إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

استعلاء المسؤولين


عمان جو-أمجد العواملة
رغم حجم الانتقادات المستمرة، من مقابلات ومقالات ورسائل خاصة، ورغم الغضب الشعبي الذي يتفجر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا نجد أي انتباه من قبل الحكومة. كأنها ترى في كل هذا مجرد محاولة لتعكير مزاجها والحد من إنجازاتها، وكأنها تقول باستعلاء: دعوا الكلاب تعوي والقافلة تسير بإنجازها العظيم.

لسان حالها يصرخ في وجه الناس: كفاكم تذمر، نحن نعمل لكن أنتم لا تعرفون، القادم أفضل. لكن أي قادم هذا الذي لا نشعر به؟ كيف يمكن أن نرضى بوعود تعودنا أن لا تُنفذ؟ كيف يمكن أن نعيش على أحلام مربوطة برضى المسؤولين فقط، بينما الواقع ينهار أمام أعيننا؟

هذا الوضع لم يعد مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية، بل صار خنقًا للبشر، بكاءً للحجر، واحتراقًا للشجر. إنه وضع يقتل الأمل ويحوّل الانتقادات إلى صدى في الفراغ، حيث الحكومة لا تسمع إلا نفسها، ولا ترى إلا من حولها، ولا تعترف إلا بإنجازات ورقية لا تلمس حياة الناس.

الناس لا يطلبون المستحيل، بل يطلبون عدالة، كرامة، واعترافًا بوجودهم. لكن حين يُترك المواطن في فراغ، حين يُختزل الوطن إلى وعود لا تُنفذ، يصبح التهميش سياسة ممنهجة لإلغاء الإنسان من معادلة الدولة.

التهميش ليس تجاهلًا، بل هو استعلاء يقتل الأمل. والوعود الفارغة ليست سياسة، بل هي خيانة للإنسان والوطن.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :