إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

نتنياهو وترامب واللقاء الأخير


عمان جو_فارس الحباشنة
في اليوم قبل الأخير من عام 2025، سوف يلتقي رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو الرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض. لربما أن اللقاء سيكون مختلفًا عن لقاءات سابقة جمعت نتنياهو مع ترامب والرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن، منذ 7 أكتوبر 2023.
قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 اجتمع نتنياهو وترامب، ومثّل نقطة فاصلة في حرب غزة.
وناشد نتنياهو أمريكا بأن لا تتخلى عن إسرائيل. وقال: إن هزيمة إسرائيل تعني هزيمة أمريكا، وإن انتصار إسرائيل يعني انتصار أمريكا. وبدأ انخراط أمريكا في حروب إسرائيل في الإقليم. وبدأ من جبهة لبنان، واغتيال قيادات حزب الله والمقاومة، وإلى جبهة غزة وتصفية قيادات الصف الأول في حركة حماس والمقاومة في الداخل والخارج.
ووصولًا إلى الحرب الأمريكية والإسرائيلية على إيران.
الرئيس ترامب شديد التباهي بدعم إسرائيل، وحماية مصالحها واستراتيجياتها، وتوفير مستلزمات الحرب، وحمايتها من أي ملاحقة ومساءلة قضائية وقانونية دولية.
أمريكا في عهد ترامب خاضت حروب إسرائيل كما لو أنها حروبها. شاركت في العدوان على غزة ولبنان واليمن وإيران، ووفرت الدعم العسكري واللوجستي والسياسي لإسرائيل.
نتنياهو يخوض حروبًا أبدية، وهي ليست مجرد صراع عسكري مع أعداء خارجيين، بل هي ترجمة لعقيدة الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي ما بعد 7 أكتوبر.
وتأجيج لمشروع إسرائيل الكبرى والعظمى، وإفراط في الردع الإسرائيلي، وتجفيف الإقليم ودول الطوق من أي بذور لمقاومات وطنية، وخلق منطقة عزل عسكري في المجال الحيوي لإسرائيل. لا حرب كبرى ولا تسوية كبرى في الشرق الأوسط. ويبدو أنهما خياران مستحيلان، ويترجحان ما بين سياستي ترامب ونتنياهو في الإقليم. في أمريكا، تم إجراء مقاربة دقيقة لمفهوم الأمن الاستراتيجي الأمريكي. والوثيقة الأخيرة لعام 2025، أكدت على إنهاء زمن التورط بالحروب خارج مدى المجال الجغرافي الحيوي للأمن القومي الأمريكي، والذي حددته الوثيقة في غرب الكرة الأرضية، أي حدود أمريكا: الشمالية والجنوبية. ووفقًا للوثيقة الأمريكية، فإن الشرق الأوسط بات خارج مسرح الصراعات الساخنة والملتهبة على خريطة العالم.
وقد تراجعت أولويات الشرق الأوسط مقارنة بمناطق التوتر في البحر الكاريبي والمحيط الهندي والهادئ.
ومنع امتداد أي نفوذ صيني وروسي وإيراني من السيطرة على الممرات المائية والموارد والثروات الطبيعية.
وكما أن الوثيقة دعت إلى تجنب الحروب المطلقة، والانسحاب الأمريكي من المناطق والتوترات والحروب التي لا تخدم المصالح الأمريكية الحيوية. وتعزيز دبلوماسية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية عوضًا عن الوجود العسكري.
وتدعم الوثيقة الأمريكية الحلول الدبلوماسية والعمل السياسي لحل النزاعات، وخصوصًا في الشرق الأوسط.
وفي ضوء الوثيقة الأمريكية، فإنها تمثل نكسة لنتنياهو ومفهوم الحروب المفتوحة التي تخوضها إسرائيل بلا نهايات وبدعم أمريكي لا محدود، ودون حسم بأي جبهة، والوصول إلى أهداف استراتيجية للحروب الإسرائيلية.
أمريكا تؤسس لانسحاب من حروب الشرق الأوسط، ونتنياهو يريد انخراطًا أمريكيًا أكبر وأوسع وأوفر دعمًا.
بالتأكيد أن وثيقة الأمن الأمريكي سوف تكون مرجعًا لمفاوضات ولقاء ترامب ونتنياهو.
وفي الشرق الأوسط يبدو أن ثمة دولًا تعد أهميتها السياسية والاستراتيجية في العلاقة مع أمريكا، كتركيا والسعودية ومصر. من زاوية حاجة أمريكا إلى علاقات اقتصادية وتسويات الحروب، وما يعني رفع يد أمريكا عن حروب إسرائيل.
وكما هو معلوم، فإن إسرائيل تحتاج إلى أمريكا في كل شيء، والآن أكثر من أي وقت مضى.
زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض أكيد لا تشبه زيارات سابقة. ومن مصلحة نتنياهو تفهم الموقف الأمريكي، مقابل حصوله على ضمانات لحمايته من المثول أمام القضاء الإسرائيلي، وتعديلات على خطط الحرب والتسويات على جبهة لبنان وغزة واليمن وسورية وإيران.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :