أمضيت ليلتي أمس على التلفاز أشاهد لقاء البيت الأبيض
عمان جو- عبد الهادي رجي المجالي
حسنا ...سيقول البعض : (هيهم دمروا غزة وفي الأخير وقعوا على الاستسلام) ..سيقول البعض الاخر : ( جردوهم من السلاح) ، وسيشمت بعض الشامتين ويقولون : ( ورطونا) ...
لكنهم قاتلوا ودفعوا دما ، في حين أن كل من علق من خلف مايكريفونات الفضائيات وكل من كتب ، وكل من مارس الشماتة لم يقم برمي حجر واحد ....لم يقدم دما لم يهدم البيت على رأسه ، لم يتعثر بالنزوح ، ولم يلتصق جلده بالعظم نتيجة الجوع .
شكرا أيها (ال ف ل س ط ي ني) ...شكرا لأنك علمت هذا العالم المنحاز معنى الرفض ، شكرا لأنك قررت بوردة واحدة أن تقاتل حقلا من الأشواك ، شكرا لأنك دفنت أولادك وإخوتك في فناء منزلك ، قبلت أن تكون دارك المقبرة ..ومضيت في درب النار ، متجردا من لباسك ، وارتضيت لحمك وقودا لها .
شكرا لأن الملايين من الجيل الطالع في هذا العالم ، سيشاهدون كل الصور وكل ما بثته الفضائيات وكل الأفلام ، وكل الأشلاء ... وستكون ملهما لهم ، ستكون العقيدة والمنهج والمسار ، سيتعلمون منك كيف يحاربون الشيطان ، سيتعلمون منك معنى الايات التي كان كل مقاتل يرددها ساعة إطلاق القذيفة ، سيتعلم منك جيل من الشباب كيفية اغتيال الدبابات ، أنت من وضعت نظرية (اغتيال الدبابة) في مناهج العلوم العسكرية ، وستكون هذه النظرية درسا إلزاميا لكل ضابط مستجد في الكليات العسكرية .
شكرا أيها (ال ف ل س طي ني) .
قالوا لنا في طفولتنا أن دجلة ينبع من هضبات تركيا ويصب في الخليج العربي ، قالوا لنا أن النيل أيضا ينبع من جبال أثيوبيا ويصب في المتوسط ، لقد نسفت نظريات الجغرافيا كلها ، قلت للعالم أن الرجولة وحدها تنبع من الرمل في ( خان ي و ن س ) وتصب في ( ال ش ج ا ع ية) ..نسفت نظريات تكون الأنهار وكيفية التقاء الجداول والفروع في مصب واحد ، لديك لا يوجد فروع وجداول ..لديك وريد واحد يصب الدم منه على تراب ( ف ل س ط ين ) وتصعد الروح إلى الله نقية مطهرة ...لديك الكرامة بعكس الأنهار ، تفيض في كل المواسم ...في حين أن أنهار العرب تفيض في الربيع ، وتصاب أرضنا بالجفاف وقت الصيف ...
أتدري يا ابن ( غ ز ة ) إن النيل ودجلة ، منذ نشوء الأنهار في بداية الخلق إلى الان وبكل ما حملوا من الماء ، صدقني أنه لن يكفي لغسل عار العرب ...
شكرا أيها (ال ف ل سط يني) ..
تأكد وإن وقعت على الورقة ، تأكد أن الصبية الذين فقدوا الاباء والأمهات والأشقاء لن توقع قلوبهم ، سيكبرون وكل أصوات الدمار وكل مشاهد الضحايا وكل الدماء ، ستبقى في أذهانهم ، وسيثأرون حتما سيثأرون ...هؤلاء ما عادت الحياة تعني لهم شيئا ، لقد تعلموا فن الموت ..تعلموا فن الصبر وفن الصعود وفن الإرتقاء ، وحصلوا على دبلوم في ( الشهادة) ....سيدركون فيما بعد أن كتابة سطر على تراب (ع س قلان) بدمهم أهم من كتابة سطر في دفتر العلوم ، وتعلموا أن صوتا من مقابر المجهولين سيأتيهم في ليالي البرد ويخبرهم ، أن روحا أزهقت غيلة وغدرا ، لن ترتاح في مستقرها الأخير ، إن لم يأخذ بثأرها ...وتعلموا كيف تفترس الدبابة ، وكيف يتم نهش حديد المجنزرة ، هؤلاء كان دمهم في نظر العدو مجانيا ...سيأتي الزمن الذي تكون فيه قطرة دم كل واحد منهم بألف رأس .
شكرا أيها ( ال ف ل س ط ي ن ي)
انتهت جولة من الصراع ؟ ...أظن أن الصراع بدأ الان ، وأظن أنك تحتاج يا هذا (ال ف ل س ط ي ني) الذي التحف دمه إلى استراحة محارب ، أظنك الان قرأت كل شيء وعرفت كل شيء ، أدركت أين تكمن الثغرات وفهمت معنى الإنجاز ...وأظن أن الجيل الصغير الذي عاش أعوام الدم والدمار ، حين يكبر سيقرر كل واحد منهم أن يتزوج من بندقية ، وأظن أن دروس اللغة العربية ستتغير في مناهج الكرامة لا مناهج الإنبطاح ...سيكون مصطلح( شو ا ظ) مقدمة لشرح البلاغة في اللغة ...وسيكون معنى ( ال ي ا س ي ن ) مرادفا لمعنى حديث صحيح ...ولمعنى متفق عليه ، وستنقل للأجيال ليس بالتواتر فقط بل بورشات الحدادة التي تنبنى تحت الأرض ...وإن لم تجد الحديد أدري أنك ستصنعها من عظامك .
شكرا أيها ( ال ف ل س ط ي ن ي) ..
لا تقم بنقل الشهداء من مقابرهم ، اتركهم في حدائق المنازل وازرع الورد في حواف قبورهم ، لا تصافح من سيأتيك من العالم تحت مسمى منظمات إعاشة وإغاثة ، بل صافح النخل والبحر ..فقد قاتلوا معك ببسالة ، وتذكر أن أرضك لكثرة ما حملت من ( ش ه د ا ء) ستصحو ذات يوم وتجدها تضج برائحة المسك ، وتذكر أن الحجيج سيتوافدون عليها ، كي يعرفوا أسرارك وسبب صمودك وكفاحك البطولي ، فخذهم إلى مأذنة مهدمة وطف بهم هناك وأخبرهم ، أن السر يكمن في الإيمان بالله ..والإيمان (ب ف ل س ط ي ن) وطنا لاتكتحل عيونه إلا بالدم ...وجهز لجولتك القادمة ، إن دجلة خجل منك والنيل خجل والنخل لن ينتج بلحا هذا العام كونه خاصم الصحراء العربية ، حتى الشواطيء في عالمنا العربي صار موجها يصعد على خجل ...والأضواء في عواصمنا كأنها في لحظة حداد ، لا عليك منا ..نحن الهزيمة فوق الهزيمة ..وأنت النصر وحده ، جهز للجولة القادمة ...جهز ترابك والنخل ، جهز السيف والضمير ....الجولة القادمة ، ستكون عقابا للكل ...ولا تعتمد علينا ، نحن من العروبة براء ، سينضم الغيم للقتال إلى جانبك ، والصخر سيقاتل والحجر والشجر ، وتأكد أن وعد الله حق ، وعد الله حق ، وعد الله حق .
حسنا ...سيقول البعض : (هيهم دمروا غزة وفي الأخير وقعوا على الاستسلام) ..سيقول البعض الاخر : ( جردوهم من السلاح) ، وسيشمت بعض الشامتين ويقولون : ( ورطونا) ...
لكنهم قاتلوا ودفعوا دما ، في حين أن كل من علق من خلف مايكريفونات الفضائيات وكل من كتب ، وكل من مارس الشماتة لم يقم برمي حجر واحد ....لم يقدم دما لم يهدم البيت على رأسه ، لم يتعثر بالنزوح ، ولم يلتصق جلده بالعظم نتيجة الجوع .
شكرا أيها (ال ف ل س ط ي ني) ...شكرا لأنك علمت هذا العالم المنحاز معنى الرفض ، شكرا لأنك قررت بوردة واحدة أن تقاتل حقلا من الأشواك ، شكرا لأنك دفنت أولادك وإخوتك في فناء منزلك ، قبلت أن تكون دارك المقبرة ..ومضيت في درب النار ، متجردا من لباسك ، وارتضيت لحمك وقودا لها .
شكرا لأن الملايين من الجيل الطالع في هذا العالم ، سيشاهدون كل الصور وكل ما بثته الفضائيات وكل الأفلام ، وكل الأشلاء ... وستكون ملهما لهم ، ستكون العقيدة والمنهج والمسار ، سيتعلمون منك كيف يحاربون الشيطان ، سيتعلمون منك معنى الايات التي كان كل مقاتل يرددها ساعة إطلاق القذيفة ، سيتعلم منك جيل من الشباب كيفية اغتيال الدبابات ، أنت من وضعت نظرية (اغتيال الدبابة) في مناهج العلوم العسكرية ، وستكون هذه النظرية درسا إلزاميا لكل ضابط مستجد في الكليات العسكرية .
شكرا أيها (ال ف ل س طي ني) .
قالوا لنا في طفولتنا أن دجلة ينبع من هضبات تركيا ويصب في الخليج العربي ، قالوا لنا أن النيل أيضا ينبع من جبال أثيوبيا ويصب في المتوسط ، لقد نسفت نظريات الجغرافيا كلها ، قلت للعالم أن الرجولة وحدها تنبع من الرمل في ( خان ي و ن س ) وتصب في ( ال ش ج ا ع ية) ..نسفت نظريات تكون الأنهار وكيفية التقاء الجداول والفروع في مصب واحد ، لديك لا يوجد فروع وجداول ..لديك وريد واحد يصب الدم منه على تراب ( ف ل س ط ين ) وتصعد الروح إلى الله نقية مطهرة ...لديك الكرامة بعكس الأنهار ، تفيض في كل المواسم ...في حين أن أنهار العرب تفيض في الربيع ، وتصاب أرضنا بالجفاف وقت الصيف ...
أتدري يا ابن ( غ ز ة ) إن النيل ودجلة ، منذ نشوء الأنهار في بداية الخلق إلى الان وبكل ما حملوا من الماء ، صدقني أنه لن يكفي لغسل عار العرب ...
شكرا أيها (ال ف ل سط يني) ..
تأكد وإن وقعت على الورقة ، تأكد أن الصبية الذين فقدوا الاباء والأمهات والأشقاء لن توقع قلوبهم ، سيكبرون وكل أصوات الدمار وكل مشاهد الضحايا وكل الدماء ، ستبقى في أذهانهم ، وسيثأرون حتما سيثأرون ...هؤلاء ما عادت الحياة تعني لهم شيئا ، لقد تعلموا فن الموت ..تعلموا فن الصبر وفن الصعود وفن الإرتقاء ، وحصلوا على دبلوم في ( الشهادة) ....سيدركون فيما بعد أن كتابة سطر على تراب (ع س قلان) بدمهم أهم من كتابة سطر في دفتر العلوم ، وتعلموا أن صوتا من مقابر المجهولين سيأتيهم في ليالي البرد ويخبرهم ، أن روحا أزهقت غيلة وغدرا ، لن ترتاح في مستقرها الأخير ، إن لم يأخذ بثأرها ...وتعلموا كيف تفترس الدبابة ، وكيف يتم نهش حديد المجنزرة ، هؤلاء كان دمهم في نظر العدو مجانيا ...سيأتي الزمن الذي تكون فيه قطرة دم كل واحد منهم بألف رأس .
شكرا أيها ( ال ف ل س ط ي ن ي)
انتهت جولة من الصراع ؟ ...أظن أن الصراع بدأ الان ، وأظن أنك تحتاج يا هذا (ال ف ل س ط ي ني) الذي التحف دمه إلى استراحة محارب ، أظنك الان قرأت كل شيء وعرفت كل شيء ، أدركت أين تكمن الثغرات وفهمت معنى الإنجاز ...وأظن أن الجيل الصغير الذي عاش أعوام الدم والدمار ، حين يكبر سيقرر كل واحد منهم أن يتزوج من بندقية ، وأظن أن دروس اللغة العربية ستتغير في مناهج الكرامة لا مناهج الإنبطاح ...سيكون مصطلح( شو ا ظ) مقدمة لشرح البلاغة في اللغة ...وسيكون معنى ( ال ي ا س ي ن ) مرادفا لمعنى حديث صحيح ...ولمعنى متفق عليه ، وستنقل للأجيال ليس بالتواتر فقط بل بورشات الحدادة التي تنبنى تحت الأرض ...وإن لم تجد الحديد أدري أنك ستصنعها من عظامك .
شكرا أيها ( ال ف ل س ط ي ن ي) ..
لا تقم بنقل الشهداء من مقابرهم ، اتركهم في حدائق المنازل وازرع الورد في حواف قبورهم ، لا تصافح من سيأتيك من العالم تحت مسمى منظمات إعاشة وإغاثة ، بل صافح النخل والبحر ..فقد قاتلوا معك ببسالة ، وتذكر أن أرضك لكثرة ما حملت من ( ش ه د ا ء) ستصحو ذات يوم وتجدها تضج برائحة المسك ، وتذكر أن الحجيج سيتوافدون عليها ، كي يعرفوا أسرارك وسبب صمودك وكفاحك البطولي ، فخذهم إلى مأذنة مهدمة وطف بهم هناك وأخبرهم ، أن السر يكمن في الإيمان بالله ..والإيمان (ب ف ل س ط ي ن) وطنا لاتكتحل عيونه إلا بالدم ...وجهز لجولتك القادمة ، إن دجلة خجل منك والنيل خجل والنخل لن ينتج بلحا هذا العام كونه خاصم الصحراء العربية ، حتى الشواطيء في عالمنا العربي صار موجها يصعد على خجل ...والأضواء في عواصمنا كأنها في لحظة حداد ، لا عليك منا ..نحن الهزيمة فوق الهزيمة ..وأنت النصر وحده ، جهز للجولة القادمة ...جهز ترابك والنخل ، جهز السيف والضمير ....الجولة القادمة ، ستكون عقابا للكل ...ولا تعتمد علينا ، نحن من العروبة براء ، سينضم الغيم للقتال إلى جانبك ، والصخر سيقاتل والحجر والشجر ، وتأكد أن وعد الله حق ، وعد الله حق ، وعد الله حق .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق