إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

السفير الأسير (2) !!


عمان جو_محمد داودية
أكرمني الملكان الهاشميان الجليلان، الملك الحسين والملك عبد الله الثاني، بتعييني سفيرًا في المملكة المغربية، والمملكة الهيلينية - اليونان، وجمهورية إندونيسيا، خلال الفترة من 1 حزيران 1998 إلى 28 حزيران 2012، وهي خدمة تزيد على 14 عامُا، مما جعلني الأطول خدمة من بين جميع زملائي وأقراني السفراء الأردنيين.

ذات يوم، أرسلت كتابًا من سفارتي في الرباط إلى الجنرال أحمد الميداوي وزير الداخلية المغربي، دون المرور على قناة وزارة الخارجية المغربية، أطلب التسهيل على الجالية الأردنية بخصوص «تأشيرة العودة»، التي كانت أكبر مشكلة تواجه الجالية الأردنية في المغرب.

جاءني كتاب «رقيق» من الخارجية المغربية -والمخاطبات الدبلوماسية غالبًا ما تتميز بالرقة- جاء فيه: «ترحب وزارة الخارجية بأن تكون جميع مخاطباتكم، مستقبلا، عبر قناتها الوحيدة المعتمدة» !!

البعثات والهيئات الدبلوماسية تحْيي أعيادها الوطنية وتعقد الاجتماعات وتقوم بالزيارات الرسمية، بالتنسيق مع وزارات الخارجية في البلدان المعتمدين لديها !!

«ذنب» السفير الأميركي المعتمد لدى البلاط الهاشمي، السيد جيم هولتسنايدر، انه نشيط، متفاعل، حيوي، غير تقليدي، يقوم بنشاطات، ويؤدي زيارات، رغم حداثة عهده ببلادنا، أكثر مما يؤدي كثير من نظرائه السفراء، مما جعل اختلافه وتميزه وحراكه الاجتماعي، لافتًا للنظر !!

وأزعم انني كنت سفيرًا متفاعلًا في المغرب واليونان وإندونيسيا، أكثر من معظم السفراء العرب والأجانب، كنت اقود سيارتي بنفسي وأعبر المغرب من الرباط إلى أغادير، عبر الغابات وعلى ضفاف الأطلسي، وأعود من طريق آخر، عبر مراكش وسطات وكازا قاطعًا مسافة تزيد على 1200 كم، وكنت اسوق سيارتي وحيدا من الرباط الى فاس فإلى بلدة مولاي يعقوب، حيث المياه المعدنية الحارة العلاجية، وكذلك الحال في زيارة طنجة وأصيلة !! كنت متصلًا بالمغاربة الذين فيهم ود وترحاب وتقاليد ضيافة لا تضاهى، ملبيًا نداء الطبيعة، محققًا وصلًا بجغرافيا هذه الأمة العظيمة !! وكذلك كنت أتجول بلا توقف في اليونان وإندونيسيا وسنغافورة !!

وأذكر ان صديقي البروفيسور نيكولاوس فان دام سفير مملكة هولندا لدى إندونيسيا، زار جزرًا في الأرخبيل الإندونيسي المكون من 7500 جزيرة، أكثر مما زار أي مواطن إندونيسي، وله كتاب ثمين مهم عن تجربته الدبلوماسية الواسعة الثرية بعنوان «رحلات دبلوماسية في العالم العربي والإسلامي»، أنسّب ان يكون في مكتبات المعهد الدبلوماسي الأردني.

في هذا السياق الإيجابي والحقوق الطبيعية، نرحب بحراك السفير الأميركي الجديد مستر جيم في بلادنا الأردنية العظيمة التي تغري جغرافيتها بالتجوال، ويغري شعبها العربي الأصيل بالاتصال !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :