حين يخطف المذيع الأضواء من الضيف
عمان جو- بقلم: الدكتور ماجد عسيلة
في وقت يفترض أن تكون فيه "القنوات التلفزيونية" منبرا لنقل المعلومة وتنوير الرأي العام، نتابع كيف تحول بعض مقدمي البرامج -خاصة البرامج الصباحية والحوارية وحتى الطبخ- إلى أبطال لأنفسهم لا لحلقاتهم، نشاهدهم يوميا وهم يسهبون في الحديث عن تجاربهم الشخصية، ويقحمون آراءهم في كل قضية وكأنهم خبراء في السياسة والاقتصاد والاجتماع والصحة والفلك والرياضة في آن واحد معا.
المفارقة المؤلمة أن كثيرا من هؤلاء لا تتجاوز خبراتهم العملية والحياتية عدد أصابع اليد، لكنهم لا يترددون في الظهور بمظهر "الفهيم"، حتى وإن كانت مداخلاتهم تفتقر إلى العمق والدقة والأمانة المهنية، فهم لا يطرحون الأسئلة ليعرف الجمهور، بل ليظهروا أنفسهم وبرنامجهم اليومي وقدرات أبنائهم الخارقة ورحلاتهم السياحية، ولا يستضيفون الضيوف ليعطوهم المساحة، بل ليقاطعوهم ويخطفوا الأضواء منهم.
هذه الظاهرة تسيء للمهنة وتفقد الشاشة مصداقيتها، خاصة حين تستبدل الكفاءة بالاستعراض والمهنية بالنجومية المصطنعة.
ليست مهمة مقدم البرنامج تسويق ذاته، بل إدارة الحوار بموضوعية، وفتح المجال للمستضافين كي ينيروا عقول الجمهور في مجال الموضوع الذي قدموا لأجله.
لا ضير أن يملك المقدم رأيا، أو أن يستشهد بتجربة شخصية تعزز موضوع النقاش، لكن حين يتحول البرنامج إلى "منبر شخصي"، تصبح الرسالة الإعلامية مهددة، وتضيع الحدود بين الحوار والترويج الذاتي.
إن ما يحتاجه الإعلام اليوم هو عودة مقدم البرنامج إلى دوره الأصلي؛ حلقة وصل بين الضيف والجمهور، لا "بطل الشاشة"، فالقيمة ليست بمن يتحدث أكثر، بل بمن يحسن الإصغاء ويحسن إدارة الحديث بما يخدم الحقيقة ويحترم عقل المتلقي.
في وقت يفترض أن تكون فيه "القنوات التلفزيونية" منبرا لنقل المعلومة وتنوير الرأي العام، نتابع كيف تحول بعض مقدمي البرامج -خاصة البرامج الصباحية والحوارية وحتى الطبخ- إلى أبطال لأنفسهم لا لحلقاتهم، نشاهدهم يوميا وهم يسهبون في الحديث عن تجاربهم الشخصية، ويقحمون آراءهم في كل قضية وكأنهم خبراء في السياسة والاقتصاد والاجتماع والصحة والفلك والرياضة في آن واحد معا.
المفارقة المؤلمة أن كثيرا من هؤلاء لا تتجاوز خبراتهم العملية والحياتية عدد أصابع اليد، لكنهم لا يترددون في الظهور بمظهر "الفهيم"، حتى وإن كانت مداخلاتهم تفتقر إلى العمق والدقة والأمانة المهنية، فهم لا يطرحون الأسئلة ليعرف الجمهور، بل ليظهروا أنفسهم وبرنامجهم اليومي وقدرات أبنائهم الخارقة ورحلاتهم السياحية، ولا يستضيفون الضيوف ليعطوهم المساحة، بل ليقاطعوهم ويخطفوا الأضواء منهم.
هذه الظاهرة تسيء للمهنة وتفقد الشاشة مصداقيتها، خاصة حين تستبدل الكفاءة بالاستعراض والمهنية بالنجومية المصطنعة.
ليست مهمة مقدم البرنامج تسويق ذاته، بل إدارة الحوار بموضوعية، وفتح المجال للمستضافين كي ينيروا عقول الجمهور في مجال الموضوع الذي قدموا لأجله.
لا ضير أن يملك المقدم رأيا، أو أن يستشهد بتجربة شخصية تعزز موضوع النقاش، لكن حين يتحول البرنامج إلى "منبر شخصي"، تصبح الرسالة الإعلامية مهددة، وتضيع الحدود بين الحوار والترويج الذاتي.
إن ما يحتاجه الإعلام اليوم هو عودة مقدم البرنامج إلى دوره الأصلي؛ حلقة وصل بين الضيف والجمهور، لا "بطل الشاشة"، فالقيمة ليست بمن يتحدث أكثر، بل بمن يحسن الإصغاء ويحسن إدارة الحديث بما يخدم الحقيقة ويحترم عقل المتلقي.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق