هيفاء وهبي
عمان جو _فارس الحباشنة
تابعنا في الإعلام أخبارا عن إقامة حفل غنائي لفنانة الإغراء هيفاء وهبي في عمان.
وسمعنا أن عشرات الآلاف حضروا حفل هيفاء وهبي، ولو وصلتني بطاقة دعوة مجانية لحضرت الحفل، ووقفت في الصف الأول، ورشقت هيفاء بالورد والسكر والقبلات. تذكرة وبطاقة حفلة هيفاء وهبي بيعت على حد زعم وسائل الإعلام بـ(250) دينارا أردنيا.
هيفاء وهبي، فنانة إغراء واستعراضية، ولها جمهور عريض في الأردن والعالم العربي.
وهي صاحبة أغنية شهيرة: «بوس الواوا».
أثيرت ضجة شعبية دينية وأخلاقية كبيرة يوم الجمعة الماضي حول حفلة هيفاء وهبي، وتزامنها مع دعوة وزارة الأوقاف لإقامة صلاة الاستسقاء.
ربط الناس باستهجان واستنكار بين موعد حفلة هيفاء وهبي وصلاة الاستسقاء.
لربما أن أكثر الناس لا يعلمون أنه في اليوم نفسه أقيمت ثلاث حفلات لفنانين عرب في البحر الميت والعقبة وعمان. ولا أدري ما سر السخط الجماهيري على حفلة هيفاء وهبي؟! ورغم ذلك، بحسب منشورات وصور وفيديوهات متداولة، فإن حفل هيفاء وهبي كان صاخبا ومزدحما، والحضور فاق التوقع، والتذاكر نفدت قبل موعد الحفل بأيام.
من يملك فائض (250) دينارا، وقادر على دفع ثمن حفلة هيفاء وهبي وغيرها من الفنانين، فلماذا لا يذهب ويمارس الترفيه والفرح والانشكاح؟!
الأسبوع المقبل سوف تقام حفلة للفنان كاظم الساهر في البتراء، وثمن التذكرة وصل إلى (1000) دينار.
أكيد أن لكاظم الساهر جمهورا، ولهيفاء جمهور أيضا، وكلاهما مدرستان وتياران مختلفان في الفن والغناء.
ولكن، لا تستغربوا أن جمهور الحفلات الغنائية مرتفعة الكلفة لا يتغيرون، من حفلة إلى أخرى، ومن فنان إلى آخر، لأنهم الأثرياء والمقتدرون والميسورون، ولا يهمهم ثمن التذكرة، ولو بلغت في السوق السوداء ألفي دينار.
وأما نحن، بقية الشعب، فنعبر عن حقدنا وغضبنا من الفن والحفلات، ونبحث عن ملاذات لتبرير السخط الطبقي، فمرة نقول: عدوان وإبادة غزة، ومرة أخرى مأساة السودان، ومرة أخرى نلوذ إلى كوارث طبيعية، كالزلازل والبراكين والهزات الأرضية والأعاصير.
الأزمة ليست في الحفلات الفنية، ولا في مزاج الأردنيين الرمادي، ولكن يبدو أن الذائقة الفنية مايعة ومضروبة، والفن تشوه وتحول إلى سلعة استهلاكية، والفنان إلى بالوعة فلوس ومؤدي استعراضات.
من تفطرت قلوبهم يوم الجمعة يدعون ويبتهلون، وفتحوا أذرعهم لأبواب السماء طلبا للغيث وفك سقم الجفاف واليباب والقحط الذي يصيب بلادنا منذ أعوام.
وهؤلاء لا يهمهم حفلات غنائية، ولا أخبار هيفاء ولا كاظم ولا هاني شاكر، ولا أخبار الفنان فضل شاكر.
ومن يذرفون دموعا على أرض تتصحر، وشجر يموت، وتراب ينشف، وإنسان يعتريه الجفاف نفسيا والموت اقتصاديا، والقلق سياسيا إزاء محيط إقليمي ملتهب بالتحولات والتغييرات الفنتازية والغرائبية والفوق جيوسياسية.
حضرت هيفاء وهبي وغنت، وسوف يحضر كاظم الساهر ويغني، ولا شيء سوف يتغير، ولا يعني كثيرا السواد الأعظم من الأردنيين الذين ينتظرون هطول المطر، وأي مطر هذا العام.
تابعنا في الإعلام أخبارا عن إقامة حفل غنائي لفنانة الإغراء هيفاء وهبي في عمان.
وسمعنا أن عشرات الآلاف حضروا حفل هيفاء وهبي، ولو وصلتني بطاقة دعوة مجانية لحضرت الحفل، ووقفت في الصف الأول، ورشقت هيفاء بالورد والسكر والقبلات. تذكرة وبطاقة حفلة هيفاء وهبي بيعت على حد زعم وسائل الإعلام بـ(250) دينارا أردنيا.
هيفاء وهبي، فنانة إغراء واستعراضية، ولها جمهور عريض في الأردن والعالم العربي.
وهي صاحبة أغنية شهيرة: «بوس الواوا».
أثيرت ضجة شعبية دينية وأخلاقية كبيرة يوم الجمعة الماضي حول حفلة هيفاء وهبي، وتزامنها مع دعوة وزارة الأوقاف لإقامة صلاة الاستسقاء.
ربط الناس باستهجان واستنكار بين موعد حفلة هيفاء وهبي وصلاة الاستسقاء.
لربما أن أكثر الناس لا يعلمون أنه في اليوم نفسه أقيمت ثلاث حفلات لفنانين عرب في البحر الميت والعقبة وعمان. ولا أدري ما سر السخط الجماهيري على حفلة هيفاء وهبي؟! ورغم ذلك، بحسب منشورات وصور وفيديوهات متداولة، فإن حفل هيفاء وهبي كان صاخبا ومزدحما، والحضور فاق التوقع، والتذاكر نفدت قبل موعد الحفل بأيام.
من يملك فائض (250) دينارا، وقادر على دفع ثمن حفلة هيفاء وهبي وغيرها من الفنانين، فلماذا لا يذهب ويمارس الترفيه والفرح والانشكاح؟!
الأسبوع المقبل سوف تقام حفلة للفنان كاظم الساهر في البتراء، وثمن التذكرة وصل إلى (1000) دينار.
أكيد أن لكاظم الساهر جمهورا، ولهيفاء جمهور أيضا، وكلاهما مدرستان وتياران مختلفان في الفن والغناء.
ولكن، لا تستغربوا أن جمهور الحفلات الغنائية مرتفعة الكلفة لا يتغيرون، من حفلة إلى أخرى، ومن فنان إلى آخر، لأنهم الأثرياء والمقتدرون والميسورون، ولا يهمهم ثمن التذكرة، ولو بلغت في السوق السوداء ألفي دينار.
وأما نحن، بقية الشعب، فنعبر عن حقدنا وغضبنا من الفن والحفلات، ونبحث عن ملاذات لتبرير السخط الطبقي، فمرة نقول: عدوان وإبادة غزة، ومرة أخرى مأساة السودان، ومرة أخرى نلوذ إلى كوارث طبيعية، كالزلازل والبراكين والهزات الأرضية والأعاصير.
الأزمة ليست في الحفلات الفنية، ولا في مزاج الأردنيين الرمادي، ولكن يبدو أن الذائقة الفنية مايعة ومضروبة، والفن تشوه وتحول إلى سلعة استهلاكية، والفنان إلى بالوعة فلوس ومؤدي استعراضات.
من تفطرت قلوبهم يوم الجمعة يدعون ويبتهلون، وفتحوا أذرعهم لأبواب السماء طلبا للغيث وفك سقم الجفاف واليباب والقحط الذي يصيب بلادنا منذ أعوام.
وهؤلاء لا يهمهم حفلات غنائية، ولا أخبار هيفاء ولا كاظم ولا هاني شاكر، ولا أخبار الفنان فضل شاكر.
ومن يذرفون دموعا على أرض تتصحر، وشجر يموت، وتراب ينشف، وإنسان يعتريه الجفاف نفسيا والموت اقتصاديا، والقلق سياسيا إزاء محيط إقليمي ملتهب بالتحولات والتغييرات الفنتازية والغرائبية والفوق جيوسياسية.
حضرت هيفاء وهبي وغنت، وسوف يحضر كاظم الساهر ويغني، ولا شيء سوف يتغير، ولا يعني كثيرا السواد الأعظم من الأردنيين الذين ينتظرون هطول المطر، وأي مطر هذا العام.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق