إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

المربعانية


عمان جو_ فارس الحباشنة
بدأت المربعانية أمس الأحد بموجة برد، ويقال إن المربعانية إن صاحبها برد ومطر فإنها تبشر بفصل شتاء وافر بالأمطار والثلوج.

وكذلك بموسم زراعي واعد في الإنتاج والاكتفاء الذاتي.

زيتون الأردن عطش، وإنتاج الأردن من الزيت لهذا العام لا يعادل 15% من إنتاج الأعوام الماضية. معاصر الزيتون أغلقت أبوابها قبل الموعد الموسمي لانتهاء عصر الزيتون، وبعض المعاصر لم تحرك ماكينتها، وإن حركت فمعدل التشغيل كان متواضعا وبمعدلات بسيطة.

والحكومة لمعالجة ارتفاع أسعار الزيت وأزمة شح الزيتون قررت فتح باب الاستيراد من إسبانيا وتونس.

خطر في بالي، وأنا أكتب عن المربعانية، خبر قرأته عن انقطاع المياه عن مناطق واسعة من عمان والزرقاء. متى كانت المياه تقطع ويتوقف ضخها عن المدن الأردنية في فصل الشتاء؟

«تنكات بيع المياه» شغالة في فصل الشتاء، وما عاد الأردنيون في مواجهة ندرة وشح المياه يميزون بين شتاء وصيف.

عندما يهطل المطر والثلج، وعندما نسمع في الأخبار عن منخفض جوي من قبرص أو قطبي يتحرك، ويرجف في داخلي الفلاح والمزارع الباسم والمبتهج لتثاؤب السماء وهطول المطر.

من أعوام اشتقنا إلى المطر والثلج، واشتقنا إلى صوت المزاريب وجريان المياه، إنها أعوام من قحط ويباب. ومن المؤكد أن شح وقلة هطول المطر تجمد الأرواح وتقتل الأنفاس، وتعطب الحياة، وتقطع الأمل، وتصيب الإنسان والطبيعة بجفاف وتدخلهما في دورة اللاحياة، وما يقابلها من موت حتمي. صورة مفجعة لانقطاع المياه، وصورة كارثية أن اكتشفت أن لا ماء في الحنفية ولا ماء في الخزان، ولا ماء لأغسل وجهي في الصباح ولا لأستحم، ولكي أخرج إلى العمل.

هي أشياء لم نعشها في الأردن، ولكن نتخيلها من باب الحذر والتوجس.

فلا ماء ينقطع لأكثر من 24 ساعة، ولا كهرباء تنقطع أكثر من ساعة، ولا الإنترنت، ولا غيرها من خدمات. أنا من جيل في قرى الكرك عرف الكهرباء بعد الصف الأول.

وفي قرية الوسية بالكرك وصلنا التيار الكهربائي في شتاء عام 1987.

وأذكر أن أول ليلة أضاءت الكهرباء بيتنا، تفرجنا على شاشة التلفزيون الأردني مباراة بين الأردن وسورية، وهزم فريقنا المنتخب السوري، ولا أذكر النتيجة. ما كنا نفكر وننشغل في انقطاع مياه الحكومة. ومن الآبار ننهل الماء ونشرب، ونقضي حاجات المنزل، ونسقي الأغنام والبهائم، ولا أطيب ولا ألذ من ماء البئر.

تتداعى أمامي صور من الماضي، وصور ما وراء المربعانية وخبر انقطاع المياه عن عمان والزرقاء، وأشعر وأنا أفكر وأتذكر طفولتي، وما ينقضي اليوم من أحوال بالإخوة الفلسطينيين في غزة، وكيف يعيشون في برد الشتاء وهطول المطر وغرق الخيام، وقدرية الشتات والنزوح اللامتناهية والأبدية




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :