إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات

  • واشنطن الغائبة وعمان الحاضرة: الهجوم على الدوحة يفضح خلل التحالفات

واشنطن الغائبة وعمان الحاضرة: الهجوم على الدوحة يفضح خلل التحالفات


عمان جو- بقلم: د. ماجد عسيلة

لم يكد الغبار ينجلي عن الاعتداء الإسرائيلي المارق على الدوحة، حتى كان جلالة الملك عبدالله الثاني يتحرك بخطوات سريعة وحاسمة، عاكسا إدراكا عميقا لخطورة الحدث، وما يحمله من دلالات تتجاوز قطر لتصيب الأمن القومي العربي برمته، فقد بادر جلالته إلى إجراء اتصالات مع الرئيس المصري وولي العهد السعودي وأمير دولة قطر، وأرسل سمو ولي العهد الأمير الحسين إلى الدوحة، في رسالة واضحة المعالم مفادها أن الأردن يقف إلى جانب قطر، وأن أي استهداف لسيادة دولة عربية هو مساس بجميع العرب.
هذه التحركات لم تكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل تعكس رؤية استراتيجية تسعى إلى بناء موقف عربي موحد، وإعادة التذكير بأن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأن الرد لا يمكن أن يبقى فرديا أو معزولا.
لكن ما يثير السؤال الأكبر هو الموقف الأميركي من الاعتداء، فالولايات المتحدة التي تملك أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط على الأراضي القطرية، لم تتحرك لإحباط الضربة أو اعتراضها، رغم ما تملكه من قدرات دفاعية متقدمة، وهنا يطرح سؤال جوهري: هل كانت واشنطن على علم مسبق بالهجوم واختارت الصمت؟ أم أنها فضلت ترك إسرائيل توصل رسالتها، حتى لو كان الثمن ضرب هيبة حليفها العربي الأقرب؟
الواقع أن هذا الغموض يعمق الشكوك في جدوى الاعتماد على "الخليفة الأميركي"، الذي يفترض أنه الضامن الأول لأمن المنطقة، فإذا كان الحليف لا يدافع عنك في لحظة الاختبار، فبأي منطق تستمر العلاقة على أساس الثقة المطلقة؟
ما حدث في الدوحة يفتح الباب أمام مراجعة عميقة للعلاقات العربية-الأميركية، والمطلوب اليوم ليس القطيعة، ولكن تنويع مصادر القوة، وتعزيز القدرات الدفاعية الذاتية، والبحث بجدية عن إطار أمني عربي مشترك يضع مصالح العرب فوق كل اعتبار، أما الاكتفاء بالاعتماد على مظلة أميركية متصدعة، فقد أثبت أنه رهان محفوف بالمخاطر.
إن الرسالة الأوضح التي يبعث بها هذا الحدث أن العرب، إن لم يتعاملوا مع بعضهم كحلفاء حقيقيين، فسيبقون رهائن لمعادلات خارجية لا تضع أمنهم في مقدمة الأولويات.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :