إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات

  • "قيمة الحياة في أسبوع كيف يتلاشى التقدير والذكرى مع مرور الوقت"

"قيمة الحياة في أسبوع كيف يتلاشى التقدير والذكرى مع مرور الوقت"


عمان جو- الدكتور محمد تيسير الطحان

في خضم الحياة اليومية، قد نجد أنفسنا في سباق لا ينتهي؛ نركض وراء النجاح، نبحث عن التقدير، نطمح للاعتراف. لكن هل فكرنا في حقيقة أن هذا التقدير الذي نسعى له قد يختفي في لحظة؟ أسبوع واحد فقط كفيل بأن يُنسيك الجميع، سواء في العمل أو في العائلة، وعند التقاعد، وحتى عند الرحيل.

اعلم أن قيمتك وقدرك في هذه الحياة هو أسبوع واحد فقط.

أسبوع واحد بعد التقاعد أو ترك العمل

حتى إذا تركت العمل بعد سنوات من التفاني، لا يوجد ضمان بأن تظل في ذاكرة الآخرين أكثر من أسبوع. سرعان ما يعود كل شخص إلى روتينه اليومي، وينسى وجودك. زملاء العمل، الذين كانوا في السابق يقدّرونك، سيواصلون حياتهم، وسيحلون مكانك بآخرين. إن الحياة لا تتوقف عند التقاعد أو مغادرة العمل، فهي تستمر مع الآخرين، وتنسى الأثر الذي تركته. وحتى عائلتك، رغم محبة الجميع، قد يتغير اهتمامها مع مرور الوقت. فكل شخص ينشغل في حياته الخاصة، ويبدأ التركيز على أمور أخرى.

أسبوع واحد بعد رحيلك

إن التفكير في الموت قد يبدو ثقيلًا، لكن الحقيقة هي أنه بعد مغادرتك لهذا العالم، لن يستمر ذكر اسمك طويلاً. أسبوع واحد كفيل بأن يُنسيك الجميع. نعم، قد يبكي البعض عليك، وقد يتذكرونك في لحظات، لكن مع مرور الأيام، سيعود كل شخص إلى حياته. ستصبح مجرد ذكرى عابرة، ولن يبقى سوى أثر قليل في ذاكرة من عاشوا معك. الحياة تستمر، والأشخاص ينسون، والذكريات تتلاشى. ربما يُذكر اسمك في بعض المناسبات، ولكن سرعان ما يعود الجميع إلى حياتهم اليومية.

أسبوع واحد عند أصدقائك

حتى في علاقتك بأصدقائك، قد لا يتجاوز ذكرك أسبوعًا. قد تظن أن أصدقائك سيتذكرونك لفترة طويلة بعد أن تبتعد عنهم، لكن الحياة تأخذهم إلى مسارات جديدة، ويدخلون في دوامة مشاغلهم الخاصة. حتى في أوقات حزنك، قد لا تجد من يظل يتذكر أو يتفاعل معك بالطريقة التي تتوقعها. الأسبوع الأول بعد ابتعادك قد يكون هو الفترة التي يتذكرون فيها، وبعدها يتابعون حياتهم اليومية، ويتركون ذكرى ارتباطهم بك تصبح أكثر بعدًا.

أسبوع واحد فقط، حتى عند العائلة.

في النهاية، حتى العائلة التي كانت دائمًا بالقرب منك، قد لا تتجاوز مدة ذكرك أسبوعًا. رغم الحب والمشاعر التي تجمعنا بهم، الحياة تستمر، والأيام تمضي بسرعة. بعد أن تبتعد، سواء لسبب التقاعد، السفر، أو حتى الموت، يعود الجميع إلى حياتهم، ويبدأ كل شخص في الانشغال بهمومه الخاصة. بعد أسبوع، قد يتغير اهتمامهم، وتعود الأولويات لتشمل ما هو حاضر في حياتهم الآن.

هذه هي الحقيقة القاسية التي يجب أن ندركها الحياة لا تنتظر أحدًا. لا تدع نفسك تُقيد بانتظار التقدير أو المكافأة من الآخرين. ما يبقى هو الأثر الذي تتركه، ولكن تذكر أن الأثر الحقيقي ليس في انتظار الجزاء، بل في ما تقدمه دون حسابات.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :