ذاته، ولا يقدر صبره أو مرونته أو قيمه، سيكون من السهل أن يتبنى أفكار الانسلاخ أو الرفض أو حتى الكراهية.
ما نحتاجه اليوم ليس الصمت، بل النقد المتوازن، الذي يرى الجوانب الإيجابية كما يسلط الضوء على السلبيات. نحتاج إلى خطاب عام يذكر أننا بلد صامد وسط محيط ملتهب، وأن المواطن الأردني رغم الأعباء لا يزال متمسكا بقيمه ووحدته واستقراره.
"جلد الذات" لا يبني أوطانا، بل يضعف إرادة الشعوب، والفرق كبير بين من يجلد وطنه، ومن يصحح مساره.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق