إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

واقع حال الدراما العربية


الكاتب : د. تيسير المشارقة

عمان جو.

د. تيسير المشارقة


كل مرة نقوم بجرد للدراما العربية التي عرضت في رمضان. هذا العام (2020) تم صناعة أكثر من 150 مسلسل، ولم تظهر الدراما التركية المنافسة. وقد رصدنا أن كل مسلسل منها يضم 30 حلقة (أي ما يقارب الـ 5000 ساعة تلفزيونية). بالطبع كان في تلك الساعات الغث والمكرر والسمين والثري.
بفعل جائحة كورونا، أصاب الدراما العربية ضررٌ كبير ومعوقات كثيرة. أوقف الفيروس الخطير عشرات المسلسلات وأعاق اكتمال العديد منها. ولكن، بقيت القضية الفلسطينية وفلسطين (الشعب والأرض) حاضرة في قليل من هذه الأعمال. حضور فلسطين جيد ومثير للجدل في الدراما العربية، ولو أنه مثل وردة على معطف شتوي ثقيل.

المسلسلات العربية للعام 2020 التي تناولت القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد هي:
أم هارون (للمخرج المصري محمد العدل، تأليف علي شمس ومحمد شمس، الإنتاج خليجي كويتي)،
مَخرَج 7 (إخراج أوس الشرقي، تأليف خلف الحربي)،
النهاية (للمخرج ياسر سامي ـ نفس مخرج مسلسل البرنس ـ)،
الخوابي (للمخرج الأردني محمد علوان، كتابة وفاء بكر، بطولة إياد نصار)،
حارس القدس (للمخرج باسل الخطيب، تأليف حسن م. يوسف).

وسبق للدراما العربية أن تناولت موضوع الإنسان الفلسطيني ومعاناته وقضيته الإنسانية في مسلسلات درامية كبرى أخرى مثل:
ـــ التغريبة الفلسطينية (للمخرج السوري حاتم علي)،
ـــ الدرب الطويل (للمخرج الأردني صلاح أبو هنود)
ـــ الاجتياح (للمخرج التونسي شوقي الماجري)
وهي أعمال عربية درامية مرموقة وحازت على رواج وجوائز.
لا نريد الاستعجال في الحكم على الأعمال الدرامية الجديدة التي تناولت القضية الفلسطينية. ولكنها بشكل عام أثارت زوابع كثيرة وخلقت نوعاً من الجدل حول القضية الوطنية الفلسطينية والواقع والماضي والمستقبل.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه المخرجون والمنتجون العرب على تناول قضايا تاريخية وتراثية وقصص حب اجتماعية، تعود في بعض منها إلى الحكم العثماني وحقب قديمة بعيدة عن الواقع، كان هناك دراما أخرى تتناول قضايا اجتماعية سطحية غير عميقة بعيدة عن قضايانا الجوهرية؛ وفيها تسخيف وتسطيح للعقل العربي؛ ولاحظنا أن هناك منتجين عرب في كل من (مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن وفلسطين) يحركون الساكن ويتناولون قضايا عميقة وجدلية وثورية في آن.
ختاماً، لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نشكر الجهود الدرامية العربية التي ظهًّرت القضية الفلسطينية وازالت عنها التراب والغبار ورفعتها إلى المستوى العام وطرحتها بقوّة للرأي العام. فالمسلسلات العربية المتعددة من مختلف الأقطار العربية جبانة وينتابها الخوف من تناول قضية حيوية لشعب مناضل هو الشعب الفلسطينية الذي يصمد على أرضه باعتباره الترس الواقي[باتريوت] للعروبة والحامي للأرض العربية المترامية. نادرة وعظيمة الدراما التي تتناول القضية الفلسطينية وسيذكرها التاريخ بحروف من نور. وبتقديرنا أن جعجعة الخواء التي تنتقد العرب قبل دراماهم لن تفلح إلا بتقديم شهادة ترويج وتعريف بهذه الأعمال الدرامية وبالقضية الفلسطينية ذات العمق العربي والعالمي والإنساني.

*(د. تيسير المشارقة/ باحث في الدراسات الثقافية والاتصال)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :