إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أفرغت هاتفي من أصوات لم تعد تُشبهني


عمان جو- الدكتور محمد تيسير الطحان

لم يكن قرارًا مفاجئًا أو رد فعل سريع، بل كانت لحظة هدوء وفهم عميق ونضج لما يحدث من حولي.

امسكت هاتفي، ونظرت إلى تلك الأسماء التي تملأه أسماء كانت تظنني دائمًا موجودا، دائمًا متاحا، دائما بخير.

أسماء كثيرة... بعضها كنت أظنه صديقًا،وبعضها لم يعد يتذكرني إلا في لحظات هو بحاجة وقتية الي .

وبعضها لا أعلم حتى لمَ لا يزال موجودًا فحذفتهم.

حذفت من لم يسأل من لم يعد يعنيتي من غاب طويلًا دون سبب

من حضر حين احتاج فقط، من خذل من تغيّر من لم يَصدق.

أبقيت فقط منهم تحت التجربة المؤقتة ومن لي تواصل ملزم به في العمل لا مودة، لا عشرة، مجرد تنسيق مهمات العمل لا اكثر .

لم أفعل ذلك لأنتقم ولا لأشعر أحدًا بشيء، فالحقيقة أن الغياب علّمني أن بعض العلاقات تموت دون ضجيج

وأن بعض الأسماء حين تُحذف… يرتاح القلب لم أعد أبحث عن هاتف مليء كما في السابق بل عن قلب خفيف.

لا أريد رسائل تُرسل من باب المجاملة، ولا مكالمات تبدأ بـ بالسلام والاشتياق المزيف وفي المحصلة تنتهي بطلب.

حذفتهم لأنني سئمت أن أكون الوحيد الذي يسأل والذي يبادر الوحيد الذي يرى في الآخرين معنى… بينما يروني مجرد خيار مؤقت.

بعض الحذف لا يعني قسوة... بل يعني احترام النفس وبعض الرحيل هو أول خطوة في العودة إلى نفسك وكل يوم يمر أجد نفسي ما زلت أتابع الحذف أتخلص من المزيد، بلا توقف، حتى أجد راحتي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :