أيمن الصفدي .. صوت الأردن الصارخ في وجه العدوان
عمان جو- بقلم: د. ماجد عسيلة
الكلمات قد تقال، والخطابات قد تلقى، لكن قليلا منها يعلق في الذاكرة ويصنع الأثر.
كلمة معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي أمام مجلس الأمن الدولي، الذي تمت دعوته عقب العدوان الإسرائيلي الغادر على العاصمة القطرية الدوحة، كانت واحدة من تلك اللحظات التي يلتقي فيها الموقف السياسي بالضمير الإنساني في أقوى صورة.
لقد وقف الصفدي مخاطبا العالم بلا تردد ولا مواربة، واضعا الحقائق الدامغة بالأرقام والصور أمام ممثلي الدول، لكنه لم يكتف بالعرض، بل صاغ خطابا إنسانيا وقانونيا وأخلاقيا، نزع فيه عن إسرائيل آخر أوراق التجميل، ووضعها أمام حقيقتها كحكومة مارقة تمارس الإبادة والعدوان بلا رادع.
ما ميز كلمة الصفدي هو ذلك الانفعال الصادق الذي لم نعهده منه خلال مسيرته الطويلة، سواء حين كان زميلا لي في صحيفة الغد، أو عندما تولى مسؤولياته السياسية؛ فقد اعتدناه هادئا رزينا، يميل إلى التفسير العميق أكثر من المواجهة الحادة، لكن مشهد الدم الفلسطيني والعدوان على قطر، وما سبق ذلك من جرائم بحق الإنسانية في غزة والضفة ولبنان وسوريا، فجر داخله قوة الخطاب، فتحولت كلماته إلى صرخة حق باسم الأردن والعرب والعالم الحر.
غير أن سر قوة هذه الكلمة لا ينفصل عن المدرسة السياسية التي نهل منها الصفدي خبرته ورؤيته؛ مدرسة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي جعل من الدفاع عن فلسطين والقدس قضية الأردن المركزية، وربط أمن المنطقة واستقرارها بتحقيق السلام العادل والشامل، لقد بدا الصفدي وكأنه يتحدث بلسان جلالة الملك، متشبعا بروح قيادته، وناطقا بالمبادئ التي طالما أكدها الملك في المحافل الدولية: "لا سلام بلا دولة فلسطينية مستقلة، ولا أمن مع استمرار الاحتلال، ولا استقرار مع العدوان وسياسة الإفلات من العقاب".
هذه الكلمة لم تكن موقفا شخصيا للوزير، بل كانت ترجمة صافية لنهج الدولة الأردنية التي أثبتت مرة أخرى أنها الأقرب إلى نبض فلسطين، والأصدق في الوقوف مع الأشقاء، والأوفى لالتزاماتها تجاه القيم الإنسانية، وقد لمسنا ذلك في دفاع الصفدي القوي عن قطر، وتأكيده أن "أمن الأردن وأمن قطر واحد"، في رسالة سياسية بليغة أعادت التذكير بصلابة الموقف الأردني تجاه قضايا الأمة.
لقد كسب الصفدي باحترامه للضمير العالمي، وبتماهيه مع روح القيادة الهاشمية، ثقة وتقدير من تابع كلمته داخل القاعة وخارجها، فهو لم يتحدث بلسان الأردنيين والفلسطينيين والعرب فقط، بل بلسان كل أحرار العالم الذين يؤمنون بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.
باختصار.. كلمة الصفدي في مجلس الأمن لم تكن مجرد رد على عدوان إسرائيلي جديد، بل كانت محطة فارقة في سجل الدبلوماسية الأردنية، تعكس حكمة القيادة وصلابة الموقف، وتؤكد أن صوت الحق، حين ينطق به من يؤمن به، يعلو على كل أصوات الباطل.
الكلمات قد تقال، والخطابات قد تلقى، لكن قليلا منها يعلق في الذاكرة ويصنع الأثر.
كلمة معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي أمام مجلس الأمن الدولي، الذي تمت دعوته عقب العدوان الإسرائيلي الغادر على العاصمة القطرية الدوحة، كانت واحدة من تلك اللحظات التي يلتقي فيها الموقف السياسي بالضمير الإنساني في أقوى صورة.
لقد وقف الصفدي مخاطبا العالم بلا تردد ولا مواربة، واضعا الحقائق الدامغة بالأرقام والصور أمام ممثلي الدول، لكنه لم يكتف بالعرض، بل صاغ خطابا إنسانيا وقانونيا وأخلاقيا، نزع فيه عن إسرائيل آخر أوراق التجميل، ووضعها أمام حقيقتها كحكومة مارقة تمارس الإبادة والعدوان بلا رادع.
ما ميز كلمة الصفدي هو ذلك الانفعال الصادق الذي لم نعهده منه خلال مسيرته الطويلة، سواء حين كان زميلا لي في صحيفة الغد، أو عندما تولى مسؤولياته السياسية؛ فقد اعتدناه هادئا رزينا، يميل إلى التفسير العميق أكثر من المواجهة الحادة، لكن مشهد الدم الفلسطيني والعدوان على قطر، وما سبق ذلك من جرائم بحق الإنسانية في غزة والضفة ولبنان وسوريا، فجر داخله قوة الخطاب، فتحولت كلماته إلى صرخة حق باسم الأردن والعرب والعالم الحر.
غير أن سر قوة هذه الكلمة لا ينفصل عن المدرسة السياسية التي نهل منها الصفدي خبرته ورؤيته؛ مدرسة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي جعل من الدفاع عن فلسطين والقدس قضية الأردن المركزية، وربط أمن المنطقة واستقرارها بتحقيق السلام العادل والشامل، لقد بدا الصفدي وكأنه يتحدث بلسان جلالة الملك، متشبعا بروح قيادته، وناطقا بالمبادئ التي طالما أكدها الملك في المحافل الدولية: "لا سلام بلا دولة فلسطينية مستقلة، ولا أمن مع استمرار الاحتلال، ولا استقرار مع العدوان وسياسة الإفلات من العقاب".
هذه الكلمة لم تكن موقفا شخصيا للوزير، بل كانت ترجمة صافية لنهج الدولة الأردنية التي أثبتت مرة أخرى أنها الأقرب إلى نبض فلسطين، والأصدق في الوقوف مع الأشقاء، والأوفى لالتزاماتها تجاه القيم الإنسانية، وقد لمسنا ذلك في دفاع الصفدي القوي عن قطر، وتأكيده أن "أمن الأردن وأمن قطر واحد"، في رسالة سياسية بليغة أعادت التذكير بصلابة الموقف الأردني تجاه قضايا الأمة.
لقد كسب الصفدي باحترامه للضمير العالمي، وبتماهيه مع روح القيادة الهاشمية، ثقة وتقدير من تابع كلمته داخل القاعة وخارجها، فهو لم يتحدث بلسان الأردنيين والفلسطينيين والعرب فقط، بل بلسان كل أحرار العالم الذين يؤمنون بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.
باختصار.. كلمة الصفدي في مجلس الأمن لم تكن مجرد رد على عدوان إسرائيلي جديد، بل كانت محطة فارقة في سجل الدبلوماسية الأردنية، تعكس حكمة القيادة وصلابة الموقف، وتؤكد أن صوت الحق، حين ينطق به من يؤمن به، يعلو على كل أصوات الباطل.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق