كفى عبثا .. الأردن والعراق أكبر من فتنة ملعب
عمان جو - بقلم: د. ماجد عسيلة
ما جرى من تراشق وإساءات متبادلة بين أردنيين وعراقيين على خلفية مباراة كرة قدم لم يعد مجرد انفعال رياضي، بل انزلاق خطير نحو خطاب كراهية يهدد علاقة شعبين لم تجمعهما المصادفة، بل التاريخ المشترك والمحن المتعاقبة. تحويل الخسارة أو الفوز إلى شماتة، ثم إلى إهانة وطنية، ثم إلى سب وتخوين على المنصات الرقمية، هو سلوك مرفوض أخلاقيا ووطنيا، ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة.
الأخطر في هذا المشهد أن البعض ما زال يجهل أو يتجاهل حقيقة واضحة بأن المستفيد الوحيد من هذا العبث هو العدو الصهيوني، الذي لا يحتاج إلى جيوش إضافية بقدر حاجته إلى عرب يتنازعون ويستبدلون بوصلتهم، ويستنزفون وعيهم في معارك جانبية بينما فلسطين تستباح يوميا، فكل إساءة بين أردني وعراقي ليست مجرد كلمة، بل طعنة في خاصرة التضامن العربي وخدمة مجانية للاحتلال.
من هنا لا بد من موقف حازم وواضح من الجهات الرسمية في كلا البلدين، فترك الفوضى الرقمية دون محاسبة يفتح الباب أمام الفتنة المنظمة، ويحول منصات التواصل إلى ساحات تحريض بلا رادع.
إن تطبيق قوانين الجرائم الإلكترونية على المسيئين، أياً كانت جنسياتهم أو مبرراتهم، ليس تقييدا للحريات كما يدعي البعض، بل حماية للمجتمع، وصون للعلاقة بين شعبين، ومنع لانفلات قد لا تحمد عقباه.
الأردن لم يكن يوما خصما للعراق، والعراق لم يكن عدوا للأردن، وأي محاولة لشيطنة شعب بأكمله بسبب تصرفات أفراد هي جريمة أخلاقية قبل أن تكون خطأً سياسيا.
الشعوب الحقيقية لا تقاس بتعليقات غاضبة، ولا تختزل في حسابات وهمية تبحث عن تفاعل رخيص، بل تعرف بمواقفها عند الشدائد، وبقدرتها على التمييز بين النقد والإساءة، وبين المنافسة الرياضية والتحريض الوطني.
المكلوب في هذا التوقيت الحرج، ليس مزيدا من الردود والانفعالات، بل إعادة توجيه البوصلة حيث يجب أن تكون.
فلسطين ليست قضية موسمية ولا ورقة شعارات، بل هي الامتحان الحقيقي لوعينا الجمعي، ومن ينشغل بشقيقه العربي عن عدوه الحقيقي، فقد خسر البوصلة قبل أن يخسر المباراة.
كفى عبثا بالمشاعر، وكفى استثمارا في الفتنة، وكفى انجرارا خلف معارك لا تخدم إلا الاحتلال.
الأردن والعراق في خندق واحد وسيبقيان كذلك مهما علا الضجيج، أما من يراهن على الشرخ بينهما، فسيكتشف أن الشعوب أعمق وأوعى من أن تستدرج إلى هاوية تخدم عدوا واحدا لا غير.
عمان جو - بقلم: د. ماجد عسيلة
ما جرى من تراشق وإساءات متبادلة بين أردنيين وعراقيين على خلفية مباراة كرة قدم لم يعد مجرد انفعال رياضي، بل انزلاق خطير نحو خطاب كراهية يهدد علاقة شعبين لم تجمعهما المصادفة، بل التاريخ المشترك والمحن المتعاقبة. تحويل الخسارة أو الفوز إلى شماتة، ثم إلى إهانة وطنية، ثم إلى سب وتخوين على المنصات الرقمية، هو سلوك مرفوض أخلاقيا ووطنيا، ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة.
الأخطر في هذا المشهد أن البعض ما زال يجهل أو يتجاهل حقيقة واضحة بأن المستفيد الوحيد من هذا العبث هو العدو الصهيوني، الذي لا يحتاج إلى جيوش إضافية بقدر حاجته إلى عرب يتنازعون ويستبدلون بوصلتهم، ويستنزفون وعيهم في معارك جانبية بينما فلسطين تستباح يوميا، فكل إساءة بين أردني وعراقي ليست مجرد كلمة، بل طعنة في خاصرة التضامن العربي وخدمة مجانية للاحتلال.
من هنا لا بد من موقف حازم وواضح من الجهات الرسمية في كلا البلدين، فترك الفوضى الرقمية دون محاسبة يفتح الباب أمام الفتنة المنظمة، ويحول منصات التواصل إلى ساحات تحريض بلا رادع.
إن تطبيق قوانين الجرائم الإلكترونية على المسيئين، أياً كانت جنسياتهم أو مبرراتهم، ليس تقييدا للحريات كما يدعي البعض، بل حماية للمجتمع، وصون للعلاقة بين شعبين، ومنع لانفلات قد لا تحمد عقباه.
الأردن لم يكن يوما خصما للعراق، والعراق لم يكن عدوا للأردن، وأي محاولة لشيطنة شعب بأكمله بسبب تصرفات أفراد هي جريمة أخلاقية قبل أن تكون خطأً سياسيا.
الشعوب الحقيقية لا تقاس بتعليقات غاضبة، ولا تختزل في حسابات وهمية تبحث عن تفاعل رخيص، بل تعرف بمواقفها عند الشدائد، وبقدرتها على التمييز بين النقد والإساءة، وبين المنافسة الرياضية والتحريض الوطني.
المكلوب في هذا التوقيت الحرج، ليس مزيدا من الردود والانفعالات، بل إعادة توجيه البوصلة حيث يجب أن تكون.
فلسطين ليست قضية موسمية ولا ورقة شعارات، بل هي الامتحان الحقيقي لوعينا الجمعي، ومن ينشغل بشقيقه العربي عن عدوه الحقيقي، فقد خسر البوصلة قبل أن يخسر المباراة.
كفى عبثا بالمشاعر، وكفى استثمارا في الفتنة، وكفى انجرارا خلف معارك لا تخدم إلا الاحتلال.
الأردن والعراق في خندق واحد وسيبقيان كذلك مهما علا الضجيج، أما من يراهن على الشرخ بينهما، فسيكتشف أن الشعوب أعمق وأوعى من أن تستدرج إلى هاوية تخدم عدوا واحدا لا غير.




الرد على تعليق